تجربتي مع الزوج النرجسي
تجربتي مع الزوج النرجسي كانت تجربة شديدة الصعوبة ومؤلمة وإلى الآن ما زلت أُعاني من آثارها، ولإدراكي صعوبة التعايش مع الشخصية النرجسية والألم النفسي الذي تعيشه الزوجة مع الزوج النرجسي، قررت أن أعرض لكم تجربتي مع الزوج النرجسي لعلها تكون ذات فائدة لكم وتُساعدكم على التغيير وحل المشكلة من خلال هذا الموضوع عبر موقع البلد.
تجربتي مع الزوج النرجسي
بدأت تجربتي منذ حوالي 3 سنوات، عندما تم زواجي من الشخص الذي أحببته طوال فترة الجامعة بعد أن استمرت قصة الحب هذه وفترة الخطوبة ما يقارب من 5 سنوات، كنت خلال هذه الفترة من حياتي أحلم كثيرًا بأن تُتوج قصة حُبنا بالزواج.
كان الشخص المهذب الحنون دائمًا وروح فؤادي، كان كل شيء، لازم محياه خيالي، كانت طيفه يسري حولي أينما ذهبت، كان صوته يُشبه العملات المعدنية التي تجعلني أن أشتري يومًا لطيفًا، كنت أهيمُ به شوقًا.
كانت دائم الوعود الجميلة كنت أتخيل حياتي معه تُشبه الجنة، كان حنانه يجعلني قادرة على تخطي كل الصعاب التي أواجهها في حياتي، كنت أذكر اسمه آلاف المرات في صلاتي ودعائي.
على الرغم من أنني كنت أرى بعض العيوب في شخصيته، لكنني كنت أُفسرها دائمًا على إنها عيوب مقبولة، فلكل منا عيوب على الحبيب أن يتقبلها ويتعايش معها، فكان دائم ينظر لنفسه بصورة مختلفة بطريقة تحتوي على نوع من الغرور والعظمة.
كنت أرى أن هذه الصفات ما هي إلا انعكاس لثقته بنفسه وتقديره لها، لم أُفسرها في يوم على إنها نرجسية أو مرض، وبالرغم من أن هذه الصفات كانت تُزعجني أحيانًا، ولكنها لم تصل إلى الحد الذي يجعلني أنهي العلاقة أو على الأقل أعيد تفكيري بها.
أنهينا دراستنا في الجامعة وتخرجنا وكان تقديري التراكمي يعلوه، لم أخفي عليكم إنني رأيتُ في عينيه حينها نوع من الحنق، ولكنه سرعان ما أخفاه فلم أفكر في الأمر كثيرًا، وفسرت ذلك نوع من أنواع طبيعتنا البشرية وشعورنا بالاستحقاق الأفضل في كل الأمور.
كيف تغير زوجي النرجسي بعد الزواج
بعد فترة من التخرج طلب مني الزواج لم يكن الأمر مفاجأة بالنسبة لي؛ فزواجنا كان حلم أُريد تحقيقه، وافقت على الفور وتمت خطبتنا بالفعل واستمرت لمدة عام، وبعدها تزوجنا تخيلتُ أن بهذه الخطوة سأحيا عمر كامل في سعادة وأمان.
لكن على عكس ما تخيلت أن أعيش في حياة رومانسية وهادئة بدأ يُهملني، ويتأخر كثيرًا وعند عودته كان قليل الكلام، وحتى وإن حدثته في أي شيء وخلقت حديثًا بيننا كان دائمًا يسخر من آرائي، ويرى أنني مخطئة أو ينتهي النقاش بالشجار.
كنت أصبر نفسي على هذا الوضع بأنه من الممكن أن يكون في ضائقة مالية من زواجنا، أو ضغط في العمل كنت كثيرًا ما أضع له التبريرات واختلق له الأعذار، وأُقدم له الحنان بصورة مُضاعفة على أمل أن يعود مثلما كان قديمًا وأن يتحقق ما ظننته وحلمت به في حياتي معه!
مر العام الأول من زواجنا على نفس الحال كنت كل ما أقوم به هو الصبر والكتابة، فمنذ مرحلة مراهقتي وأنا أكتب كل شيء أحبُ الكتابة كثيرًا، واستطيع التعبير فيها أكثر من التعبير للأشخاص فلو كانت الكتابة روحًا لطافت لها روحي ووقعت في عشق حروفها.
كنت دائمًا الجأ إليها كلما أعجز عن قول ما بي للناس، فأطمئن بها كلما شعرتُ بالخوف لآِمن بين حروفها، عند كتاباتي أشعر وكأن همومي انتُشلت من على قلبي، لم يتقبلني أحد مثلما تقبلتني الكتابة بكل حنان.
خلال العام الثاني من الزواج رزقني الله بطفلة كانت هي طوق النجاة لكل ما أُعاني منه، وتوقعت بأن مجيئها سيُغير في الأمر شيء مثلما تغير بداخلي، ولكن الوضع كان يزداد سوءًا فكان زوجي دائمًا يقوم بالتنظير على تربيتي ويراني على خطأ في كل شيء أقوله أو أفعله.
تحدثت معه كثيرًا حتى أعرف لماذا كل هذا التغير؟ ومع من أعيش؟ كيف لشخص أن يكون مُخادع إلى هذا الحد، ثمة شيء داخلي يرفض أن يُصدق إنه شخص مخادع ومنافق، وسأعرض لكم كل ما يتعلق بصفات الشخصية النرجسية خلال السطور القادمة.
ما معنى الشخصية النرجسية؟
أول ما صادفني خلال تجربتي مع الزوج النرجسي هو تعريف مصطلح النرجسية، فهي مُصطلح يُطلق على الأشخاص الذين يرون أنفسهم محور العالم والكون، ويتمتعون بصفات العجرفة والغرور، وفي كثير من الأحيان الخداع والنفاق والتلاعب.
بالإضافة إلى أن أصحاب هذه الشخصية دائمًا يشعرون بالعظمة وأنه لا مثيل لهم، دائمًا يقومون بخداع الناس بشخصيتهم بطريقة غريبة تجعلك تقع في حبهم بسهولة، فيعتمدون على الخداع والنفاق طوال الوقت لينالوا ما يتمنوا.
أشارت الأبحاث إلى أن اضطراب الشخصية النرجسية المعروف باسم إن بي دي هو أكثر انتشارًا بين الرجال عن النساء بنسبة تصل إلى ما يقارب من 70%، وفي الغالب تكون الشخصية النرجسية انعكاس للشعور بقلة القيمة واحتقار النفس.
ما هي صفات الزوج النرجسي؟
خلال تجربتي مع الزوج النرجسي طابقت بين صفات الشخصية النرجسية، وصفات زوجي ووجدت أن الزوج النرجسي بشكل عام لديه شعور دائم بالتعاظم الذاتي يصل إلى الأنانية لدرجة قد تصل إلى عدم التعاطف او الانسانية في التعامل مع الاخرين، أما عن الصفات الخاصة بزوجي التي كنت أعيشها خلال تجربتي مع زوجي النرجسي كانت:
- الشعور المتضخم بأهمية ذاته: كان دائمًا يحب المبالغة في تقديره لذاته وتصرفاته بدرجة تصل إلى الغرور، بالإضافة إلى شعوره بالعظمة الكبيرة لآرائه ورؤيته في أي أمر فيشعر بكونه الحكيم الخبير في كل شيء.
- العيش في الأوهام: حاجته المستمرة للتعظيم والثناء جعلته يصنع عالمًا خاص به يعيش فيه يمنحه الشعور بالتقدير المبالغ فيه، فيرى نفسه في هذا العالم أفضل شخص ولولاه لحدثت الكوارث.
- شعوره المستمر بالحاجة إلى الثناء عليه: كان يحب دائمًا أن أُثني عليه بعد كل تصرف يفعله؛ حتى وإن كان هذا التصرف غير صحيح كنت مرغمة على أن أُبدي اعجابي به وأشعره ببلائه الحسن!
- شعوره دائمًا باستحقاق الأفضل: حيث إن رفضه لمبدأ عملي كان غير مبني على أي أسباب منطقية، كان كل ما يريده هو أن يكون في مكاني أنا فشعوره بالاستحقاق للأفضل كان يعميه عن استحقاق الاخرين لأي شيء، وهذا السبب بالأخص كان هو نقطة بداية تجربتي مع الزوج النرجسي.
- الأنانية واستغلال من حوله لتحقيق مصالحه الشخصية: كان يشغلني دائمًا لما الخداع طوال هذه السنين الماضية، وكيف له أن يكون منافق إلى هذا الحد حتى أدركت إنه من خلالي كان يشعر بالتفاخر والعظمة بسبب حُبي له وإعطائي دون مقابل، كان يتغذى على عطفي لتحقيق شعوره النرجسي.
- تنفيذ رغباته من الجميع: طوال فترة زواجنا كان يأمرني كثيرًا ولم يكن لدي أي مساحة لإبداء رفضي أو أي تحفظ بأي شكل، فكانت هذه الأوامر الزامية لا يجب أبدًا أن اعبث بها فرغباته مُجابة دائمًا.
- متقلب المزاج: كان يُعاني زوجي من المزاج غير المستقر، تارةً أراه هادىء وشارد، وتارةً غاضب ومنفعل، ومتأرجح بين الشر والوداعة.
ما سبب تسمية الشخص النرجسي بهذا الاسم؟
أثناء قراءتي المستمرة بكل ما يتعلق بالشخصية النرجسية كان يشغلني كثيرًا لماذا يُطلق عليه هذا الاسم، ويُقال أن هنالك أسطورة قديمة تحكي عن شاب يُسمى نرجس، وكان ذات ملامح جذابة وجميلة، فدائمًا كان يحب أن يرى انعكاس صورته على وجه بركة الماء.
حتى سقط ذات مرة في الماء وغرق وكان ضحية اعجابه بنفسه، ومن هنا أُطلق على كل شخص يحب نفسه بطريقة مبالغة باسم الشخصية النرجسية، وكانت هذه المعلومة من أكثر المعلومات التي أُعجبت بمعرفتها عن طريق تجربتي مع الزوج النرجسي.
خطوات تجربتي مع الزوج النرجسي
بحثت كثيرًا عن الحلول التي تُمكني من إصلاح العلاقة بين وبين زوجي وكانت من هذه النصائح:
- اكتساب وده وعدم انتقاده طوال الوقت: في حالة عدم انتقادك الدائم لزوجك، وبجانب هذا تقومي بالثناء على أفعاله وتصرفاته يُقلل نوعًا ما من حدة المشاكل، وذلك لأن الشخص النرجسي لا يعترف بأخطائه ولا يرى نفسه خاطئًا من الأساس؛ لذلك يحتاج إلى المدح والثناء باستمرار.
- قومي بتوضيح عيوبه بطريقة غير مباشرة: الزوج النرجسي دائمًا يكون في حالة من الغيرة من مميزات الآخرين ونجاحهم، وذلك لأنه يرى نفسه أكثر الأشخاص استحقاقًا للنجاح والوصول إلى أعلى المكانات، ويرجع ذلك إلى رؤيته لنفسه وتقديره لذاته بصورة كبيرة.
لذلك يجب أن تذكري له عيوبه بطريقة غير مباشرة وبعناية شديدة، وأن تقومي قبلها بالحديث عن مميزاته وصفاته اللطيفة، وبعد ذلك تشرحي له هذه العيوب بصورة مستترة وخفية.
- اهتمي به كثيرًا وحاولي تغييره إلى الأفضل: بطبيعة الشخصية النرجسية فأكثر ما يُسعدهم هو سماع كلمات المدح؛ لذلك استغلي هذه النقطة بأن تقومي بمدحه وشكره على أصغر الأفعال التي يقوم بها لكِ أو لأولادك، قولي له إنكِ تُريدي أن تُطوري العلاقة بينكما؛ لعلها تكون محاولة لطيفة في تغييره.
خلاصة تجربتي مع الزوج النرجسي
لم تفلح معي كل الطرق في إصلاح ما بيني وبين زوجي على الرغم من إنني حاولت وقدمت له أكثر من المطلوب، ولكن كان ذلك يعود عليً دون أدني فائدة أو تغيير أُلاحظه عليه واستمريت في هذه المحاولات لعدة شهور حتى توصلت إلى أنها جميعها دون أي جدوى.
فلم أتوقف عن الكتابة والشكوى لها وسرد كل ما يحدث يوميًا في حياتي معه، لم يتغير شيء سوى للأسوء سألت الأوراق كثيرًا هل سأتحرر من قيوده التي قيدني بها باسم الحب؟ هل سأتحرر من اليأس الذي تملك روحي؟
رأيت استرسالي في الكتابة بقرارات كنت أشك إنني قادرة على القيام بها، نعم سأتحرر من قيوده وأعود لنفسي التي انسلختُ عنها، وستعود إليً نفسي التي قمت باحتلالها، سيعود قلبي لي بعد أن كنت تلهو به لسنوات ويعود عقلي الذي تحكمت بزمام أموره.
هذا السلام النائي بيننا لا يُرضيني لا يُرضي طفولة التعلق ولا حتى غرور المرأة داخلي فأنا أستحق أن أعيش حياة سوية، وبالفعل عزمت على الطلاق وبعد الكثير من الألم النفسي والمعاناة حتى أحصل على الخلاص، انفصلت عنه وكتبتُ أخر سطور في تجربتي مع الزوج النرجسي؛ فأنا أعرف جيدًا صعوبة طريقي الذي أخترته، وأعلم حاجتي الكبيرة إلى القوة.
لكنني لم أكن ولا سأكون الشخص الضعيف، فالضعيف حقًا هو من يقبل الإهانة ويُسيطر عليه الإحباط، وتُحاصره أفكاره بأنه لا يستطيع وغير قادر، لكني لدي عقل كفيل بأن يجعلني أتخطى كل هذه الصعاب وابدأ من جديد.
بالفعل تم طلاقنا وانتهت تجربتي مع الزوج النرجسي، ولكن ما زال هنالك شيء عالق بي لا أعلمه ربما ذرات خوف أهوج أو سعادة قد انقطعت في أوج مراحل جاذبيتها، لربما فتات من أشخاص تلوح بي أطيافهم فتأتي يمينًا ويسارًا وتقلب حالي رأسًا على عقب.
أثر التجربة على حياتي
لكن في النهاية حتى وإن كان هذا الطيف يدور حولي للحظات تُشعرني بالكآبة والحزن؛ ففي النهاية هي مجرد لحظات، تُنبهني وتوقظ بداخلي كل ما مررتُ به خلال تجربتي مع الزوج النرجسي، الألم الذي كنت أمر به كان كفيلًا بأن يجعل روحي مرهقة لفترات عدة، لكنها كانت حربًا وانتهت بانتصاري.
كانت هذه خاتمة روايتي، فبعد أن تم طلاقي قضيت وقت كبير جدًا في تحسين لغتي وإنماء وتطوير كتابتي، قمت باستغلال كل ظروفي وما عانيته طوال تجربتي مع الزوج النرجسي في رواية تحمل نفس الاسم، وكانت طفلتي خير مُعين وداعم لي.
كان يكفيني منها ابتسامة ونظرة حنونة، كانت تدفعني رغبتي في أن تنمو هذه الطفلة في بيئة سوية ومتزنة إلى الاجتهاد الدائم وتقديم أفضل ما عندي.
بذلك أكون قد عرضت لكم تجربتي مع الزوج النرجسي والتي أأمل أن تُفيد أحدكم وتُساعده على اتخاذ القرار المناسب، فلقد عرضتُ فيها كل ما يتعلق بالشخصية النرجسية وصفاتها.