هل كلام القرين صحيح
هل كلام القرين صحيح؟ وكيف أحمي نفسي من أذى القرين؟ إن لفظ القرين يرتبط بالعوالم الخفية عن الإنسان والتي تنتشر فيها الحكايات والأساطير، ويختلط علينا الأمر في تمييز ما هو حقيقة وما هو خيال، وفي الأصل أن وجود القرين بيننا هو حقيقة يخبرنا بها القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ومن خلال موقع البلد سوف نتعرف على ماهية القرين وحدوده وكيفية ‘تقاء القرين الشرير.
هل كلام القرين صحيح؟
إن القرين في اللغة هو الصاحب، أن تُقرن بين شيئين يعني أن تجمع بينهما، فاقتران الشيء بشيء آخر أي لازمه وصاحبه، واصطلاحًا: هو الظل الملازم للإنسان منذ ولادته، يوكل بالإنسان قرين من الجن والملائكة يلازمه طوال حياته ويتركه بعد وفاته.
وظيفة القرين من الجن على بني البشر هي إغوائهم عن الحق والذهاب بهم في طريق الضلال، وهو مسلط على الإنسان بإذن الله ولكل إنسان قرين خاص به يدفعه على عصى الله وارتكاب المعاصي عن طريق الوسوسة فليس كل ما يخبرك به قرينك حقيقة،
في الموروثات الشعبية يعتقد بأن الإنسان عندما يتحدث مع نفسه أو يتخيل الأشياء أن القرين هو من يتحدث ويخبر الإنسان بأشياء غير حقيقية ليوقع به في الوهم والشك وعدم حب النفس، لذلك يجب دفع القرين وعدم السماح له بالسيطرة على النفس، فالإجابة عن سؤال هل كلام القرين صحيح؟ تكون وبشكل مؤكد بالنفي.
يعتقد البعض أن القرين قادر على معرفة الغيب ويقوم باطلاع صاحبه، لكن هذا غير صحيح فالغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ولكن القرين يمكن أن يسرق بعض الأخبار التي يعلمها من بعض الشياطين فيخبر بها صاحبه يقول الإمام السدي:
“للإنسان شيطان وللجن شيطان فيلقي الإنس شيطان الجن فيوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا”.
أصل حكاية القرين في الدين
من خلال الإجابة على هل كلام القرين صحيح؟ نجد أن القرين هو من طبقات الجن الأرقى وظيفته مُصاحبة الإنسان في كل شيء فهو كنفسه التي تعلم عنه أدق ثغراته وموكل بوظيفة يعمل بها وهي: إغواء الإنسان، وتزيين الشهوات له وقلب الحقائق في نظره من خلال الوسوسة وهدفه ضلال الإنسان عن طريق الهدى والحق المستقيم وهذا هو القرين من الجن.
أما القرين من الملائكة فيتمثل دوره في أن يحفظ الإنسان من الشر ويساعده على الخير ومما يدل على وجود القرين في الذكر الحكيم قوله سبحانه وتعالى في سورة ق:
“لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد (22) وقال قرينه هذا ما لدي عتيد (23) ألقيا في جهنم كل كفار عنيد (24) منّاع للخير مُعتد (25) الذي جعل مع الله إلهًا آخر فألقياه فيَ العذاب الشديد (26) قال قرينه ربنا ما اطغيته ولكن كان في ضلال بعيد (27) قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد (28) ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد (29)”.
بعض القرين شيطان مسلط على الإنسان بإذن الله سبحانه وتعالى، استنادًا للآية الكريمة: “الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء” فيأمر الشيطان الإنسان بأن يتبع طريق الضلال وفعل الفحشاء والمنكر وينهاه عن المعروف.
الإنسان ذو القلب الصادق السليم هو من يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فيقويه قلبه على قرينه تبعًا لقول الله عز وجل في القرآن الكريم:
“وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم” سورة الأعراف.
في سورة الزخرف الآية 36:
(ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا فهو له قرين)
أي من يعرض عن ذكر الله، وفي سورة النساء الآية 38 نرد ذكر من يتبع قرينه في عصيان الله كالذين لا يؤمنون بالله وباليوم الآخر:
(والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينًا فساء قرينًا).
أعراض القرين المؤذي
القرين مهمته هي دفع الإنسان على فعل المعاصي فهو يعلم أهواء صاحبه ويقوم على تزيينها له في نفسه فيقوم بضر الإنسان، وبعد أن تعرفنا على هل كلام القرين صحيح؟ سنوضح تلك الأعراض عبر النقاط الآتية:
- إقناع صاحبه بالأفكار السلبية ومداومة إخباره بها بصور مختلفة، وهذه أفكار لا تكون مفيدة لصاحبها على الإطلاق وليس لها حل في الغالب فيعيش صاحبها في دوامة من التفكير لا تنتهي.
- الشعور في أغلب الأوقات بالضيق والحزن والهم والغم.
- الانهزام النفسي والتقوقع على الذات والابتعاد عن الناس.
- اقتراف المعصية وتكرارها مع غياب الدافع والسبب.
- فقد الإنسان شهيته للطعام.
- عدم الرغبة في إنجاز الأمور والصداع المستمر.
طرق الوقاية من شر القرين
القرين ابتلاء يختبر إيمان العبد بربه ويحدد ما إذا كان سليم القلب قوي الإيمان أم يكون للقرين القدرة الأكبر على الإنسان، ونرى أن ليس للشيطان سلطان استنادًا لقول الله سبحانه وتعالى في سورة النحل:
(إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم بربهم مشركون)
ويمكن للإنسان التغلب على القرين من خلال اِتباع الطرق التالية:
- التحصن والتمسك بالإيمان بالله وقراءة القرآن.
- المحافظة على قراءة أذكار الصباح والمساء.
- قراءة سورة البقرة على الأقل مرة كل ثلاث أيام، فلها القدرة على طرد الشر ووقع السحر.
- المداومة على ذكر الله سبحانه وتعالى.
- يهرب الشيطان عند الاستعاذة منه بالله عز وجل، وقول لا إله إلا الله، وكثرة الاستغفار.
- ترديد دعاء: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض وبرأ ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق يطرق إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن.
لا شك أن القرين فتنة يفتتن بها الإنسان في الدنيا ولكن الإنسان المؤمن هو الذي لا يجعل نفسه ألعوبة للشيطان فلا يفرح بعروض القرين الشيطانية الخبيثة التي تلهي النفس وتذهب بها للهاوية.