حديث عن الصدقة في السر
حديث عن الصدقة في السر يوضح كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فضل إخفاء التصدق، حيث إن الصدقة من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وسوف نتعرف من خلال موقع البلد على حديث عن إخراج الصدقة في السر، بالإضافة إلى ذكر أيهما أفضل صدقة السر أم العلن من خلال السطور التالية.
حديث عن الصدقة في السر
إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان حريصًا على توضيح أوامر الله تعالى لنا، حيث نجد أنها من ضمن الأشياء التي أمرنا الله باتباعها، والدليل على ذلك قوله تعالى:
“إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ“، وهنا يقصد بالصدقة هي صدقة الفرض والنافلة.
إن أجر الصدقة عظيم، سواء كانت نافلة أم فرض، وذلك لدورها الكبير في نشر روح التعاون بين المسلمين، وهذا ما أكده النبي -صلى الله عليه وسلم- من خلال الكثير من الأحاديث، وسوف نعرض لكم حديث عن الصدقة في السر، وهو:
“سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: الإمَامُ العَادِلُ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ رَبِّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ، فَقَالَ: إنِّي أخَافُ اللَّهَ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ، أخْفَى حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ“.
معنى الحديث أن يوم القيامة من الأيام العصيبة، حيث تقترب الشمس بشدة من رؤوس الناس، ويشتد الحر بشكل كبير، لذا جاء حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى يبشرنا أن هناك بعض العباد الذين سوف تشملهم رحمة الله تعالى في هذا اليوم، وسيظلهم تحت ظله، وذكر من بينهم وهو الصنف السادس من هؤلاء الذين سيرحمهم الله، هو:
“رجل تصدق، أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه“، يعني الشخص الذي تصدق بصدقة النافلة، أخفاها بشكل عن جميع من حوله، حتى عن نفسه، إلى درجة أن يده الشمال لم تعرف ما أنفقته اليد اليمنى من صدقة، وهذا المثل يظهر مدى المبالغة في إخفاء الصدقة، وذلك يعتبر من أفضل الأمور التي يجب اِتباعها في إخراج الصدقات.
حتى يتجنب الرياء، ومن الأمور المشرعة التي لا بأس بها هي المجاهرة بالصدقة والزكاة، وذلك إذا تأكد العبد أنه يسلم من الرياء لحث الآخرين وتشجعيهم على إخراج الصدقات، وحتى يكون قدوة لهم، كما أن إخراج الصدقات في العلن يساعد على نشر شعائر الإسلام.
فضل صدقة السر
بعد أن ذكرنا حديث عن الصدقة في السر وجب العلم أن لهذه الصدقة فضل كبير وأهمية عظيمة، حيث توضح مدى إيمان الشخص الذي يخرجها وطهر قلبه وصدق إيمانه، وإخلاصه لله تعالى، وكل هذه الصفات الحميدة ترفع العبد درجات عند الله عز وجل، وسوف نتعرف الآن على فضل صدقة السر من خلال النقاط الآتية:
- تعتبر الصدقة من أسباب نجاة صاحبها من شدة حر الشمس يوم القيامة.
- يترتب على إخراج الصدقات أجر عظيم عند الله تعالى.
- تعتبر الصدقة سبب من أسباب دخول الجنة والعتق من النار.
- تجلب الرزق والخيرات للمتصدق وتبارك ذريته بفضل الله تعالى.
أيهما أفضل صدقة العلن أم السر؟
بعد أن ذكرنا في السابق حديث عن الصدقة في السر، وجب العلم بإجابة سؤال أيهما أفضل صدقة السر أو العلانية؟ الذي في أذهان الكثير من المسلمون الذي يرغبون في إخراج الصدقات، ويرغبون في فعل ما هو أفضل؛ لنيل أعظم أجر، وهنا تكمن الإجابة في قول الله تعالى: “إن تبدو الصدقات..” أي تعلنوها أمام الآخرين، فهي حسنت وتعتبر من نعم الصدقات.
كما قال تعالى أيضًا: “وإن تخفوها..” أي يتم إخراجها في السر فإن هذا أيضًا لا حرج به، وهذا في حالة صدقة النوافل، ولكن ذكر الطبري -رحمة الله عليه- في سنده:
“ كل مقبول إذا كانت النية صادقة، وصدقة السر أفضل.. وذكر لنا أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار“.
كما ورد أيضًا عن معاوية عن علي عن ابن عباس رضوان الله عنهم: “إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم“، هنا سنوضح أي الصدقات أفضل صدقة السر أن العلن، في البداية يجب العلم أن صدقات التطوع التي يخرجها المسلم لوجه الله تعالى يفضل إخراجها في السر.
أما عن صدقة الفريضة، فالأفضل هنا إخراجها في العلن، ولقد قصد المولى هنا أنه يجب إبداء الصدقات على أهل الكتابين اليهود والنصارى، الخلاصة أن الصدقة التطوعية لا بأس إذا كانت في السر أم الزكاة، فإنه لابُد من إبدائها لمنع الوقوع في إساءة الظن ولنشر شعائر الله.
إن الصدقة من العبادات المُحببة لله تعالى سواء كانت في السر أم في العلن، وذلك لِما لها من أفضال عظيمة على المسلم المتصدق وعلى المجتمع الإسلامي بأكمله.