علاقات

حضانة الأب للأطفال بعد الطلاق

حضانة الأب للأطفال بعد الطلاق من المسائل التي دائمًا ما يختلف عليها الأزواج بعد انفصالهما وخاصةً إذا كان بين الزوجين العديد من المشاكل التي يصعب حلها، وتتزايد الصراعات والخلافات يوم بعد يوم على حضانة الأطفال بين الزوجين حتى أقر مشروع قانون الأحوال المدنية في النهاية أن حضانة الأب للأطفال بعد الطلاق تأتي في المرتبة الرابعة بعد الأم ثم الجدة من الأم، ثم الجدة من الأب وأخيرًا الأب.

بسبب مشاكل الطلاق التي ظهرت بكثرة في الفترة الأخيرة، أصبح الأطفال هم المجني عليه الوحيد لتلك الظاهرة، ومن خلال موقع البلد سنوضح تفاصيل حضانة الأب للأطفال بعد الطلاق و الأمراض النفسية للأطفال الناتجة عن الطلاق، و الحالات التي تتنقل فيها الحضانة من الأم إلى الأب و السن المناسب لحضانة الطفل.

حضانة الأب للأطفال بعد الطلاق

تُعد مسألة حضانة الأب للأطفال بعد الطلاق من نتائج انتشار ظاهرة الطلاق، حيث ازدادت تلك الظاهرة في الفترة الأخيرة بكثرة وأسباب ذلك تكمن في عدم وجود ثقافة زوجية لدى الطرفين، مما أدى إلى ظهور الأنانية والتحدي والتلذذ في الانتقام من الطرف الأخر بشتى الطرق حتى إن كانت الأطفال إحدى تلك الطرق.

كان الدين الإسلامي هو أول من طرح مسألة حضانة الأطفال حيث لم تكن موجودة في عصر ما قبل الإسلام، وحسم الإسلام الأمر بوجوب حضانة الأم للأطفال حتى يصلون للسن الذي يستطيعوا فيه الإدراك واتخاذ القرار بأنفسهم دون استمالة أحد الطرفين له، وهنا يتبين لنا مدى عدالة الدين الإسلامي في جميع المسائل التي تصيب المسلمين.

اختلف العديد من أئمة الدين الإسلامي حول ترتيب أحقية حضانة الأطفال بعد الأم والجدة من الأم، وأراء أولئك الفقهاء هي:

  • رأي الإمام الحنفية: يرى الإمام الحنفية أن ترتيب أولوية الحضانة هو: الأم ثم الجدة من الأم، ثم الجدة من الأب ثم الأخوات، الأخت من الأم ثم يليها الأخت من الأب من ثم الخالات والعمات، وفي حالة عدم وجود أقارب نساء للأطفال تستحق الحضانة تنتقل الحضانة إلى الأب ثم الجد من الأب ثم الأخ.
  • رأي الإمام الشافعي: وانقسم أهل المذهب الشافعي إلى قسمين بآراء مختلفة، حيث كان رأي أصحاب المذهب الشافعي القديم وجوب تقديم الخالات والعمات على أمهات الأب والجد، وبعد ذلك الأخت وبنات الأخت من ثم العمة، أما المذهب الشافعي الحديث فذهب إلى وجوب انتقال حضانة الأطفال إلى أم الأم من ثم الجدة من الأب ويليها أم أبي الأب وأم أبي الجد، ويأتي بعدها الأخوات ثم الخالات.
  • رأي الإمام الحنبلي: يذهب الإمام الحنبلي إلى وجوب انتقال الحضانة من بعد الأم إلى أمهاتها القربى فالقربى، من ثم يأتي الأب والجدة من الأب، من ثم الجد وأمهات الجد والأخت، والخالة ثم العمة ثم بنات أخواته وبنات إخوته.
  • رأي الإمام المالكي: يرى الإمام المالكي أن أحقية الحضانة بعد الأم هي الجدة من الأم ثم الخالة ثم خالة الأم، تليها عمة الأب ثم الجدة من الأب وتضمن:(أم الأب-أم الأم-أم أبيه-والأب-ثم أخت الطفل المحضون-ثم عمة الأب-تليها خالة الأب-من ثم بنت أخ الطفل المحضون-ثم ابنة اخته ومن بعدهم المؤهل للوصاية عليه من الرجال).

الأمراض النفسية للأطفال بسبب الطلاق

تظهر مشكلات نفسية واجتماعية  للعديد من الأطفال التي نشأت تحت ظروف انفصال الوالدين، ومن أكثر المشكلات التي تحدث هي حق رؤية الأطفال فبحسب تصريح أستاذة القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية الدكتورة فادية أبو شهبة، أنه عند موافقة الأم الحاضنة على رؤية الأب لهم وتلتزم بموعد الرؤية، لا يقوم الأب بالالتزام بموعده مما يُحمل الأم تكاليف المواصلات البعيدة والسفر.

صرحت أيضًا الدكتورة فادية بسن قانون يحظر سفر الزوج إذا قام بانتهاك حضانة الأم للطفل سواء بخطفه أو قيامه بابتزازها، بالإضافة إلى انتقال حضانة الأب من المرتبة الثالثة إلى المرتبة الرابعة في حالة وفاة الأم الحاضنة أو زواجها ووفاة الجدة من الأم، يحق له في تلك الحالة تولى حضانة الأولاد.

تم التأكيد على ظهور مشكلات نفسية عميقة لدى الأطفال الذين يُعانون من ظاهرة الطلاق مما ينعكس على شخصتهم واختياراتهم في المستقبل البعيد، ومن تلك المشكلات:(الميل إلى الانحراف-الحرمان من الدفء الأسري الضروري في تلك المرحلة العمرية-التشتت وعدم الاستقرار النفسي-إصابتهم بالاكتئاب والإحباط يصل أحيانًا إلى ظهور دوافع انتحارية-ضياع طموحهم ومستقبلهم).

الحالات التي تتنقل فيها الحضانة من الأم إلى الأب

على الرغم من الحق المؤكد والمُتفق عليه من الجميع على أولوية حضانة الطفل إلى الأم، لقدرتها على تربية الطفل وسد احتياجاته بالكامل بالإضافة لاحتياج الطفل الشديد لأمه في مرحلة طفولته، هناك بعض الحالات التي يجوز فيها نزع حق حضانة الأطفال من الأم ونقله إلى الأب، وتتحدد تلك الحالات في ثلاث نقاط هي:

  • يجوز نزع الحضانة من الأم في حالة إصابتها بمرض أو عدم تأهلها العقلي مما يعيق عملية تربيتها للأطفال.
  • يجوز نزع الحضانة من الأم إذا كانت غير أمينة وسيئة الخُلق والسمعة، أو تنتمي إلى مهنة غير لائقة وغير شريفة.
  • يجوز نزع الحضانة من الأم في حالة تزوجها من رجل أجنبي وهذا ما قد أجمع عليه الفقهاء.
  • السن المناسب لحضانة الطفل

    كما أشار عاصم حمدي المحامي بالاستئناف العالي أن سن الحضانة تم زيادته في عام 2010 إلى 15 عامًا بعدما كان في السابق 12 عامًا، بالإضافة إلى تعديل القانون الخاص بالحضانة ليصبح الاستئناف فيه نهائي من الدرجة الأولى والثانية فقط، وإلغاء الأحكام الصادرة من القضاة ذوي الخبرات الكبيرة في محكمة النقض.

    يرى المحامي عاصم حمدي أن زيادة فترة الحضانة إلى 15 عامًا لدى الأم يجعل من الصعب كثيرًا رغبة الطفل في الانتقال للعيش مع أبيه، فيرى تعرض الطفل على مدار تلك الفترة إلى إملاءات من قِبل الأم وأهل الأم مما يؤدي إلى تكوين فكرة سيئة وغير صحيحة في مخيلة الطفل عن الأب وبالتالي يؤثر ذلك مًستقبلًا على أحكام الطفل وتعاملاته مع أبيه.

    اختتم المحامي عاصم حمدي كلامه بعدم أحقية الأم في التنازل عن حضانة الأطفال إلى الأب حتى وإن قامت بتوقيع أوراق التنازل له، فحضانة الأطفال مسئولية الأم وحق أطفالها عليها وليس العكس، فيصبح التنازل شكليًا فقط ويمكنها استعادة أطفالها في أي وقت.

    هكذا نكون قد ناقشنا موضوع حضانة الأب للأطفال بعد الطلاق الذي عرضنا فيه تفاصيل حضانة الأب للأطفال بعد الطلاق، و الأمراض النفسية للأطفال بسبب الطلاق، و الحالات التي تتنقل فيها الحضانة من الأم إلى الأب و السن المناسب لحضانة الطفل، وننصح جميع الأزواج المُقبلين على خطوة الطلاق التفكير جيدًا في نتائج ذلك القرار وتأثيره على مستقبل أطفالهم.

    مقالات ذات صلة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    شاهد أيضاً
    إغلاق
    زر الذهاب إلى الأعلى