تفسير سورة النازعات للأطفال
تفسير سورة النازعات للأطفال
سورة النازعات هي سورة مكية، وهي إحدى السور الهامة في تفسيرها للأطفال، حتى يتمكنون من حفظها بطريقة ميسرة، حيث يعد تفسير سورة النازعات للأطفال إحدى الطرق التي يمكن من خلالها أن يستفيدوا بها في حياتهم، وليتفهموا كل ما بها من معاني تسهل عليهم إدراكها ومعرفة مضمونها بشكل بسيط، مما يدفع ذلك إلى ضرورة تفسير سورة النازعات للأطفال.
تفسير سورة النازعات
تيسيراً لتفسير سورة النازعات على النحو الأمثل للأطفال، فإننا سنقوم بتقسيم الآيات في تفسيرها، لتكون ميسر فهمها على الأطفال
تفسير سورة النازعات من الآية (1) حتى الآية (14)
نبدأ شرحنا لتفسير سورة النازعات للأطفال لما شرع به الله في آياته الكريمة بالقسم بالملائكة، مع ذكر أفعالهم وصفاتهم التي يتميزون بها، بعد ذلك وصف الله يوم القيامة ومدى شعور شدة الهول به الذي سيشعر المكذبون به.
كذلك وفي ظل عرضنا لتفسير سورة النازعات للأطفال فإن الله يتبع في تلك الآيات بموقفهم من النفخ في البوق في المرة الأولى، التي أمات بها كل الخلق والثانية التي فيها بعثهم فيها من جديد.
(وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1)) وهنا إقسام من الله بالملائكة، وهو إقسام ينزع أرواح الكفار بقوة، ويقصد الله في قوله غَرْقًا أي نزعاً شديداً مؤلماً.
(وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2)) ويعنى الله في هذه الآية أقسام بالملائكة التي تجذب أرواح المؤمنين بنشاط ورفق
(وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3)) يقصد الله هنا في قسمه، الملائكة التي تسبح عند نزولها من السماء وأثناء صعودها إليه مره أخرى، وهو قصد الملائكة التي تنزل مسرعة لتنفيذ ما أمرها الله به.
(فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4)) وهنا يشير إلى أن الملائكة تسبق بالأرواح لمسترقها سواء إلى الجنة أو النار، وهناك تفسير أخر أنها الملائكة التي تسبق الشياطين بالوحى إلى الأنبياء.
(فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)) أي أن الملائكة تنزل بالتدابير التي ُأٌمرت بها، فهي الملائكة التي نفذت أمر ربها بتدبير شئون الكون، فلا يجوز لأي مخلوق أن يقسم بغير الله وإلا أعتبر ذلك شرك
(يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6)) أي اليوم الذي تضطرب فيه الأرض بالنفخة الأولى حتى يموت كل ما عليها،
(تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)) تليها نفخه أخرى للأحياء، وهي نفخة البعث
(قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8)) ويقصد بها قلوب الكافرين في ذلك الحين بأنها مضطربة وخائفة للغاية خوف شديد
(أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9)) أبصارها زليلة منكسرة من شده الهول الذي تراه
(يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10)) وهنا يتعجب المكذبون بالبعث بأن ذلك كان حقيقة حاسمه الحدوث، بتعجب أننا بعد موتتنا سنرد أحياء في الأرض مرة أخرى
(قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12)) يعترف المكذبون بالبعث أن هذه الرجعة هي خائبة كاذبة، فهي رجعة سيكونون فيها من الخاسرين
(فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13)) ويعنى الله تعالى في قولة زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ أي صيحة واحده وهي نفخة البوق للبعث
(فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)) فإنهم أحياء على الأرض بعد أن ماتوا
تفسير سورة النازعات الأطفال من الآية (15) حتى الآية (22):
استمرارًأ لحديقنا عن تفسير سورة النازعات للأطفال فتتحدث تلك الآيات عن قصة سيدنا موسى مع فرعون التي أخبرها الله نبيه في الآيات، ثم ذكر الله بعد ذلك النعم التي وهبها لخلقة، فيقول الله تعالى في آياته الحكيمة:
(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15)) هنا يسال الله تعالى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، هل أتاك يا محمد خبر موسى
(إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16)) أي حين نداه بالوادي المطهر، (طوى) هو أسم النهر المقدس
(اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17)) يخبر الله تعالى سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أنه أمر سيدنا موسى بالذهب إلى فرعون حين بالغ وأفرط في العصيان
(فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى(18)) وهنا يخبر الله موسى بالكلمات التي سيقولها فيقول: فقل له (أتريد أن تطهر نفسك من النقائض والذنوب وتحليها بالإيمان.
(وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)) يقصد هنا الله تعالى في أبياته الكريمة في معنى أهديك أي أرشدك وأدلك إلى الطريق لطاعة الله، فتكون من الذين خافوا الله خشيه وتقى
(فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى(20)) والقصد هنا من الآية الكبرى أي معجزة العصا السحرية التي كانت مع سيدنا موسى ويداه البيضاء التي اخرجها من جيبه
(فَكَذَّبَ وَعَصَى (21)) كذب فرعون موسى نبي الله (عليه السلام) وعصى ربه بعد ذلك،
(ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22)) أي تولى ومشى معترضاً عن إيمان موسى، مدبراً أي هارباً من الحية،
تفسير سورة النازعات الأطفال من الآية (23) حتى الآية (33):
استكمالاً لتفسير سورة النازعات للأطفال وفي إطار متابعة قصة فرعون، فيذكر الله في آياته العزيزة رد فرعون وتكبره بكلام الله الذي أنذره به نبي الله موسى، فكانت نهاية هذا التكبر عذابه الذي ناله عند الموت وبعد الموت في الأخرة، ويذكر الله تعالى بان خلق الناس ليس أمر صعب عليه بل أنه أسهل من خلق سماوات والأرض
(فَحَشَرَ فَنَادَى (23)) وهنا يقصد رد فعل فرعون بعد ذلك حين طلب من كل ساحر أن يأتي وقام بجمع السحرة واتباعهم
(فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24)) هنا ذكر فرعون بأنه رب الناس ولا يوجد رب بعده.
(فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (24)) وفى ذلك يذكر الله انتقامه من فرعون بالعذاب في الدنيا والأخرة، وكانت نهايته عبرة لكل كافر اثيم
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26)) هنا يذكر الدرس المستفاد من أن هذه هي نهاية كل كافر
(أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27)) وهنا يقول الله ويسأل خلقه هل بعثهم بعد الموت أشد في تقديركم أم خلق السماء أشد
(رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)) ويقصد الله تعالى في آياته الماء التي رفعها فوق خلقه كالبناء، فهي كالأسقف في الهواء معلقه لا تفاوت فيها
(وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)) وتعنى هنا قوله تعالى بلفظ أَغْطَشَ أي جعل ليلها مظلم
(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)) وهنا تعقيب بأن الأرض خلقت بعد السماء وبسطها ووضع بيها منافع الانسان التي سيحتاجها
(أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)) أي فجر بالأرض عيون من الماء، وأنبت بها نباتات ليرعها الإنسان ويستفيد منها
(وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)) وهنا في قول الله تعالى بقصد رْسَاهَا أي ثبتها فجعلها جبال أوتادا للأرض
(مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)) ويجمع الله كل هذه النعم في هذه الآية بأن جميعها خلقت وسخرت من أجل الأنسان مبيناً أن إعادة خلقكم (وهو يخاطب الناس) يوم القيامة أهون على الله من خلق هذه الأشياء.
تفسير سورة النازعات الأطفال من الآية (34) حتى الآية (43):
أما عن تفسير سورة النازعات للأطفال من الآية (34) حتى الآية (43) فيبين الله مدى الهول من يوم القيامة، ونهاية المكذبين بها وعقابهم، وأن وقتها لا يعلمه إلا هو، فقد قال الله تعالى في آياته:
(فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34)) إذا جاء معاد النفخة الثانية في البوق، جاء ميعاد القيامة الكبرى والشدة العظمى
(يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35)) في هذا الوقت يعرض على الأنسان جميع أفعاله وأقواله وأعماله التي أرتكبها في الدنيا إن كانت خير أو شر وإن كانت حتى التي يفكر بها، فيتذكرها ويعترف بها
(وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36)) أي ظهرت الجحيم لكل معتد أثيم، أي ظهرت الجحيم للناظرين، ليرى ما بها من عذاب شديد
(فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37)) أما من تمرد على أمر به
(وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38)) ويعنى الله هنا من يفضل الحياة على الدنيا
(فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39)) فالذي يفضل الحياة على الأخرة تكون عاقبته الجحيم هي مأواه أي عاقبته ونهايته التي سيخلد فيها
(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40)) يذكر الله حال الذين يخافون القيام بين يديه يوم الحساب ناهين أنفسهم عن الأهواء والفساد وارتكاب الإثم
(فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)) فتكون نهايتهم هي الجنة خالدين فيها
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42)) يخبر الله تعالى نبيه (محمد صلى الله عليه وسلم) بأن المشركون يسألون سيدنا محمد عن وقت حلول يوم الساعة التي تتوعد لهم بها وفى سؤالهم استخفاف بذلك
(فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43)) ويذكر الله نبيه بأنه لا يعلم وقتها أحد، قائلاً لست في شيء من علمها
(إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44)) فيكون مرد ذلك لله تعالى
(إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45)) ولكن شأنك الوحيد عن الساعة بأن تنبه بها وتحذر منها كل منٌ يخاف وقتها
(كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)) أي كأنهم في اليوم الذين يرون فيه علامات قيام الساعة النهائية لم يتأخروا في الحياة الدنيا، وفى ذلك تعبير عن مدى هول الساعة من أنها أمر مفزع على كل مخلوق، إلا ما بين الظهر إلى غروب الشمس أو في الفترة بين طلوع الشمس حتى نصف النهار
ما تتضمنه سورة النازعات
بعد أن ذكرنا في حديثنا السابق تفسير سورة النازعات للأطفال، يتطرق بنا الامر إلى ذكر ما هي المواضيع التي تتكلم عنها سورة النازعات وما تحمله من تضمن، وهي:
- أهوال يوم القيامة وذكر كل مشهد به وموقف كل كاذب أثيم
- قصة سيدنا موسى مع فرعون مع ذكر نهاية المكذبين، بما في ذلك من موعظة لكل من يخشى الله ويتقيه
- وصف الكون بما فيه وما خلقة الله عليه ومدى قدرته وسيطرته على كل الكون في الدنيا والأخرة
بطبيعة الحال بعد تفسير سورة النازعات للأطفال، نذكر بان تفسير القرآن للأطفال بوجه عام منذ الصغر إحدى الأمور الهامة لنشأة طفل واعى قادر على استيعاب دينه بشكل جيد، وكذلك فهمه حتى يقوم بتطبيق ما أمر الله به والنهى عما أعرض عنه.