متى يبدأ الطفل بالانتباه

متى يبدأ الطفل بالانتباه؟ وما هو ترتيب تطور الحواس لديه؟ حيث يولد جميع الأطفال في وقت مبكر قبل اكتمال بعض الأجهزة الحيوية الهامة التي تساعدهم على الانتباه والتفاعل مع كل ما يحيط بهم، لذلك يجب على كل أم الانتباه إلى مولودها الجديد ومعرفة تطورات حواسه، لذا ومن خلال موقع البلد نقدم لكم متى يبدأ الطفل بالانتباه؟

متى يبدأ الطفل بالانتباه؟

الأطفال هم الهدايا الصغيرة التي يمن الله سبحانه وتعالى بها على كل أب وأم، فتلك الكائنات البسيطة والصغيرة يمكنها جعل يوم الأبوين أفضل بكثير.

على الرغم من المواقف العديدة التي يتعرض لها كل أب وأم في مرحلة طفولة الأولاد، إلا أن تقديم الحب فقط لا يكفي، حيث يجب تقديم العناية والحماية اللازمة لهم، ولا يمكن فعل ذلك إلا بمعرفة جميع المعلومات وإدراك الحالات التي يمر بها الطفل.

حيث يجب أن يكون الأبوين على علم بالحالة الصحية للمولود ومعرفة متى يبدأ الطفل بالانتباه؟ لمراقبة الأفعال والتصرفات التي يقوم بها، وذلك ليتمكن الطفل من الحصول على حياة صحية سليمة.

يجب أن يعلم كل أب وأم أن الطفل لا يصل إلى هذا العالم بشكله الكامل، حيث إنه لا يكون مكتمل النمو كما يعتقد أغلب الأفراد، فليس جميع الوظائف الحيوية تعمل بشكل كامل، وأشهر مثال على ذلك الجهاز البصري والسمعي، وهو ما يمنع الطفل من التواصل مع من حوله.

حيث تتطور جميع وسائل الانتباه أو ما يعرف بالحواس مع مرور الوقت منذ ولادة الطفل وحتى وصوله إلى السن التي تصل حواسه إلى أقصى ذروتها فيه، ويمكن التعرف على متى يبدأ الطفل بالانتباه؟ بعد الاطلاع على تطورات حواسه فيما يلي:

تطور حاسة البصر

إن متابعة تطور حاسة بصر الطفل من الأمور الهامة التي يجب الاهتمام بها، وذلك للتأكد من خلو الطفل من مشاكل الإبصار التي قد تؤثر عليه في المستقبل.

حيث إن الطفل لا يمكنه التواصل مع العناصر التي حوله من أشخاص، وضوء، وحيوانات، وغيرهم في أيامه الأولى، وإنما يمر بعدة مراحل يمكن التعرف عليها ومتابعتها لمعرفة متى يبدأ الطفل بالانتباه؟ من خلال ما يلي:

تطور رؤية الطفل في الأسبوع الأول

إن الأسبوع الأول للطفل يكون هادئًا بشكل كبير على عكس أسابيعه التالية، والتي تكون حافلة بالكثير من الأحداث المختلفة، والتي يكتشف من خلالها العالم لأول مرة.

حيث يظل الطفل مغلقًا لعينية لعده ساعات حتى يتمكن من فتحهما للمرة الأولى، ولا يستطيع الرؤية لمسافة تتخطى 20 سم وحتى 30 سم، وهي المسافة التي يكون فيها قريبًا من وجه الأم لإتمام عملية الرضاعة، وتكون الرؤية ضبابية بالكامل لما هو أبعد من تلك المسافة.

تطور رؤية الطفل في الأسبوع الثاني

بعد مرور أسبوع كامل من حياة الطفل يمكن للأم أن تلاحظ تطورًا كبيرًا في حاسة البصر، حيث يتمكن الطفل في تلك الفترة من تحديد وتمييز معالم الوجوه، خاصة الوجوه التي كانت على اتصال به لفترة طويلة بالأسبوع الأول.

فيمكنه تحديد وجه والدته أو من كان يقدم له الرعاية بالفترة السابقة، ويمكن ملاحظة هذا التطور عند نظر الابن لوجه الأم بصورة مباشرة أثناء اللعب معه أو أثناء عملية الرضاعة على فترات زمنية متقطعة.

تطور رؤية الطفل بالأسبوع الثالث

على الرغم من وصول الطفل إلى الأسبوع الثالث، إلا أن حاسة البصر الخاصة به لازالت ضعيفة كما بالأسبوع الأول، حيث إن نطاق الرؤية الخاص به لا يتخطى مدى 20سم وحتى 30 سم، ولكن قدرته على التمييز تصبح أقوى.

حيث يتمكن من التحديق إلى الأم لفترة 10 ثواني كاملة، كما أن تلك الفترة قد تزداد بفارق بسيط جدًا مع نهاية الأسبوع.

تطور رؤية الطفل بالأسبوع الرابع

في الأسبوع الرابع يتمكن الطفل من رؤية الأجسام المتواجدة على جانبيه، لكنه لا يتمكن من فعل ذلك إلا بعد أن يقوم بتحريك رأسه إلى الجهة التي يرغب في النظر إليها.

حيث يكون من المستحيل على الطفل تحريك عينيه بحرية في الاتجاه الذي يرغب به، لأنه يحصل على تلك القدرة في الشهر الثاني من ولادته، وقد تكتمل تلك القدرة بصورة كاملة في الشهر الرابع.

تطور رؤية الطفل في الشهر الأول

بعد مرور شهر كامل من ولادة الطفل يصبح قادرًا على التواصل بالعينين بصورة أكبر من أسابيعه الأولى، حيث يتمكن الطفل من تحريك عينيه إلى اتجاه وجود الضوء، كما يتمكن الطفل من التواصل بشكل أكبر مع من حوله بعينيه.

فيمكنه الإشارة إلى شيء بصورة غير مباشرة، أو النظر إلى شيء قريب منه للحصول عليه، حيث إن الطفل في تلك المرحلة يميل إلى اكتشاف ما حوله بصورة بسيطة حسب ما يٌمكنه جسمه وحواسه من فعله.

كما نجد أنه يركز بشكل كبير في التواصل مع والدته، وذلك ليتمكن من إخبارها ما يريده بجاب افتعاله للأصوات المختلفة، وذلك حسب ما تم نشره في بعض التقارير التابعة لبعض المواقع الشهيرة منها موقع (Parents).

تطور رؤية الطفل في الفترة بين الشهرين والثلاث أشهر

عند بلوغ الطفل تلك المرحلة العمرية يصبح أكثر انخراطًا مع العالم حوله، حيث يصبح لديه سيطرة شبه كاملة على عينيه لحين اكتمالها بنهاية الشهر الثالث أو الرابع.

يقوم الطفل بتحريك عينيه بصورة منفصلة عن رأسه، وهو ما يسمح له برؤية الأشياء التي بجانبه دون الحاجة لتحريك كامل الرأس، بالإضافة إلى بدء التعرف على كامل جسده فيبدأ بالنظر إلى قدميه ويديه لدراستهما والتعرف بصورة أكبر عليهما.

كما يصبح من السهل الحصول على انتباهه من خلال تقديم إحدى الأشياء المثيرة للاهتمام بالنسبة له، وذلك نتيجة تطور قدرته البصرية للتعرف على الأشياء والوجوه، وهو ما يمكنه من النظر إلى وجود الأشخاص بصورة أطول.

تطور رؤية الطفل في الفترة بين ثلاث شهور وستة أشهر

بعد مرور الثلاث شهور الأولى من حياة الطفل يمكن التعرف على متى يبدأ الطفل بالانتباه؟ بصورة أكثر سهولة، حيث يمكن ملاحظة الأفعال التي يقوم بها الطفل كدراسة اليدين والقدمين الخاصين بصورة أكبر وأكثر اهتمامًا من الشهر الثاني.

كما يقوم باكتشاف الألوان المختلفة بألعابه الخاصة، ويمتلك الطفل في تلك المرحلة من عمره التحكم الكامل في اتجاهات عينيه.

حيث يمكنه تحريكهم إلى جهة اليمين واليسار دون أي مشاكل، ويصبح مجال الرؤية الخاص به أكبر من السابق، نتيجة اختفاء الرؤية الضبابية مع مرور الوقت، فتصبح عينيه أقوى بشكل كبير.

من الطرائف التي يمكن ملاحظتها حب الطفل لرؤية الانعكاسات المختلفة بالمرآة خاصة الانعكاسات الخاصة به.

تطور رؤية الطفل في الفترة بين سبعة شهور وعشرة أشهر

تعتبر تلك الفترة من أهم الفترات التي تمر على الطفل، حيث يبدأ في تلك الفترة بالزحف بصورة بسيطة، وذلك إلى أن يتمكن من الزحف بصورة جيدة.

في تلك الفترة يصبح الطفل قادرًا على رؤية الأشياء الصغيرة جدًا بدقة، وهو ما يساعده على اكتشاف ما حوله بصورة أكبر، كما أن تركيزه البصري يصبح أفضل بكثير من السابق، ويمكن ملاحظة ذلك بالتنسيق الجيد بين حركة العين وحركة الطفل.

حيث يركز الطفل على ما يفعله أثناء اللعب، أو أثناء زحفه للوصول إلى مكان محدد.

تطور رؤية الطفل في الفترة بين أحد عشر شهرًا وعام

لا تكفي المعلومات السابقة للتعرف على متى يبدأ الطفل بالانتباه؟ حيث يكتفي أغلب الآباء والأمهات بالمعلومات المتعلقة بالطفل في شهوره الأولى وهذا خطأ، حيث لا تزال حواس الطفل في تطور.

حيث يمكن ملاحظة وجود بعض التطورات على الجهاز البصري مع بداية إتمام الطفل لعامه الأول، فيتمكن الطفل من إظهار اهتمامه بالوجوه أو لما حوله بصورة مستمرة دون انقطاع، كما يمكنه التعرف على الوجوه بصورة أكثر سهوله.

ذلك بالإضافة إلى أنه يمكنه النظر عبر النافذة ومراقبة كل ما يقع بالخارج، حيث يصبح مجال رؤيته كامل على عكس الأسابيع الأولى.

تطور رؤية الطفل في الفترة بين عامين وخمسة أعوام

تعتبر تلك المرحلة هي المرحلة الأخيرة التي يكتمل فيها انتباه الطفل الخاص بحاسة البصر، حيث يبدأ الطفل في التطوير من المهارات التي لديه، فيحاول التعرف على الصور بشكل أكبر، كما يمكنه الرسم والبدء في تنسيق الألوان.

في تلك المرحلة تصبح حاسة البصر أكثر تناسقًا مع حاسة السمع، والتي يكون لها دورًا كبيرًا لمعرفة متى يبدأ الطفل بالانتباه؟ فهي الحاسة الثانية والهامة التي يجب الاهتمام بها.

تطور حاسة السمع

يولد الأطفال بجهاز سمعي كامل النمو، حيث إن الأطفال تتمكن من التعرف على صوت الأم فور ولادتهم، وذلك لأنهم يتمكنون من سماع صوت الأم أثناء تواجدهم داخل الرحم، وهي من الحواس الهامة التي يطرأ عليها تطور بسيط تمكننا من معرفة متى يبدأ الطفل بالانتباه؟

يمكن ملاحظة ذلك عند وجود صوت الأم بجانب الطفل، وهو ما يدفعه للاستجابة معه، فعند بكاء الرضيع لا يهدأ إلا بعد سماع صوت الأم أو الأب إذا كان الأب كثير التحدث مع الأم أو الطفل قبل الولادة.

في الأسابيع الأولى من ولادة الطفل يكون حساسًا بعض الشيء من الأصوات المزعجة، وهو ما قد يدفعه إلى البكاء في بعض الأوقات.

بينما قد لا يتفاعل الطفل بشكل مبالغ فيه إذا لم يكن حساسًا تجاه الأصوات المرتفعة، وتلك ليست من العلامات التي يجب على الأم القلق بشأنها فذلك طبيعي.

بعد مرور الشهر الأول يصبح الطفل أكثر تفاعلًا مع الأصوات الأخرى خاصة صوت الأم، حيث ينجذب إليه بشكل أكبر من الأسابيع الأولى، ولكنه قد يفقد الاهتمام به بعض الأوقات، ولكن إذا تكرر الأمر بصورة أكثر من اللازم يفضل مراجعة الطبيب.

مع بداية الشهر الرابع يبدأ الطفل في البحث عن مصدر الصوت، كما أنه يحاول تقليدها بعد مرور شهرين آخرين، أي بحلول الشهر السادس.

عند حلول الشهر الثامن وحتى العام الأول يصبح للطفل القدرة على الاستجابة مع الأصوات بشكل أكبر، حيث يحاول الأطفال قول بعض الكلمات عندما يوجه أحد بعض الكلمات إليهم.

كما يمكن للطفل التعرف على اسمه والتجاوب معه في تلك المرحلة، فيقوم الطفل بالدمج بين حاسة النظر والسمع في نفس الوقت، بتوجيه عينيه إلى الاتجاه الذي سمع منه أسمه.

تطور الحواس الإضافية للرضيع

على الرغم من أهمية الحواس السابقة ووجوب الاهتمام بها، إلا أنه يجب الاهتمام بالحواس الإضافية للرضيع، وذلك لتتمكن الأم من ملاحظة وجود مشاكل بالطفل من عدمها.

حيث إن باقي الحواس لها دور في صرف انتباه الطفل بداية من الأسبوع الأول نتيجة لاكتمالها، ويمكن التحقق من الحواس المختلفة، وصرف انتباه الطفل عبر إثارتها كما يلي:

حاسة الشم

تكتمل حاسة الشم لدى الأطفال خلال فترة الحمل تحديدًا بالشهر السادس، لذلك نجد أن الأطفال لديهم القدرة على التعرف على رائحة الأم ورائحة حليبها.

من الجدير بالذكر أن الأطفال تميل إلى الروائح الطيبة، لذلك يمكن للأم استغلال هذا الأمر لتقوية العلاقة بينها وبين الرضيع، حيث يمكن القيام بما يلي:

• يمكن ترك قطعه من الملابس الخاصة بالأم بجانب الطفل لتهدئته أثناء عدم تواجدك بجانبه.
• يمكن استخدام نفس نوع الزيوت أو الشامبو الذي تقومي باستخدامه مع الطفل، حيث إن الأطفال تفضل الروائح المألوفة.

حاسة التذوق

يولد الطفل مع حاسة التذوق وهي مكتملة النمو، وذلك ليتمكن من التعرف على حليب الأم عند تذوقه، ويمكن ملاحظة أنواع الأطعمة التي يفضلها الأطفال الرضع، حيث إنهم يميلون إلى الأطعمة السكرية، لذلك يبحثون عن حليب الأم سكري الطعم عندما يشعرون بالجوع.

لكن تتغير استجابتهم عند إيجاد بديل أفضل وأكثر حلاوة من لبن الأم كالفواكه وبعض أنواع الخضروات.

حاسة اللمس

تكون حاسة اللمس لدى الطفل قوية للغاية في أيامه الأولى، حيث إن وجود الطفل في وسط سائل طوال فترة الحمل تجعل من بشرته حساسة للغاية خاصة أمام الملابس الأكثر خشونة.

لذلك يفضل استخدام الأقمشة الناعمة، كما يجب حمله برفق، ويمكن عمل بعض المساج البسيط له أثناء عملية الرضاعة، وهو ما يساعد على تطور حاسة اللمس لديه بصورة أكبر.

حيث سيتمكن من اكتشاف العناصر بيديه عند وصوله إلى سن 6 شهور بصورة أكثر راحة.

بذلك نكون قد قدمنا لكم متى يبدأ الطفل بالانتباه؟ وما هي التطورات التي يمكن ملاحظتها على الطفل منذ يومه الأول وحتى اكتمال كافة حواسه، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.