ما هي أسماء الحجر الأسود وسبب تسميته بهذا الاسم؟ وما هي فضائل الحجر الأسود؟ حيث يعتبر من الأحجار المقدسة الكامنة بالكعبة الشريفة، فمن منا لا يحلم بلمسه والتعطر ببركته، كما أن الحجر الأسود له عدة خصائص سنتعرف عليها لاحقًا، لذا من خلال موقع البلد سنقوم بذكر أسماء الحجر الأسود وسبب التسمية.
أسماء الحجر الأسود وسبب تسميته بهذا الاسم
الحجر الأسود ركن من أركان الكعبة المشرفة، يتكون من 15 حجرًا يظهر منها ثمانية فقط للعيان، يقع مركز الحجر الأسود بالركن الجنوبي الشرقي للكعبة، وهو حجر بيضاوي يرتفع عن الأرض بمقدار متر ونصف، ويعود سبب تسميته بهذا الاسم إلى ما يلي:
- من الجدير بالذكر أن الحجر الأسود نزل من الجنة مع سيدنا آدم عليه السلام، وكان الحجر يتسم بشدة البياض.
- تحول الحجر إلى اللون الأسود نتيجة خطايا بني آدم، كما حفظ الله عز وجل الحجر الأسود لسيدنا إبراهيم عليه السلام.
- أثناء بناء سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام الكعبة، رغب أن يكون مكان بدء الطواف ظاهرًا ومتميز للناس، عندها قام سيدنا جبريل بإتيان الحجر وإضافته بمكانه.
- كان يتسم الحجر آنذاك بشدة البياض والتلألأ، فكان يلمع ويضيء الكعبة المشرفة، ولكن الجزء الظاهر منه تحول إلى اللون الأسود نتيجة كثرة الذنوب، أما عن الجزء الداخلي منه مازال أبيض اللون.
- روى ابن عباس عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم.
- سُمي الحجر الأسود بالحجر الأسعد ولكن لم تثبت صحة هذا الكلام.
- من أسماء الحجر الأسود في الأحاديث الشريفة “الركن” حيث روى الفاكهي عن مجاهد قال: نظرت إلى الركن حين نقض ابن الزبير البيت، فإذا كل شيء منه داخل البيت أبيض.
الحجر الأسود في عهد الرسول
في صدد عرضنا إلى أسماء الحجر الأسود وسبب تسميته بهذا الاسم، سنعرض أبرز الأحداث عن الحجر الأسود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كالتالي:
- في بداية الأمر كان هناك جدال قائم بين العرب وزعماء قريش حول أحقية وضع الحجر الأسود بمكانه، وبعد مشاورات كثيرة انتهى الحديث بأن أول رجل يدخل إلى الكعبة هو الذي سيحكم بينهم.
- كان رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم أول من دخل إلى الكعبة، ولكنه لم يُكن نبيًا آنذاك الوقت، وقالوا عنه الأمين وأنه بالتأكيد سيحكم بينهم بالعدل.
- كان النبي عليه الصلاة والسلام شديد الحكمة والرزانة، ولحل الخلافات القائمة قام بأخذ الحجر ووضعه في ثوبه، ثم طلب من زعماء قريش قيامهم بحمل الثوب.
- عند الوصول إلى مكان الحجر الأسود، قام الرسول صلى الله عليه وسلم بحمله ووضعه بمكانه، لذلك يعتبر الحجر من الأحجار الكريمة الطاهرة التي قام النبي بتقبيلها.
فضائل الحجر الأسود
استكمالًا للحديث عن أسماء الحجر الأسود وسبب تسميته بهذا الاسم يمكننا طرح فضائل الحجر الأسود كالتالي:
- تُكمن أهمية الحجر الأسود حول اعتباره من ياقوت الجنة.
- من الجدير بالذكر أن الحجر الأسود يأتي ويشهد على من لمسه وسلم عليه.
- هو من الأحجار الشريفة التي نالت شرف تقبيل رسولنا الحبيب صلى الله وعليه وسلم.
- لمس الحجر الأسود يزيل الذنوب والخطايا.
- يكون الدعاء مستجاب بإذن الله عند موضع الحجر.
- من مكارم الحجر الأسود زحام الملائكة لتقبيله.
- طبيعته مختلفة عن أي حجر قد شهدناه من قبل، كما أنه يطفو على الماء.
- تعود طبيعة الحجر الأسود إلى الأحجار النيزكية.
حُكم تقبيل الحجر الأسود
في نطاق الحديث عن أسماء الحجر الأسود وسبب تسميته بهذا الاسم يمكننا عرض حكم تقبيل الحجر الأسود في الشريعة الإسلامية كما يلي:
- يُفوض للمعتمر أو الحاج لمس الحجر الأسود وتقبيله، مع أهمية الإيمان بمدى القيمة الدينية للحجر.
- يتم تقبيل الحجر الأسود نسبة إلى الامتثال بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنّي لأعلمُ أنّك حجر لا تضرّ ولا تنفع، ولولا أنّي رأيتُ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُقَبِّلُك، ما قَبَّلْتُك.
الأحداث التي تعرض لها الحجر الأسود
كما تحدثنا عن أسماء الحجر الأسود وسبب تسميته بهذا الاسم، يمكن القول إن الحجر الأسود على مر العصور تعرض إلى محاولات كثيرة لنهبه ونقله من مكانه، طامعين فيه كونه حجر فريد ونفيس الذي لا مثيل له إلى يومنا هذا، ولكن إرادة الله غلبت كل شيء وظل الحجر محفوظ بأمان الله، ومن بين هذه الأحداث ما يلي:
1- سرقة الحجر الأسود
نُهب من خلال عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي، حيث قام بالتوجه إلى الكعبة الشريفة وقام بإزالة الحر الأسود من موضعه ودفنه بالقرب من بئر زمزم، مستغلًا خروج قبيلة جرهم من مكة.
شاءت الأقدار أن خلال قيامه بارتكابه لهذه الوقعة، تراه امرأة من قوم خزاعة، وبادرت بالإبلاغ عنه وجاءت الناس كي تقوم بنزعه وإرجاعه لمكانه مرة أخرى.
2- حكاية القرامطة مع الحجر الأسود
سنة 312 هجريًا، تعرض الحجر الأسود للنهب من قبل حاكم القرامطة أبو طاهر القرمطي، حيث شن هجوم على الكعبة المشرفة وقام بسرقته.
ظل الحجر الأسود متغيبًا عن مكانه لمدة 22سنة، حيث قام القرامطة بإخفائه بمكان يُدعى قرية الجش، ومن جشع هؤلاء القوم أنهم قاموا بإعطاء الأوامر لأهل القطيف للطواف من حولها، ولكنهم رفضوا ذلك، فما كان منهم إلا أنهم قتلوهم، وتم استرداد الحجر الأسود لمكانة مرة أخرى بالكعبة المشرفة عام 339 هجريًا.
3- اقتحام تُبع للكعبة
جرت تلك الأحداث أيام الجاهلية، حيث حاول تُبع مهاجمة الكعبة الشريفة ونهب الحجر الأسود، إلا أن خويلد والد السيدة عائشة رضي الله عنها، قام بالتصدي له هو ومجموعة من رجال مكة المكرمة، فعاد إلى بلاده ذليل النفس ورد الله كيده إلى نحره.
4- أخذ عينة من الحجر الأسود
خلال العصور الحديثة، خضع الحجر الأسود لعدة تجارب وفحوصات، وتم أخذ قطعة منه تم خلطها بالمسك والعنبر، حينها قام الملك عبد العزيز رحمة الله عليه، باسترجاع القطعة إلى موضعها.
5- احتراق الكعبة بعهد عبد الله بن الزبير
تعرضت الكعبة المشرفة لهجمات الحصين بن النمير قائد جند يزيد، وحينها قام عبد الله بن الزبير رضي الله عنه بالتحصن، فقام الحصين برمي الكعبة بالمنجنيق حتى اشتعلت النار بها، ولكن عبد الله بن الزبير كان وقد قام بوضع قلادة تحصين على الحجر الأسود لحمايته من التلف.
تكررت هذه الواقعة مرة أخرى على يده عام 73 هجريًا، حينها قام الخليفة العباسي هارون الرشيد تنقيبه بالماس وأضاف عليه الفضة.
صيانة الحجر الأسود بالكعبة الشريفة
كما قُمنا بذكر أسماء الحجر الأسود وسبب تسميته بهذا الاسم، فمن الأمور المباركة أنه يتم صيانة الحجر الأسود بالكعبة المشرفة بشكل دوري، فمن خلال مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت القيام بلحام الإطار الفضي الكريم المحيط بالحجر الأسود من أجل الحفاظ عليه.
من منا لم يحلم يومًا بلمس الحجر الأسود لطالما كان قطعة من الجنة وبُرك من الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم، فنسأل الله أن ينال كل مشتاق مراده لرؤية الحجر الكريم والتعطر ببركاته.
