علاقات

هل تعتبر الزوجة مطلقة إذا طالت مدة غياب الزوج

هل تعتبر الزوجة مطلقة إذا طالت مدة غياب الزوج‏؟‏ وهل يعتبر الزوج آثم إن أطال مدة غيابه عن زوجته؟ هذا الأمر يعتبر من الأمور الشائكة لكثرة تكرار حدوثه.

لذا لا بد من الفصل الحاتم في ذلك الأمر، ونحن من خلال موقع البلد سنجيب لكم عن سؤال هل تعتبر الزوجة مطلقة إذا طالت مدة غياب الزوج؟

هل تعتبر الزوجة مطلقة إذا طالت مدة غياب الزوج‏؟

إن أمر الطلاق في حد ذاته من الأمور الخطيرة التي يلجأ إليها الزواجان عند استحالة العيش مع بعضهما، ولكن ليس هذا ما سنتحدث عنه اليوم، وإنما سنختص بالحديث عن إجابة سؤال هل تعتبر الزوجة مُطلقة إذا طالت مدة غياب الزوج؟

هناك عدة أمور يجب معرفتها حول سؤال هل تعتبر الزوجة مطلقة إذا طالت مدة غياب الزوج، لذا فيجب علينا معرفة العديد من الأمور التي تدور حوله، فهذا السؤال يعتبر سؤالًا مُطْلقًا أي ليس مخصصًا بأي شيء، حيث إنه لم يُحدد عدة أمور، أولها عدم تحديد المدة التي غابها الزوج عن زوجته، وعوض عنها بكلمة (طالت).

ثاني هذه الأمور أنه لم يُحدد إن كانت المرأة تعرف سبب غياب زوجها أم لا، وأيضًا نحن نجهل إن كانت هذه الزوجة راضية عن غياب زوجها أم متضررة نفسيًا من ذلك الأمر، وأخيرًا نحن لا نعلم إن كان هذا الزوج الذي طالت غيبته متكفل بمصاريف زوجته وأبنائه أم لا؟

لذلك فسؤال هل تعتبر الزوجة مطلقة إذا طالت مدة غياب الزوج؟ بحاجة إلى كثير من التوضيح مع العلم أن الإجابة الصريحة عنه هي “لا”.

سنعرض لكم كل هذه الأمور والاحتمالات التي يمكن أن تتعلق بهذا السؤال، والتي بإمكانها أن توضح لنا جميع دلالات هذا السؤال، وسنجيب عن كل منها، حتى تحقق لكم تلك الإجابات الإفادة المرجوة من هذا السؤال.

سنشرح لكم أيضًا ما الفرق بين الطلاق، والخلع، والتطليق في نص القانون، وأي حالة منهم يوضع تحتها بند الطلاق بسبب الهجر.

هل يعتبر الزوج آثم إن أطال الغيبة على زوجته؟

إن غياب الزوج عن زوجته أمر سيئ لأن ذلك الأمر يمكن أن يُعرضه ويُعرضها إلى ارتكاب المعاصي، وذلك يرجع إلى ضعف النفس البشرية وحاجتها الدائمة إلى تلبية غرائزها، فالحب الناشئ بين الزوجين هو غريزة فطرها الله في قلوبنا، وغياب الزوج عن زوجته يمنع تلبية تلك الغريزة.

إن المرأة في حاجة دائمة إلى أن تشعر بالحب والأمان من زوجها، وعدم وجود زوجها وغيابه عنها فطرة طويلة يعرضها إلى فقد عنصري الحب والأمان، ويمكن أن يجعلها هذا تلجأ إلى شخص آخر وبالطبع هذا الأمر محرم عند الله.

فلا يجب على الزوج أن يترك زوجته مدة طويلة تعرضها إلى الضعف والحاجة لغيره، لأنها إن لجأت إلى شخص غيره لفقدانها شعور الحب والأمان، لن تكون هي فقط، الآثمة بل هو آثم أيضًا لأنه كان السبب الأساسي في دفعها إلى ذلك الأمر.

توضيح هذه المسألة لا يعني أن الزوجة في هذه الحالة لها حق في ارتكاب ذلك الخطأ بل إن إثمها عظيم، وعليها أن تجد حل لمشكلتها حتى لا تُغضب الله منها.

ما أسباب غياب الزوج عن زوجته وهل يقع الإثم عليه وحده؟

إن من أكثر الأسباب التي تجعل الزوج يترك زوجته لمدة طويلة دون أن يراها وتراه، هي السفر، وذلك السبب مع الأسف صار منتشرًا بشدة وخصوصًا في الدول ذات المستوى الاقتصادي المنخفض، فأبناء تلك الدول عادة ما يلجؤون إلى السفر حتى يعملوا بالبلاد ذات المستوى الاقتصادي المرتفع.

لكي يستطيعوا تلبية حاجة زوجاتهم وأطفالهم، وحتى يتمكنوا من تحقيق مستوى معيشي جيد لهم.

فإذا كان الزوج متفق مع زوجته على هذا الأمر، وكانت هي راضية بذلك، فلا إثم عليه، ويجب على تلك المرأة أن تصبر حتى رجوع زوجها.

أما إن كانت المرأة غير راضية عن أمر السفر والزوج أصر على ذلك دون أن يجد حل وسيط، فهو بالطبع آثم ويستحق العقوبة، حتى ولو كان قد لبى جميع الاحتياجات المادية، وذلك لأن الاحتياجات المادية ليست هي كل شيء فهناك احتياجات معنوية أهم من ذلك بكثير ويجب تلبيتها أيضًا.

نهاية هذا الأمر أنه لا يجب على الزوج أن يُطيل مدة غيابه عن زوجته، حتى ولو بسبب العمل، فعليه على الأقل أن يعود إليها كل ثلاثة أو أربعة أشهر على الأكثر حتى لا يتعرض ويعرضها إلى الإثم، كفانا الله وإياكم شر ارتكابه.

المدة التي يجب أن تصبرها الزوجة في حالة غياب زوجها

إن المدة التي من المفترض أن تصبرها الزوجة في حالة غياب زوجها (بقصد الجماع)، غالبًا ما تكون أربعة أشهر، وتم تقدير هذه المدة في الشرع الإسلامي، ويتضح ذلك في قول الله تعالى: (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [البقرة: 226].

ما حكم غياب الزوج عن زوجته مدة طويلة دون أن تعلم أي شيء عنه؟

إن لم تعرف الزوجة أي شيء عن زوجها، وطالت مدة غيابه إلى أن وصلت إلى عدد كبير من السنوات فلهذه الزوجة الحق في طلب الطلاق الشرعي من المحكمة إن أرادت ذلك، وستُلبي لها المحكمة هذا الطلب إن ثبُتت الأدلة.

حكم غياب الزوج عن زوجته مدة طويلة وهو لا يُنفق عليها ولا يريد أن يُطلقها

إن هذا الزوج آثم بفعلته هذه، فامرأته لها العديد من الحقوق عنده سواء حقوق مادية، كتوفير المأكل والمشرب والملبس والمسكن وغيرهم، ولها حقوق معنوية أيضًا كتوفير الحب والأمان والرحمة والمودة التي دعانا إليها الله عز وجل

فإن لم يوفر الزوج أيًا من هذه الحقوق لزوجته فهو آثم شديد الإثم وعليه أن يتوقف عن ذلك ويعود إلى زوجته ويُلبي لها جميع حقوقها، أو يُطلقها ويُزيل من على عاتقه كل تلك الحقوق حتى لا يكون آثم، ولكن إن عاند هذا الزوج ورفض أن يُطلق زوجته أو أن يعطيها كافة حقوقها، فالزوجة هنا لها الحق في طلب الطلاق من المحكمة، ويجب أن يكون معها جميع الأدلة اللازمة.

أسئلة وردت في هذا الموضوع

هناك سؤال من أحد الأزواج يقول: “سمعت أن من غاب عن زوجته مدة تزيد عن ستة أشهر يجب عليه عند وصوله إليها أن يعقد عليها عقدًا شرعيًا من جديد، وهو يسأل في هذا الأمر لأنه قد غاب عن زوجته مدة تصل إلى ثلاث سنوات”، والإجابة عن هذا السؤال هي نفسها إجابة سؤال هل تعتبر الزوجة مطلقة إذا طالت مدة غياب الزوج؟

إن ما سمعه ذلك الرجل عن أن المرأة تكون مطلقة بشكل تلقائي عند غياب زوجها لمدة ستة أشهر أو أكثر، هو كلام غير صحيح فالمرأة لا تطلق أو تنفصل عن زوجها إلا في ثلاث حالات:

  • الحالة الأولى: هي (الطلاق) المعهود الذي ينشأ عن عدم اتفاق الزوجين على العيش مع بعضهما.
  • الحالة الثانية: هي (الخلع)، وهو طلب المرأة بالانفصال عن زوجها وهو يرفض أن يُطلقها بشكل طبيعي، وفي هذه الحالة تتنازل المرأة عن حقوقها المادية من نفقة العدة ومؤخر الصداق وغيرهم.
  • الحالة الثالثة: هي (التطليق)، وهو أن تطلب المرأة من المحكمة أن تُطلقها من زوجها، مع أخذ جميع مستحقاتها المادية، وهذه تشمل عدة أمور، منها: الإنفاق، وعدم حدوث الضرر، وفي حالة الهجر، وفي حالة سجن الزوج، وغيرها من الحالات الأخرى.

ما يهمنا في كل تلك الحالات هو التطليق بسبب الهجر، وهذا الأمر لا يحدث إلا إن طلبته الزوجة من المحكمة الشرعية مع وجود الأدلة الكافية التي تثبت غياب الزوج عنها، وعدم مراعاته لها.

بعد سردنا لجميع الحالات التي يمكن للزوجة فيها أن تنفصل عن زوجها، اتضح لنا أن لا وجود لشيء اسمه طلاق تلقائي، ولم يمكن أن تكون الإجابة عن سؤال هل تعتبر الزوجة مطلقة إذا طالت مدة غياب الزوج؟ بنعم مُطْلَقَة، ويرجع ذلك للحالات العديدة التي ذكرناها من قبل.

باختصار فإن إجابة سؤال ذلك الرجل ستكون: أنه ما دامت زوجته تعرف بمدة غيابه وترضى بها مهما طالت أو قصرت ولم تطلب حكم التطليق الشرعي من المحكمة، فتلك الزوجة ما زالت مقيدة بحبال عصمة ذلك الرجل، ولكن إن ذهبت تلك الزوجة إلى المحكمة ولجأت إلى طلب التطليق، وحكمت لها المحكمة بذلك، فهذا معناه أنها قد حررت نفسها من قيود ذلك الزواج ولم تعد تحت عصمة زوجها.

لكن إذا عاد ذلك الزوج بعد طول غيبته ووجد أن زوجته لم تعد تحت عصمته، فعليه أن يطلب منها أن تعود إليه من جديد، وإن وافقت على ذلك الأمر، فيجب عليه أن يذهب إلى المأذون حتى يقوم بإنشاء عقد زواج جديد.

إن غياب الزوج عن زوجته لمدة طويلة يعتبر أمر من الأمور التي تحتمل ارتكاب الآثام، ومن الأمور التي تدعو إلى حدوث الطلاق، لذا فسؤال هل تعتبر الزوجة مطلقة إذا طالت مدة غياب الزوج؟ من الأسئلة الهامة التي بحاجة إلى الإجابة عنها، حتى لا يقع الأزواج في هذا الإثم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى