واضرب لهم مثلا اصحاب القرية هي الآية رقم 13 من سورة يس والتي يجهل تفسيرها وسبب نزولها العديد من الأشخاص، لذلك فقد حرصنا على إعداد هذا المقال لكي نتناول به تفسير آية واضرب لهم مثلا اصحاب القرية وسبب نزولها بالتفصيل عبر موقع البلد
واضرب لهم مثلا اصحاب القرية
يقول الله عز وجل ومثل يا محمد لمشركي أصحاب القرية مثلاً، ويقال أن القرية القصود بها أنطاكية وقد اختلف أهل العلم بشأن هؤلاء الرسل، وسبب إرسالهم إلى أصحاب القرية، فقال البعض أن الرسل هم رسل عيسى ابن مريم وعيسى هو من أرسلهم لأصحاب القرية.
فقد جاء ضرب المثل في ذكر خبر هؤلاء القوم، وما وقع لهم مع الرسل عليهم الصلاة والسلام، والمقصود بالأمثال هنا تلك القصص المذكورة في القرآن.
وهذا الأمر إن دل على شيء، فإنه يدل على أن أخبار بني إسرائيل ما هي إلا أخبار غير موثوق بها.
أولًا: تفسير الآية
كانت الآية خطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد أمره الله سبحانه وتعالى أن يضرب لقومه مثلاً بأصحاب القرية التي قيل عنها أنطاكية في قول معظم المفسرين، ويقال فيها أنتاكية بالتاء بدل من الطاء.
وكان ضرب المثل بهم بمثابة إنذار للمشركين أن يحل بهم ما حل بكفار أهل القرية المبعوث إليهم ثلاث رسل للدعاء إلى الله، إلا أنهم كذبوهم فضربوهم وسجنوهم فعُززوا بثالث حتى يصدقوا ويؤمنوا.
ثانيًا: آراء أهل العلم بشأن القرية الوارد ذكرها بالآية الكريمة
اجتمع عدد كبير من علماء الدين على أن القرية الوارد ذكرها بالآية الكريمة يقصد بها أنطاكية، ومن ضمن هذه الآراء بريدة، عكرمة وقتادة والزهري.
إلا أنه يوجد من خالف هذا الرأي وقد اسندوا رأيهم هذا إلى أن أنطاكية كانت أول من آمن بالمسيح عليه السلام، وأن أهل أنطاكية لا يعرف عنهم أنهم عذبوا عذاباً كهذا، كما أنهم استندوا في رأيهم على أنه لم يرد بالقرآن والسنة عذاب مستأصل بعد نزول التوراة.
ثالثًا: أهم ما ورد بشأن الآية
ورد إلينا العديد من الأقاويل بشأن هذه الآية والتي من ضمنها الآتي:-
- حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة قال: ثنا ابن إسحاق، فيما بلغه، عن ابن عباس، وعن كعب الأحبار، وعن وهب بن منبه، قال: كان بمدينة أنطاكية فرعون من الفراعنة يقال له أبطيحس بن أبطيحس، وكان يعبد الأصنام فبعث الله له المرسلين وهم ثلاثة: صادق، مصدوق وسلوم فقدم إليه وإلى أهل مدينته منهم اثنان فكذبوهما فعززهم الله سبحانه وتعالى بالرسول الثالث.
- حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فعززنا بثالث) قال: ذُكر لنا أن عيسى ابن مريم بعث رجلين من الحواريين إلى أنطاكية (مدينة الروم) فكذبوهما فأعزهما بثالث (فقالوا إنا إليكم مرسلون).
- حدثنا ابن بشر، قال: ثنا يحيي وعبد الرحمن، قالا ثنا سفيان، قال: ثنى السدى، عن عكرمة (واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية) قال: أنطاكية وقال آخرون: بل كانوا رسلاً أرسلهم الله إليهم.
من هنا نكون قد توصلنا إلى نهاية المقال بعد أن تناولنا تفسير واضرب لهم مثلا اصحاب القرية وسبب نزولها، ونتمنى أن يكون المقال حقق الاستفادة المرجوة منه حرصاً منا على رضاكم ونيل ثقتكم.
