حدد أنواع الذبائح المشروعة التي سمح الله بها لعباده، فإن الذبح يعتبر من الوسائل التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى ويشكره ويحمده بها على كل النعم التي أنعم بها عليه، وإن تلك الذبائح تم تشريعها للمسلمين المستطيعين فقط فهي ليست لكل المسلمين، وفي المقال التالي الذي يطرحه موقع البلد سوف نتعرف إلى أنواع الذبح وأهم شروطه.
حدد أنواع الذبائح المشروعة
إن الله سبحانه وتعالى فرض على عباده القادرين الذبح وشرع لنا أكل بعض اللحوم، فقال الله تعالى في كتابه الكريم، “وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ” [النحل: 5].
الجدير بالذكر أن الأنعام في هذه الآية تشير إلى البقر والإبل والجاموس، والغنم، وكذلك الضأن، والماعز، فكل تلك الأنعام حلال ومشرعة من الله سبحانه وتعالى، الغير وإن الله عز وجل شرع الذبائح في نوعين.
النوع الأول فيما فرض الله ونبيه وهو واجب على كل مسلم مقتدر، أما النوع الثاني فهو ليس فرضًا ولكن من يفعلها له الأجر العظيم، وفي الفقرات التالية سوف نتعرف إلى كل من هذين الحالتين:
النوع الأول المفروض من الذبائح
فقد أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين القادرين بالذبح في عيد الأضحى المبارك، وكذلك العقيقة والهدي في موسم الحج، والجدير بالذكر أنه في تلك الحالات لا يجب شراء اللحم بدلًا من ذبحه.
النوع الثاني والغير مفروض من الذبائح
لعل ثاني أنواع الذبائح التي شرعها الله سبحانه وتعالى هو الذبح من أجل إطعام الفقراء والمساكين والتي لا تتقيد بوقت محدد، كما الحالي في العزاء فيجوز الذبح ويجوز شراء اللحم.
في تلك الحالة يجوز شراء اللحم وتوزيعه بدلًا من الذبح، والجدير بالذكر أن هذا ليس فرضًا بل هو عمل صالح يؤجر عليه المسلم من أجل مساعدته للآخرين،
شروط الذبح
في سياق الرد على طلب حدد أنواع الذبائح المشروعة، فلا بد من الإشارة إلى أن هناك العديد من الشروط التي يجب أن تتوافر عند الذبح، والتي لا يعلم عنها الكثير من المسلمين، وتتمثل تلك الشروط في النقاط التالية:
- لا بد أن يكون القائم بالذبح هو شخص عاقل مقتدر على فعل هذا الأمر ولا بد أن يكون مسلمًا بالطبع.
- لا بد أن يتم ذبح الأضحية عن طريق استعمال آلة حادة، فلا يجب أن يتم قتل الأضحية بالخنق أو القذف حتى الموت.
- والجدير بالذكر أن الأضحية التي ماتت بعد أن نطحت نفسها لا يكون أكلها حلالًا.
- لا بد أن يقوم صاحب الأضحية بالتكبير والتسمية بنفسه.
- كما لا يجب أن ترى الأضحية آلة الذبح، ولا يجب أن تذبح أمام غيرها.
- لا يجوز سلخ الأضحية أو تقطيع أي جزء منها إلا بعد أن تزهق روحها، ويذهب الشك بأنها ما زالت على قيد الحياة.
- إن الأكل من ذبائح أهل الكتاب جائزة ولكن لا بد أن تكون مذبوحة بالطريقة الشرعية.
- لكن من الجدير بالذكر أنه لا يكون الأكل من الذبائح التي يذبحها الملحدين والوثنيين أو المرتدين حتى وإن كانت مذبوحة بالطريقة الصحيحة.
ما الحكمة من ذبح الأضحية؟
استكمالًا للجملة حدد أنواع الذبائح المشروعة، فيمكن القول إن الله سبحانه وتعالى شرع لنا الأضحية وجعل لها الثواب العظيم للكثير من الحكم، وفيما يلي سوف نتناول مجموعة من تلك الحكم التي شرع الله لنا الذبح من أجلها:
1- اتباع سنة إبراهيم عليه السلام
إن في الأضحية اتباعًا لسنة النبي إبراهيم عليه السلام فقط أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بأن نتبع ما سار عليه سيدنا إبراهيم فقال تعالى: “ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا“] النحل: 123[، فإن في إجراء النحر اتباع لملته وسنته عليه السلام.
2- الصبر وطاعة الله
كما في ذلك تعلم الصبر وطاعة الله وتنفيذ أوامره، فإنه عندما يقوم المسلم بالأضحية، فهو بذلك يتذكر ما فعله نبي الله إبراهيم عليه السلام حين أطاع أوامر الله سبحانه وتعالى فيأخذ منه العبرة والعظة.
ذلك لما أمره بأن يذبح إسماعيل عليه السلام فلم يتردد النبي إبراهيم، ولكن الله افتداه بذبح، فإن في الذبح والأضحية تذكر لطاعة الله وتنفيذ أوامره.
3- التوسعة على الناس
تتبعًا استجابة هذا الطلب حدد أنواع الذبائح المشروعة، فإن الشخص الذي يقوم بالأضحية ويوزع على الأهل والأقارب فإنه بذلك ساعدهم ويتقرب منهم ويزيد المحبة بينهم.
4- شكر الله
كما ذكرنا من قبل فإن الأضحية فيها شكر وحمد لله سبحانه وتعالى على فضائله التي لا تحصى، واعترافًا بنعمه علينا.
ما هو فضل الأضحية؟
إن الأضحية شرعت من الله سبحانه وتعالى لمن استطاع إليها سبيلًا، وهي من العبادات التي تقرب بين العبد وربه وتقوي الصلة بينهما، والجدير بالذكر أن الذبح ليس فرضًا ولكنه تقربًا من الله، ودليل على الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى على ما أنعم علينا به.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف “ما عمل آدميٌّ من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراقِ الدَّمِّ، وإنَّهُ ليأتي يومَ القيامةِ بقرونِها وأشعارها وأظلافها، وإنَّ الدمَ ليقعُ من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطِيبوا بها نفسًا”]رواه البخاري[.
في ذلك الحديث دليل على أن هذا العمل له الفضل الكبير والثواب العظيم عند الله سبحانه وتعالى، فيقول صلى الله عليه وسلم أن هذه الذبيحة تأتي يوم القيامة وهي كاملة وتكون هي المركبة التي يركب عليها العبد على الصراط المستقيم.
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم يذكر أنه قام بالأضحية 10 مرات في المدينة، فإن اتباع سنة النبي فيها أجر وثواب كبير.
الحيوانات المحرم ذبحها وأكلها في الإسلام
في إطار الاستجابة إلى حدد أنواع الذبائح المشروعة، دعونا نتعرف أكثر إلى أنواع الحيوانات التي حرم الله سبحانه وتعالى أكلها وذبحها، فمن الجدير بالذكر أن الأصل في الحيوانات هو الإباحة إلا ما تم تحريمه مثل:
- الخنزير.
- البغال.
- الحمير.
- الخيول.
- كل السباع التي لها ناب.
- كل الطيور التي لها مخالب.
كما حرم الله سبحانه وتعالى أكل الحيوانات الميتة وشرب الدم، فقال في كتابه الكريم: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ” [المائدة: 3].
ففي هذه الآية الكريمة دليل واضح وصريح على تحريم أكل ما سبق ذكره، وإن الله عز وجل له الحكمة في تحريم تلك الأشياء، فقد حرم الله تلك الأشياء حرصًا على صحة المسلم، وعلى ألا يلحق به أي ضرر.
فالله عز وجل خالق كل شيء ويعلم ما ينفع وما يضر، لذلك لا بد من إطاعة أوامره دون شك أو تردد، فالله لا يريد إلحاق الأذى بنا.
إن الله أحل لنا الذبح وأكل الكثير من اللحوم وهذا فضل من الله علينا، كما أنه حرم البعض منها، وكل ذلك لحكمة يعلمها ولا بد اتباع أوامره وطاعته طاعة عمياء، فالله عالم الغيب والشهادة وهو لا يوجهنا إلا للخير.