حكم مخاصمة الزوجة لزوجها كان واضحًا عند الفقهاء، حيث حدد الدين الإسلامي العديد من الضوابط التي ينبغي على الزوج والزوجة اتباعها كي يحظوا بحياة مليئة بالراحة والسعادة، فيحرص ويحث الإسلام على التفاهم بين الأزواج وتمتعهم بالاستقرار، ومن خلال موقع البلد سنمدكم بكل ما يدور حول حكم مخاصمة الزوجة لزوجها.
حكم مخاصمة الزوجة لزوجها
إن حكم مخاصمة الزوجة لزوجها من الممكن أن يتوقف على حسب حالة الخصام، حيث إن المعاشرة بين الزوج والزوجة يجب أن تكون بالبر والود والتقوى، وفي هذه الفقرة ومن خلال السطور التالية سنوضح لكم حكم مخاصمة الزوجة للزوج.
إن حكم مخاصمة الزوجة لزوجها مشروع وجائز، وذلك إذا كان السبب في الهجر هو الغضب من الزوج بسبب سبه لها وشتمها بألفاظ سيئة.
لكن على الرغم من أن حكم مخاصمة الزوجة للزوج من الأمور المشروعة في الدين الإسلامي إلا أن الرسول صلي الله عليه وسلم حرم مخاصمة الزوجة لزوجها أكثر من ثلاثة ليالي، فعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
“لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجرَ أخاهُ فَوقَ ثلاثةِ أيامٍ، يلتَقيانِ فيُعرِضُ هذا ويُعرِضُ هَذا، وخيرُهُما الَّذي يبدأُ بالسَّلامِ“
ذلك بالإضافة إلى أن الإسلام شرع حكم مخاصمة الزوجة لزوجها ولكن شرعه في حالة إذا كان ذلك الخصام لسببٍ ما كتأديبه أو غضبها بسبب شتمه لها على سبيل المثال.
كما أنه ينبغي أن يكون ذلك الخصام للزوج سوف يؤدي إلى التقليل والحد من المشكلة ويزيد من فرصة الصلح وتهدئة الأمور.
بينما في حالة مخاصمة الزوجة لزوجها من دون وجود أي سبب على الإطلاق، أو كان يوجد سبب ولكن الخصام والهجر سوف يؤدي إلى تفاقم المشكلة وكبرها فيكون حكم مخاصمة الزوجة لزوجها هنا غير مشروع.
ما المقصود بمخاصمة الزوجة لزوجها
بعد أن تعرفنا في الفقرة السابقة على حكم مخاصمة الزوجة لزوجها في الإسلام، سنتعرف من خلال السطور التالية في هذه الفقرة على المقصود بخصام الزوجة للزوج.
إن المقصود بالخصام حول حكم مخاصمة الزوجة لزوجها هو قيام الزوجة بترك زوجها، حيث إنه في حالة إذا تحدث معها ووجه إليه الكلام لا ترد عليه.
ذلك بالإضافة إلى أن المقصود بخصام الزوجة لزوجها هي ألا تتناول معه الطعام على مائدة واحدة، كما أن الخصام يعني ألا تشرب معه، ذلك بالإضافة إلى عدم تعالمها معه في أمور الحياة العادية.
لكن الخصام في الدين الإسلامي لا يجب أن يكون هجرها له في الفراش، حيث إن حكم مخاصمة الزوجة لزوجها من خلال هجرها له في الفراش غير مشروع.
حيث إن هجر الزوجة للزوج في الفراش من الذنوب والكبائر التي حرمها الله سبحانه وتعالى فعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “إِذَا بَاتَتِ المَرْأَةُ، هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا، لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ“.
ذلك بالإضافة إلى أن ذلك الأمر حرمه الله سبحانه وتعالى في حالة إذا كان الزوج مستقيمًا ويتقي الله تعالى بكل مودة ورحمة، ويعطي لها حقوقها الشرعية كاملة ولا يقصر في حقها وهجرها في الفراش.
بينما في حالة إذا كان الزوج غير مستقيمًا وكان يهجر زوجته في الفراش، بالإضافة إلى أنه كان يقصر في إحدى حقوقها وكان يظلمها، فمن حق الزوجة أن تهجر زوجها في الفراش وتمنعه هي أيضًا من حقوقه الشرعية.
ماذا يجب أن يفعل الزوج عند مخاصمة الزوجة له
لقد حث الدين الإسلامي كلا الزوجين على الصبر والتعامل بالمودة والرحمة، لذلك يجب على الزوج عند مخاصمة زوجته له أن يصبر عليها، ذلك بالإضافة إلى أنه لا ينبغي أن يسيء معاملتها مهما اشتد الخصام.
بل يجب على الزوج في ذلك الوقت أن يتناقش مع زوجته ويتفهم منها ما هو سبب الخصام، حيث قال الله سبحانه وتعالى: “وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ“.
ذلك بالإضافة إلى أنه يجب يلجأ في حل سبب المشكلة والخصام إلى ما شرعه الدين الإسلامي من أساليب مما يجعل لهما ثوابًا كبير عن الله تعالى.
وجبات الزوج تجاه الزوجة
مثلما تعرفنا على حكم مخاصمة الزوجة لزوجها، سنتعرف من خلال السطور التالية على الوجبات التي يجب على الزوج أن يقدمها لزوجته، والتي حددها الإسلام حتى تسري العلاقة بينهم بكل ود ورحمة، فمثلما كان الزوج له حقوق فأيضًا الزوجة له وجبات، ومن الأمثلة على تلك الواجبات ما يلي:
- من أهم الواجبات التي يجب أن يقدمها الزوج لزوجته هو أن يحسن معاملتها، بالإضافة إلى يعاشرها بالمعروف.
- يجب على الزوج ألا يظلم زوجته وقدم لها كل ما تريده إذا كان ذلك في استطاعته.
- من حق الزوجة على الزوج أن ينفق عليها، ذلك بالإضافة إلى أنه من حقها أن يوفر لها الزوج مسكن آمن ومأكل ومشرب.
- من الواجبات التي يجب على الزوج أن يقدمها للزوجة هو أن يوجهها إلى طاعة الله سبحانه وتعالى واتباع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم.
كما أنه يجب على الزوج أن يقوم بذلك من دون غصبها، بل من خلال تقديم النصيحة لها برفق واتعاظ.
- في حالة إذا كان الزوجة متزوج من امرأة أخرى أو أكثر فمن الواجب عليه أن يعدل بين زوجاته ولا يعطى واحدة منهن حقها على حساب الأخرى، وفي حالة عدم استطاعته على القيام بذلك فيجب عليه أن يكتفي بزوجة واحدة فقط.
كما أن العدل في هذه الناحية يتمثل في العدل من حيث المعاملة ومن حيث الإنفاق والمسكن وغيرها.
- يجب على الزوج ألا يتعدى على زوجته بالضرب أو السب والشتم، حيث إن الله سبحانه وتعالى حث على أن يحسن الزوج معاملة زوجته.
- من الواجبات التي تجب على الزوج أيضًا هو أن يتغاضى عن بعض الأمور التي لا تخالف شرع الله تعالى.
وجبات الزوجة تجاه الزوج
من حيث مشروعية حكم مخاصمة الزوجة لزوجها نجد أنه مثلما من حقها ان تخاصمه وتتركه فهي ملزمة بتقديم حقوقه لها، حيث حدد الإسلام واجبات يجب على المرأة أن تقدمها لزوجها ومن حقه، ومن الأمثلة على تلك الواجبات ما يلي:
- من أبرز الواجبات التي تجب على الزوجة تقديمها لزوجها هي ألا تسمح بدخول أحد إلى بيته إلا بإذنه ورضاه.
- يجب على الزوجة ألا تخرج من المنزل إلا بعلم زوجها ورضاه، ذلك بالإضافة إلى أنه في حالة إذا رفض الزوج خروج زوجته فيجب عليها أن تطيعه.
حيث حث الله سبحانه وتعالى على وجوب طاعة الزوجة لزوجها في كل شيء.
- من الواجبات التي تجب على الزوجة هي أنه تقوم بأخذ إذنه في صيام الناقلة، حيث إنه من حق الزوج أن يمنع زوجته من تصوم، وذلك على عكس صيام شهر رمضان الكريم.
فلا يجب على الزوجة أن تأخذ إذا زوجها في صيام شهر رمضان لأنه من الفرائض، وفي حالة إذا رفض الزوج فلا يجب عليها أن تطعه لأن في ذلك ما يغضب الله تعالى.
- يعد أيضًا من واجبات الزوجة للزوج أن تطع الزوجة زوجها وألا تهجره في الفراش، حيث يجب على الزوجة أن تطع زوجها في كل ما يأمر به ما عدا ما يعصي الله تعالى.
- على الزوجة أن تخدم الزوج بقدر استطاعتها حيث إن خدمة الزوجة للزوج من واجابتها له.
- يجب على الزوجة أن تعطي لزوجها حقه الكامل في الاستمتاع بها إلا فيما يعصي الله تعالى.
يجب على الزوج والزوجة أن يتعاملا معًا بما حث الله تعالى والدين الإسلامي، فيجب عليهما أن يتعاملا بالود والرحمة والصبر.