الأم والطفلالحمل والولادة

التكلم مع الجنين وهو في بطن أمه

التكلم مع الجنين وهو في بطن أمه من الأمور التي قد تبدو غريبة بالنسبة للأزواج ويعتبرون أن ذلك تعاطفًا زائدًا من الأم لجنينها ولكن في الحقيقة أن التواصل مع الجنين وهو ما زال في بطن أمه له الكثير من الفوائد وسنتناول هذا الموضوع المثير والممتع من خلال موقع البلد.

التكلم مع الجنين وهو في بطن أمه

الحمل والولادة من أهم المراحل الحياتية التي يمر بها الأزواج خاصة إذا كان هذا هو الحمل الأول للزوجين، فيكون له تأثير كبير على حياتهم اليومية خاصة الأم فهي تعيش كل لحظة من التسعة أشهر بكل جوارحها، ومقالنا اليوم سيجعلك تشعرين بمزيد من السعادة عندما تعلمين أنه يُمكنك التواصل مع الطفل والتحدث معه وأنه يبادلك تلك المشاعر التي تشعرين بها.

فعندما تبدأ بطن الأم في الظهور ومع الحركات الأولى لجنينها تبدأ مشاعرها تفيض حبًا وشوقًا لرؤية المولود ومع تقدم مراحل الحمل تجد الكثير من الأمهات تتحدث مع الجنين وتغني له أيضًا وهي قد تكون لا تعلم أن الجنين يسمعها بوضوح ويشعر بها.

قد يبدو الأمر غريبًا بالنسبة للزوج وقد لا تدرك الأم فائدة ذلك على الجنين، فهي تقوم بذلك بناء على ما تشعر به من حنان تجاه مولودها، ولكن هل لكِ أن تتخيلي أن تلك الطريقة العفوية التي تتعاملين بها مع جنينك لها الكثير من الفائدة التي ستعود عليه بعد الولادة من حيث الجانب الاجتماعي والعاطفي واللغوي أيضًا

في الحقيقة لقد ثبت علميًا أن الجنين قادر على سماع صوت والدته ووالده في فترة معينة وكذلك الشعور بالأم إذا كانت سعيدة أو حزينة فهو يشعر بك وبلمساتك ويسمع صوتك الحنون ويتأثر به، وهو ما زال في بطنك وقد أكدت الدراسات أثر ذلك على الطفل بعد الولادة.

متى يسمع الجنين صوت أمه

تبدأ الأذنين في التكوين لدى الجنين عند عمر التسع أسابيع أي بعد شهرين ونصف تقريبًا من الحمل وبعد تسعة أسابيع أخرى يستطيع الجنين وهو في بطن الأم سماع الأصوات الداخلية مثل صوت المعدة وصوت ضربات قلب الأم، وكذلك يسمع صوت الدم الذي يتدفق في الحبل السري ويصل إليه.

وتبدأ حاسة السمع في التحسن وعندما يصل لعمر الخمسة وعشرين في بطن أمه يستطيع سماع الأصوات الخارجية وسماع صوت الأم والأب ولذلك يكون التكلم مع الجنين وهو في بطن أمه أمر ممتع ووسيلة رائعة للتواصل مع طفلك.

عند وصول الحمل أو ثلاث أشهر الأخيرة يكون الجنين في تلك الفترة قادر على سماع صوت الأم بوضوح وتمييز صوتها عن باقي الأصوات.

من الأمور الرائعة التي أكتشفها العلماء والتي توضح مدى تأثر الجنين أثناء التواصل مع الأم من خلال سماع صوتها هي أن دقات قلب الجنين تزداد عند سماع صوت والدته.

دراسات تثبت سماع الجنين لصوت الأم

إن الدراسات الطبية أثبتت أن التكلم مع الجنين وهو في بطن أمه له أثر بالغ عليه، حيث أجريت العديد من الدراسات على مجموعة من الأطفال حديثي الولادة الذين كانوا يسمعون صوت الأم وهم في بطنها ومجموعة أخرى من الأطفال الذين لم يتعرضوا لسماع صوت الأم طوال فترة الحمل.

أساس تلك الدراسة هو تعريض هؤلاء الأطفال لصوت الأم وصوت آخر ورؤية تأثير سماع صوت الأم عليهم ومدى استجابتهم له، وكانت النتيجة أن الأطفال الذين كانوا يسمعون صوت أمهاتهم كانت لهم استجابة إيجابية عند سماع صوتها مرة أخرى كما تزداد ضربات قلبه أثناء تحدث الأم.

على عكس المجموعة الأخرى من الأطفال الذين لم تظهر عليهم أي استجابة عند سماع صوت أمهاتهم، وذلك نتيجة أن الطفل يحتفظ في ذاكرته بصوت أمه حينما كانت تحدثه في فترة الحمل.

فوائد التحدث أو قراءة القصص للطفل وهو ما زال في بطن أمه

قد تكون فكرة قراءة القصص من الأمور الغريبة على بعض الأمهات ولكن لذات تأثير إيجابي على الجنين وفوائد يجب أن نوضحها عند عرضنا موضوع التكلم مع الجنين وهو في بطن أمه، ومن تلك الفوائد ما يلي:

  • سماع صوت الأم وتمييزه من بين الأصوات المختلفة سيساعد فيما بعد في مراحل التطور المعرفية لدى الطفل بعد ولادته.
  • القراءة أو الغناء بصوت هادئ ستمنح طفلك الاسترخاء الذي سينعكس على شخصيته وطباعه فيما بعد.
  • سماع الجنين لصوت الأم يجعله يشعر بالراحة والأمان، وذلك أحد الأسباب الأساسية التي تجعل الرضيع يتوقف عن البكاء عندما يسمع صوت الأم حيث يشعر بالأمان عند سماعه.
  • سماع الجنين صوت الأم أو الأب ينشأ علاقة قوية بين الطفل ووالديه وتعزيز مشاعر الحب والألفة لديه.
  • تعزيز قدرة الاتصال اللغوي حيث أثبتت الدراسات أن العلاقة التي تنشأ بين الأم والجنين تساعد على ذلك.
  • تحفيز حاسة السمع لدى الطفل.
  • ذكرت بعض الدراسات أن الجنين يُمكن أن يتذكر بعض الكلمات التي كانت تردد عندما كان في بطن الأم.
  • تقوية العلاقة بين أفراد الأسرة فتحدث الأم والأب مع الجنين يجعلهم يشعرون بالتقارب والمودة بينهم.
  • معالجة مشاعر الغيرة التي قد تنشأ بين الأخوة في حالة كان لديك طفل آخر، فيُمكنك جعل الطفل يتحدث مع أخيه وهو ما زال في بطنك ويشعره كم هو يُحبه، فتلك الطريقة تزيد من مشاعر المودة بين الصغيرين.

يجب التنويه إلى أن الخبراء أشاروا إلى أن حاسة السمع عند الجنين قد تتأذى عند سماع الأصوات الصاخبة جدًا ويجب على الأم مراعاة أن تبتعد عن الأصوات التي ترتفع عن ستين دي سيبل.

طرق للتواصل بين الأم والجنين

استرسالًا في الحديث عن أهمية التكلم مع الجنين وهو في بطن أمه، يجب العلم أن تلك الطريقة هي واحدة من الطرق العديدة التي يُمكن للأم أن تتواصل مع جنينها، لذا حرصنا أثناء عرض مقالنا على عرض طريق أخرى للتواصل ومنها:

  • سماع الموسيقى: بالإضافة إلى شعور الجنين بالاسترخاء عند سماع الموسيقى الهادئة إلا أن الدراسات أثبتت أن تلك الفائدة ليست الوحيدة ولكن تلك الطريقة تساعد الجنين أيضًا على تحسين مهارات التفكير المكاني.
  • تناول الأطعمة ذات الرائحة العطرية: حيث يستطيع الطفل شم رائحة الطعام من خلال السائل الأمنيوسي الذي يُحيط به، وقد أوضحت العديد من الدراسات أن روائح الطعام التي يشمها الجنين في بطن أمه لها دور كبير في عاداته الغذائية فيما بعد الولادة.
  • تدليك البطن: يشعر الجنين وهو في بطن أمه بلمساتها له من خلال تدليك البطن أو الترتيب على جزء معين، قد تجد الكثير من الأمهات أنها تقوم بتلك الحركة بشكل تلقائي ولكن أثبتت الدراسات أن الطفل يشعر بالأمان والحب عندما تقوم بتلك الحركات.

كما كشفت تلك الدراسات أنه يُمكن للجنين التمييز بين لمسات الأم والأب.

يمر الطفل بمراحل عديدة أثناء فترة الحمل وفي كل مرحلة يتطور نموه بشكل ملحوظ وأهم تلك التطورات وأسعدها للأم هي اللحظات التي تشعر فيها بحركة جنينها والتواصل معه من خلال التحدث إليه والغناء بصوت حنون له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى