اسلامياتفقه

هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات

هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات؟ وهل ذبح العقيقة في وقت متأخر حرام؟ فإن العقيقة من الطقوس والعادات السنية التي يتبعها المسلمين ليأخذوا أجر الذبح وإطعام الناس، فهل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات من عمر الطفل، ذلك ما سيتم إجابته في الفقرات التالية من خلال موقع النيل.

هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات؟

قد ذهب فقهاء المذاهب من الحنابلة والشافعية إلى أن العقيقة سنة مؤكدة، والبعض منهم يرى أنها سنة مستحبة، متخذين في ذلك أسوة من السيرة النبوية لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام.

فعن سمرة بن جندب عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال في حديث صحيح: الغلامُ مرتَهَنٌ بعقيقتِهِ يذبَحُ عنهُ يومَ السَّابعِ، ويُسمَّى، ويحلقُ رأسُهُ“، فيتم ذبح العقيقة كشكر لله عز وجل في رزق الأبوان بالمولود الحديث، وهو ما يأخذ عنه الرجل أجر خير.

أما بخصوص إجابة سؤال هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات، فقد أوضحت دار الإفتاء أنه يجوز ذبح العقيقة في وقت آخر عقب ولادة الطفل؛ حتى وإن وصل الطفل إلى سن البلوغ، وأضافت على ذلك أنه يجوز للرجل أن يذبح عقيقة لنفسه، في حالة علمه بأن أباه لم يقم بذبح عقيقة من أجله إن أراد.

كما أوضح الفقهاء أنه في حالة تأخرت ذبح العقيقة عن اليوم السابع للولادة، فيمكن محاولة الذبح باليوم الرابع عشر، بينما إن تأخرت عن اليوم الرابع عشر، فيمكن الذبح في اليوم الحادي والعشرين، بينما تأخير العقيقة لسنوات فهو أمر غير مستحب، لكن لا حرج على الأب فيه.

ذلك طبقًا للسيرة النبوية فعن بريدة بن الحصيب الأسلمي عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال في حديث صحيح: العقيقةُ تذبحُ لسبعٍ، أوْ لأربعَ عشرةَ، أو لإحدى وعشرينَ

ما هو التوقيت المناسب لذبح العقيقة

قد أوضح فقهاء دار الإفتاء أن الوقت المحدد حسب سنة الرسول لذبح العقيقة هو في اليوم 7 بعد ولادة الطفل، كما أنه يجوز الذبح قبل الولادة، بينما يجوز في الشرع أن تتأخر العقيقة لعدم وجود اتساع في الرزق وقت الولادة لعدة سنين بعد الولادة، إلى أن يتيسر الحال.

ذلك أُسوة بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام: “الغلامُ مرتَهَنٌ بعقيقتِهِ يذبَحُ عنهُ يومَ السَّابعِ، ويُسمَّى، ويحلقُ رأسُهُ”، وهو ما يتفق مع إجابة سؤال هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات.

شروط الذبح للعقيقة

قد أوضح شيخ من دار الإفتاء أن شروط ذبح العقيقة تتفق مع شروط ذبح الأضحية بعيد الأضحى، وهو ما يتعلق بعمر الشاه التي ستذبح، ومميزاتها، والأشخاص الذين يوزع عليهم العقيقة؛ لكي يتم التيقن من الحصول على الأجر، وتتمثل شروط العقيقة بالنسبة للحيوان فيما يلي:

  • في حالة ذبح بقرة لعقيقة الطفل، ينبغي أن تكون البقرة قد تجاوزت عمر العامين.
  • أن يكون الغنم الذي سيتم ذبحه من أجل العقيقة بعمر ستة أشهر.
  • إن كانت العقيقة ستقوم على ذبح ماعز فينبغي أن تكون في عمر السنة.
  • يتم ذبح الشاه وقت العقيقة، ولا يجب شرائها مذبوحة، حتى تتم شروط العقيقة.
  • ينبغي أن تكون الذبيحة الخاصة بالعقيقة سمينة، وبها من اللحم الكثير.
  • يشترط في هيئة ذبيحة العقيقة أن تخلو من أية عيوب؛ فلا تكون البقرة أو الشاه مصابة في عينها، أو عمياء، أو أن تكون مريضة، وجسدها هزيل.

أما الشروط التي تتعلق باللحم الذي يتم توزيعه، فهي تتوقف على أن يتم تقسيم الأكل إلى 3 أثلاث، الثلث منهم يكون للأقارب والأهل، بينما يكون الثلث الثاني للفقراء والمساكين، وثلث للشخص نفسه وبيته.

ما الذي ينقص من أجر العقيقة؟

قد يحدث ألا يحصل الرجل على الأجر الكامل من الله عز وجل رغم إتمامه لشروط العقيقة التي سبق ذكرها، وهو لا يرتبط بتأخير وقت القيام بالعقيقة، أو ذبحها في ميعادها، لكنه يتوقف على تقسيم العقيقة وتوزيعها، فبعض الناس يجعل من طعام العقيقة حفلة للأقارب فقط، وهو خطأ شائع الحدوث، وينقص من الأجر.

هل يمكن ذبح الأضحية بنية العقيقة؟

في حالة كان الهدف من سؤال هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات، هو أن يتم الجمع بين نية الذبح في عيد الأضحى، ونية العقيقة، فهذا لا يجوز، حيث إنه قد أوضحت دار الإفتاء أنه لا يجوز الجمع بين نية الذبح للعقيقة، والذبح للأضحية.

بينما قد أجازت دار الإفتاء الجمع بين نية العقيقة، ونية الأضحية، في حالة واحدة كاستثناء، ألا وهي أن تكون الذبيحة بقرة، وليست خروف، وفضلت دار الإفتاء فصل كل شعيرة عن الأخرى، فلتلك ثوابها، وللعقيقة ثوابها الآخر.

هل يمكن إخراج المال بدلًا من العقيقة؟

قد يجعل سؤال هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات من ولادة الطفل الآباء يفكرون في الحلول البديلة عن العقيقة، فقد يظن الأب أن يخرج المال بنية العقيقة عن ولده بعد سنوات، لكن ذلك غير جائز، حيث إنه قد أوضح الفقهاء أن العقيقة سنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، عن المولود الجديد، ولا يجوز إنفاق المال بدلًا من العقيقة.

هل تختلف الذبيحة للولد عن البنت؟

عن أم كرز الخزاعية الكعبية عن الرسول عليه الصلاة والسلام بخصوص الذبيحة لكل من المولود الذكر، والمولود الأنثى، أنه قال في حديث صحيح: ” الغلامُ مرتَهَنٌ بعقيقتِهِ يذبَحُ عنهُ يومَ السَّابعِ، ويُسمَّى، ويحلقُ رأسُهُ“، من الحديث يتضح أن:

  • إن العقيقة للمولود الذكر تكون بذبح شاتين “خروفين “، وهو ما فعله نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عند ولادة الحسن والحسين.
  • العقيقة للمولود الأنثى يمكن أن تتم بذبح شاه واحدة ” خروف واحد “

هل يمكن الاشتراك مع أحد في العقيقة؟

إن العقيقة تختلف عن الأضحية، فأوضحت دار الإفتاء أنه يفضل الذبح بشكل منفرد بالنسبة للعقيقة عن المولود، وإن كانت الذبيحة شاه بدلًا من البقرة، فيأخذ الرجل ثوابها بإذن الله، كما يمكن أن تكون الذبيحة عن المولود الذكر شاه واحدة إن كان الأب متعسر في المال.

هل ذبح العقيقة في الليل حرام؟

إن كان سؤال هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات يرتبط بالتوقيت النهاري، أو الليلي، فإنه لا يوجد دليل يوجب الذبح في وقت معين من اليوم، فيجوز الذبح للعقيقة في النهار، أو في الليل، ولا حرج فيه، أو إثم.

من يجوز قيامه بذبح العقيقة عن المولود؟

أوضح الفقهاء أن العقيقة عن المولود يجب أن يقوم بها الأب في حالة كان متيسر ماديًا، كما أجازوا إمكانية أن يعق الجد بدلًا من الأب في حالة تعرض الأب بضائقة مالية، أو في حالة لم يكن موجود وتوفاه الله.

ذلك أسوة من الرسول عليه الصلاة والسلام الذي عق عن الحسن والحسين، بينما يمكن للشخص نفسه فور بلوغه أن يعق عن نفسه في حالة كان الأب لم يعق عنه بعد ولادته، أو يمكن أن تعق الأم بدلًا من الأب، والجد.

إن العقيقة سنة مؤكدة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد أوضح الفقهاء حكم تأخيرها عن وقتها المعروف، بأنه ليس مستحب، لكنه جائز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى