ما حكم تحريم الزوج لزوجته في حالة الغضب تردد هذا السؤال كثيرًا من قبل الجنسين في جميع المواقع والبرامج لأهميته القصوى، ويرجع تحريم الزوجة بنية زوجها فإن نوى الطلاق صار طلاقًا، وإن نوى الظهار صار ظهارًا، وإن نوى اليمين بالله تعالى أو لم ينوي شيئا يلزم له كفارة اليمين، وتعرف معنا فيما يلي عبر موقع البلد على ما حكم تحريم الزوج لزوجته في حالة الغضب وما هي كفارة الظهار واليمين والفرق بينهما.
ما حكم تحريم الزوج لزوجته في حالة الغضب
عندما سأل أحد الأشخاص الشيخ ابن عثيمين رحمه الله سؤال ما حكم تحريم الزوج لزوجته في حالة الغضب جاء رده في الشرح الممتع له أن الذي يقول لزوجته أنت علي حرام في حالة الغضب له أربع حالات مختلفة لكل منهما حكم معين وهما:
- الحالة الأولى: أن يقصد الظهار.
- الحالة الثانية: أن يقصد الطلاق.
- والحالة الثالثة: أن يقصد اليمين.
- الحالة الرابعة: أن لا يقصد شيئا.
فإذا قصد الظهار فظهار، أو قصد الطلاق فطلاق، أو قصد اليمين فيمين، والنية المتعمدة عندنا لقول الرسول:
(إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).
فإذا لم يقصد شيئاً صار يمينا، والدليل قوله تعالى:
“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ” (التحريم 1: 2).
كفارة الظهار وكفارة اليمين
تختلف كفارة الظهار فهي ليست مثل كفارة اليمين، وكفارة الظهار لتحريم الزوج لزوجته في حالة الغضب وهي:
ويجب على الزوج مراعاة الترتيب، بمعنى لا يجوز له الانتقال من العتق إلى الصيام إلا إذا عجز عن العتق، ولا يجب عليه الانتقال إلى الإطعام إلا إذا عجز عن العتق والصيام، لقول الله تعالى:
“وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ” (المجادلة 3:4).
وأما حدود كفارة اليمين لتحريم الزوج لزوجته في حالة الغضب، فإن الزوج يختار ما بين الثلاثة أمور وهي:
- إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم أهل بيته.
- أو كسوة عشرة مساكين.
- أو تحرير رقبة مؤمنة.
- فإن لم يجد شيئًا من ذلك، صام ثلاثة أيام متتابعة، لقول الله تعالى:
“لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (المائدة 89).
وأما الصيغة المذكورة التي دلت على الوعد، مثل ستكونين محرمة ونحوها، فلا شيء فيها إذا لم ينفذ وعده، وإذا كان الزوج قد غضب ووصل الأمر الذي لم يعلم ما يقوله لم يكن ليمينه أثر.
حكم الزوج الذي يقول لزوجته “تحرمي علي لو فعلتي كذا وكذا”
وفي سياق البحث عن إجابة سؤال ما حكم تحريم الزوج لزوجته في حالة الغضب فقد تم تقديم سؤال إلى “دار الإفتاء المصرية” يقول رجل: قلت لزوجتي أنها محرمة علي مثل أمي وأختي، وبعد ذلك قمت بصيام ستين يومًا، وقلت لها مرة أخرى: “إذا بقيت في منزل أهلك تحرمي عليَّ مثل أمي وأختي” وباتت عندهم بالفعل فما الحكم؟
وقد قال الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق، إن قول الزوج السائل لزوجته في المرة الأولى: “تحرمي عليَّ مثل أمي وأختي كناية عن الظهار”، وأن قول الرجل السائل لزوجته في المرة الثانية: “لو بقيتي في بيت أهلك تحرمي عليَّ مثل أمي وأختي، هو تعليق للظهار، وبما أنها لم تسمع أمره وبقيت فقد صار رغبة منها وعليه كفارة مثل المرة الأولى، لقول الله تعالى:
(فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) (المجادلة 4).
بمعنى أنها مازالت زوجته ولم يقع الطلاق منه بأي من اللفظين.
حكم حلف الزوج على زوجته بأنها محرمة عليه كأمه
يقول الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أنه لا يعجبه الغضب بين الزوجين الذ يصل إلى أن أحدهما يغادر بيته، فينبغي للزوج في حالة الخلاف مع زوجته ألا يجعلها تغادر المنزل غاضبة إلى بيت أهلها، مما يؤدي إلى تدخل بعض أفراد الأسرة لحل الخلاف بينهم، وبذلك سوف تتعقد في الأمور
وأضاف قائلا: “أن ما يقوله الرجل لزوجته مثل أنتِ محرمة علي مثل أمي وأختي لا يقع الظهار، أما ما يكون ظهاراً، وهو عندما يقول: كظهر أمي وأختي، فإن دخل الزوج بيت أهل الزوجة حتى يصالحها فعليه كفارة ظهار وهي إطعام عشرة مساكين”.
حكم الزوج الذي يحلف على زوجته بالتحريم وهو غاضب
قال الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء سابقاً، إذا قصد به الإجبار على فعل شيء أو تركه فلا يقع اليمين، وهذا ما يسمى باليمين المعلق.
أن لفظ التحريم هو لفظ عام يحتمل أن يكون للطلاق أو للعشرة (الجماع)، ويمكن أن يكون تحريمًا لمنع الكلام، ويمكن أن يكون مجرد كلام في لحظة الغضب، ولا يريد صاحبها أكثر من أن يمنع زوجته من تصرف سلوك أو فعل معين، وبالتالي لا يقع الطلاق ولا شيء فيه.
حكم من أقسم على زوجته بالطلاق ثم تراجع
قد قال الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، “إن قسم الرجل بلفظ عليا الطلاق، لا يقع الطلاق وإنما يستخدمه كقسم كباقي أساليب الحلف، ولذلك لا يفضل استعماله مطلقًا، فالقسم لا يكون إلا بالله”.
هل يقع الطلاق على زوجة من حلف على أمه بالطلاق
سألت السيدة المتصلة من خلال برنامج عن الفتاوي “بأنه أقسم زوجها يمين على والدته بالطلاق بأن لا تذهب لشقيقته، فما الحكم هنا إذا زارتها؟ رد الشيخ محمد عثمان وهو من أحد علماء الأزهر الشريف قائلًا: أنه قسم فقط وليس طلاق، حتى ولو والدته نفذت تعليماته أو لم تنفذ تلك التعليمات فعليه كفارة يمين، وكفارة يمينه هو إطعام 10 مساكين أو صيام ثلاثة أيام.
وبذلك نكون قد أوضحنا لكم ما حكم تحريم الزوج لزوجته في حالة الغضب، وأوضحنا كذلك الكفارة التي تجب على الزوج عند تحريم زوجته عليه عند الغضب، سواء بالنية أو بحلف اليمين أو وقوع الطلاق، موضحين الأدلة الشرعية التي تم الاستناد عليها من علماء الفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية، لكي يكون الأمر واضح أمام الزوج.
