اضطراب الشخصية الحدية والحب
اضطراب الشخصية الحدية والحب مشكلة شائكة طرفاها متناقضان تمامًا، تمثل هذه المشكلة خطرًا كبيرًا على العلاقات العاطفية، وفيما يلي عبر موقع البلد سنوضح لكم اضطراب الشخصية الحدية وعلاقته بالحب، وكيف يؤثر على العلاقة، بالإضافة إلى أعراض ظهور هذا الاضطراب.
ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟
يعد اضطراب الشخصية الحدية والحب نوعًا من الاضطرابات التي تصيب الدماغ وتؤثر في صحته العقلية، عن طريق تأثيره على طريقة تفكير الشخص وضعف الثقة بنفسه، ويعاني أصحاب الاضطراب الحدي من عدة أمور سلبية تتمثل في شعورهم بالخوف الدائم من الرفض أو الهجر من قبل الشريك.
بالإضافة إلى الإحساس بعدم الاستقرار النفسي ومواجهة صعوبة كبيرة في تحملهم للوحدة، كما أنهم يشعرون بغضب عارم واندفاع حاد وتقلبات مزاجية مفاجئة ينتج عنها ابتعاد الناس عنهم بما فيهم الشريك.
اضطراب الشخصية الحدية والحب
من المعروف أن الشخص المصاب باضطراب في الشخصية الحدية يواجه مشاكل عديدة في علاقته العاطفية بشريك حياته، لأن الاضطراب الحدي له تأثير كبير على سلوكيات الإنسان حيث يكتسب الإنسان سلوكيات سلبية، قد ينجم عنها ابتعاد الحبيب عنه بسبب حدوث خلل كبير في الجوانب الأساسية من الوجدان والسلوك، وحالة من التذبذب وعدم الاتزان.
الاضطراب الحدي في الشخصية هو طرف قد لا يتلاقى أبدًا مع الحب، وقد يتلاقى أحيانًا ولكن مع التعرض للكثير من المشاكل والضغوطات، ناتجة عن عدم القدرة في التحكم بشعور المصاب بأنه سيخذل من الطرف الآخر، كما يبني حالة من انعدام الثقة بين الطرفين نتيجة وسواس الشك الذي يصيبه، وخلل التذبذب والخوف الدائم من فكرة الرفض أو الهجر.
كما يؤثر هذا الاضطراب على العلاقات، حيث يبدأ الطرف الثاني بالقلق من سلوكيات الشخص المصاب والإصابة بالحيرة من أفعاله، فتبدأ ظهور حالة من البؤس والقلق الدائم وعدم الاستقرار النفسي في العلاقة.
أعراض الإصابة باضطراب الشخصية الحدية
هناك عدة علامات نستدل عند ظهورها على شخص ما بأنه مصاب باضطراب الشخصية الحدية، وتتمثل هذه الأعراض في:
- الشعور بالخوف الشديد من هجر الشريك للشخص تؤدي به إلى اتخاذ قرارات غريبة، قد تكون عنيفة حتى يتجنب فكرة الرفض أو الهجر سواء كانت الفكرة حقيقية أو من وحي خياله.
- ظهور عدم استقرار نفسي وفكري في الشخص المصاب، تظهر في حالة من التقلبات الفكرية مثل تعظيمه لحبيبه فترة من الوقت، ثم بعد وهلة بسيطة يتهمه بصفات سلبية مثل الإهمال.
- حدوث نوبات من الرهبة التي تأتي بسبب التعب والإجهاد، تودي به إلى الانفصال عن الواقع وتدوم هذه النوبات لعدة دقائق وقد تصل لساعات.
- حدوث تغييرات كثيرة وسريعة تتمثل في ذبذبة متعلقة بالثقة في النفس والهوية، فقد يصاب الشخص بشعوره بأنه سيء ولا قيمة بوجوده في الحياة.
- إصابة الشخص وميله إلى أفكار انتحارية وقد تتطور في نوبات الهلع، ويأتي ذلك نتيجة شعوره بالخوف الشديد.
- تذبذب في تصرفات الشخص وتنوع بين التصرفات الطائشة والمندفعة.
- تغير سلوك الشخص واكتسابه سلوك غير أخلاقي يتمثل في عدة تصرفات سلبية، مثل شرب الخمر والقيادة بسرعة كبيرة والإسراف في الأكل أو المال وتقديم استقالته أو إنهاء علاقة عاطفية ناجحة.
- شعور الشخص الدائم بالفراغ والخواء.
- حدوث تقلبات مزاجية تعتمد على العنف وقد تدوم لعدة ساعات، مثل السعادة الشديدة المفاجئة، وكذلك القلق العارم والضيق الشديد.
- تعرض الشخص لفقدان في الأعصاب وحالة من عدم القدرة على التحكم في مشاعره، مما قد يتسبب في تصرفات غير أخلاقية من قبل الشخص المصاب قد تأتي على هيئة التنمر وإضافة التعليقات الساخرة والشجارات الجسدية.
أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الحدية
تأتي أسباب إصابة اضطراب الشخصية الحدية والحب غير مفهومة بطبيعة حال الأمراض العقلية الأخرى، ولكن قد ترتبط أسباب الإصابة بعدة العوامل التالية:
عوامل الاضطرابات الدماغية
أثبتت الدراسات العلمية أن التغييرات التي تحدث في المنطقة الدماغية قد تتعلق بالاضطرابات التي تؤثر في تنظيم العاطفة، حيث تؤدي إلى العدوانية والاندفاع.
كما أنه في بعض الحالات التي يحدث فيها نقص عمل بعض المواد الكيميائية في المخ، قد تسبب نوعًا من هذه الاضطرابات، مثل نقص عمل مادة السيروتونين.
عوامل جينية أو وراثية
أشارت بعض الدراسات على أن الاضطرابات الدماغية قد تكون ناجمة عن جينات وراثية.
عوامل بيئية
تتمثل هذه العوامل في إساءة معاملة منذ الطفولة أو إهمال.
كيفية علاج اضطراب الشخصية الحدية
يتم علاج اضطراب الشخصية الحدية والحب عن طريق بعض طرق العلاج النفسية التي تقدمها العديد من البرامج الموجودة في العيادات النفسية، عن طريق طبيب مختص وقد يلجأ الشخص للعلاج عن طريق أخذ بعض الأدوية، وتتمثل طرق العلاج النفسي في:
- علاج السلوكيات الديالكتيكية وهو نظام علاج فردي مخصص لمصابي اضطراب الشخصية الحدية، ويستخدم لتعلم كيفية سيطرة الشخص على مشاعره وتحسينه لعلاقاته بالإضافة إلى تحمله الصعاب وتخطيها.
- التدريب بانتظام لتوقع المشاكل وحلها.
- تعلم وتدريب النفس على الإدارة الجيدة.
- العلاج النفسي الديناميكي والذي يساعد الشخص على فهم مشاعره وسلوكياته، بالإضافة إلى الصعوبات التي قد يواجهها عند التعامل مع الشريك.
ختامًا ينصح باللجوء السريع للعلاج إذا كنت مصاب بهذا الاضطراب، نظرًا لما يحمله من تأثيرات سلبية كما وضحنا في مقالنا اضطراب الشخصية الحدية والحب، وفي الختام نرجو أن يكون المقال أعجبكم وأفادكم.