الأم والطفلالحمل والولادة

خطورة ولادة التوأم في الشهر الثامن

هل فعلًا خطورة ولادة التوأم في الشهر الثامن كبيرة؟ وفيما تتمثل تلك الخطورة؟ من المتعارف عليه أن كل ما هو معاكس للطبيعة التي فطرنا الله عليها هو خطر متراوح القوىَ، والمرأة بمجرد أن تحمل في أحشائها طفلًا يصبح هو محور الكون لها ويزداد خوفها عليه يومًا بعد يوم، وهذا هو السبب الرئيسي في عرض موقع البلد لكل ما يخص مخاطر ولادة التوأم المبكرة وخاصةً في الشهر الثامن.

خطورة ولادة التوأم في الشهر الثامن

إن خطورة ولادة التوأم في الشهر الثامن تكمن في ولادة الطفلين في حالة من الضعف وعدم اكتمال النمو، مما يعرض حياتهما إلى الخطر وطول الفترة التي يقضونها في الحضّانة لكي يكتمل نموهم، وللتوضيح أكثر يمكننا قول بأن المرأة الحامل تتغذى وتحافظ على قوتها وصحتها لكي تذهب الفائدة إلى الجنين بنسبة مئة بالمئة في حال كان منفردًا.

من الطبيعي جدًا هنا أن يختلف هذا الأمر وتتمرد الطبيعة على الوضع المسلم به في حالات الحمل بتوأم، فإن غذاء المرأة الحامل وقوتها هنا تقسم على طفلين أي بنسبة خمسين بالمئة فقط لكل من الطفلين، وبهذا تتضح لدينا مدى خطورة ولادة التوأم في الشهر الثامن بالذات، فإن وضعهم من دون أي شيء ضعيف فما بال الأم الحامل بولادتهم مبكرًا.

عادة ما يتم اطلاق اسم الولادة المبكرة المتوسطة على الولادة خلال الشهر الثامن من الحمل، حيث يكون نمو جسد الجنين مكتملًا من حيث الطول والوزن الطبيعي للطفل المكتمل النمو، ولكن قصور النمو في الجهاز التنفسي هو المشكلة الحقيقية، حيث إنه لا يكتمل نموه إلا في الأسابيع الأخيرة من فترة الحمل.

هذا إلى جانب عدم اكتمال نمو الجهاز المناعي لدى الجنين، حيث تبدأ الأجسام المضادة في المرور من الأم إلى جنينها خلال الشهر الثامن من شهور الحمل، وهنا يحتاج الأجنة التوأم إلى البقاء في الحضّانة لفترة تتراوح فيما بين سبعة أيام وحتى عشرة أيام، لتحفيز الجهاز التنفسي على استكمال نموه بشكل طبيعي وتجاوز هذه المشكلة.

كما أن ولادة التوأم في الشهر الثامن قد تنتج عنه مشاكل أخرى صحية على المدى القريب أو البعيد، ومن بين هذه المشاكل الصحية:

  • الإصابة بالقناة الشريانية المفتوحة وهي عيب خلقي يصيب القلب.
  • انقطاع التنفس وتباطؤ معدل نبضات القلب.
  • الإصابة بالتهاب رئوي.
  • ظهور بعض الاضطرابات في العين أو الأذن.
  • إصابة الطفل بالتهاب في الأمعاء بعد مرور أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على ولادته.
  • الإصابة باليرقان.
  • حدوث شلل في الدماغ.
  • الإصابة بفقر في الدم.
  • حدوث نزيف وتراكم للسوائل في الدماغ.
  • الإصابة بالتهاب السحايا.
  • الإصابة باعتلال في الشبكية.
  • حدوث خلل في النسيج القصبي الرئوي.
  • ظهور مشاكل تتعلق بصحة الفم والأسنان.
  • ملاحظة بعض الاضطرابات في سلوك وإدراك الطفل فيما بعد.

أعراض ولادة التوأم في الشهر الثامن

في إطار الحديث عن مدى خطورة ولادة التوأم في الشهر الثامن يجب أن نوضح للأم الحامل، كافة الأعراض الدالة على الولادة المبكرة خلال الشهر الثامن لكي يتثنى لها معالجة الوضع في الحال، وتلك الأعراض تتلخص في:

  • الإحساس بضغط في منطقة الحوض حيث تشعر الحامل بأن التوأم يحاولان الخروج.
  • ملاحظة تغيرات في طبيعة الإفرازات المهبلية حيث تزداد الإفرازات والسوائل بمعدل كبير من دون توقف.
  • الشعور بألم طفيف في منطقة أسفل الظهر.
  • حدوث انقباضات مفاجئة مع وجود فاصل زمني قصير بينها يقدر بعشر دقائق تقريبًا.
  • الشعور بتشنجات أو تقلصات مشابهة لتقلصات الدورة الشهرية.
  • الشعور بألم في البطن أحيانًا ما يكون مصحوبًا بإسهال قوي.

أسباب وعوامل خطر ولادة التوأم في الثامن

ربما تكون ولادة الأم للتوأم مبكرًا خلال الشهر الثامن نتيجة لسبب محدد بالإضافة إلى وجود بعض العوامل الأخرى التي تدعم حدوث ذلك، ومن بين أشهر أسباب وعوامل خطر الولادة في الشهر الثامن:

  • إصابة المرأة الحامل بارتفاع في ضغط الدم.
  • الإصابة بمرض السكر أو بسكر الحمل.
  • استنشاق الأم الحامل لدخان التبغ بكثرة.
  • التدخين خلال الحمل.
  • الحمل بتوأم ثنائي أو توأم ثلاثي.
  • وجود تاريخ سابق للولادة المبكرة بالنسبة إلى الأم الحامل.

التغذية الصحيحة للحامل بتوأم في الشهر الثامن

إن محافظة المرأة الحامل على صحتها تلعب دورًا محوريًا في وقايتها من خطورة ولادة التوأم في الشهر الثامن، ومن المتعارف عليه أن حفاظ الحال على صحتها يبدأ من حرصها على تناول الغذاء السليم وبعدها عن الأطعمة الضارة، وفيما يلي تعريفًا بالأطعمة المفيدة والضارة للحامل:

1- الأطعمة المفيدة

هناك الكثير من أنواع الأطعمة المتوفرة في كل منزل من شأنها أن تحافظ على صحة المرأة الحامل وتمد جسمها بما يحتاج إليه، ومن الأمثلة على أنواع هذه الأطعمة:

1- مصادر الحديد وفيتامين ب 12

إن الحديد يمثل دورًا رئيسيًا من الهيموجلوبين وهو الصبغ الحامل لكل من الأكسجين والبروتين في خلايا الدم الحمراء ومنها يصل إلى سائر الجسم، لذا يحتاج الإنسان عامةً والحامل في الشهر الثامن بتوأم خاصةً إلى نسبة كبيرة من عنصر الحديد لكي يحارب الجسم احتمالية إصابته بفقر الدم، وتجنيب المرأة الحامل خطر التعرض للتعب والهياج والاكتئاب أثناء الحمل بالإضافة إلى ولادة طفل ناقص الوزن أو الولادة قبل موعدها.

من الواجب على المرأة الحامل التأكد أولًا من أن الطعام الذي تتناوله يحتوي على نسبة غير قليلة من عنصر الحديد وفيتامين ب 12، ومن أمثلة الأطعمة الغنية بالحديد الخضروات ذات الأوراق الخضراء كالسبانخ والملوخية، وكذلك اللحوم الحمراء والعدس والبقوليات والدجاج واللحوم الحمراء.

هذا بالنسبة إلى الأغذية التي تعد مصدرًا هامًا للحديد أما الأغذية التي تحتوي على فيتامين ب 12 فهي اللبن البقري والدجاج ومنتجات الألبان ومشتقاتها، وكذلك البيض والأسماك الزيتية مثل السردين والتونة.

2- مصادر الكربوهيدرات المفيدة

في ظل الحديث عن خطورة ولادة التوأم في الشهر الثامن بالنسبة إلى السيدات الحوامل، أن نشير إلى أهمية حصول جسم الحامل على الكربوهيدرات الجيدة، ويمكن الحصول على الكربوهيدرات الصحية من خلال تناول الذرة والحبوب الكاملة والبطاطا والأرز البني والخبز البني والبذور والبقوليات والشوفان والمكسرات.

جدير بالذكر أيضًا أنه من الضروري جدًا الحفاظ على توازن نسبة ومستوى السكر في الدم، ويتم ذلك من خلال تعويض الجسم عن تناول الحبوب المكررة أو سريعة هضم بتناول أطعمة أخرى تحتوي على الكربوهيدرات الأكثر تعقيدًا، ولقد أكدت الدراسات الطبية أن هذا النمط الغذائي يعطي للحامل مستوى عالٍ من الطاقة والنشاط على مدار اليوم.

3- مصادر الأوميجا 3

بطبيعة الحال لا يستطيع الجسم أن ينتج أحماض الأوميجا 3 بنفسه لذا هو يحتاج باستمرار إلى الحصول على أحماض أوميجا 3 من عدة مصادر غذائية مثل المصادر النباتية، وهي تتمثل في بذور الكتان والجوز وفول الصويا والخضروات الورقية كالسبانخ.

هذا إلى جانب الأسماك الزيتية مثل التونة وسمكة السلمون، كما تعلب الأوميجا 3 دورًا حيويًا في تحسين الحالة المزاجية لدى الحامل.

2- الأطعمة الضارة

كما توجد أطعمة تفيد المرأة الحامل، والتي تجنبها شر التعرض إلى خطورة ولادة التوأم في الشهر الثامن من الحمل، توجد في المقابل أطعمة تتناولها المرأة من دون أن تعرف أنها تحفز هذا الخطر وترفع من احتماليات حدوثه، ومن بين أنواع هذه الأطعمة:

  • الأطعمة النيئة أو الغير مطبوخة وذلك لأنه يتسبب في إصابة الحامل بداء الليستريات وهو عبارة عن عدوى بكتيرية تنتقل إلى الأمعاء من خلال الطعام.
  • بعض أنواع الأسماك مثل سمك القرش وسمك القرميد وسمك الإسقمري وذلك لاحتواء تلك الأنواع من الأسماك على نسبة علية جدًا من عنصر الزئبق.
  • المنتجات التي تحتوي على نسبة من الجلوتين وذلك بالنسبة على الحوامل اللاتي يعانين من حساسية القمح.
  • منتجات الألبان والأجبان الغير مبسترة كالجبن الطري لكونهما يتسببان في الإصابة بداء المقوسات.
  • الأطعمة الحارة والأطعمة المقلية لكونها تزيد من حرقة المعدة.
  • المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين مثل القهوة أو الشاي أو المياه الغازية حيث إنها تتسبب في تفاقم نوبات الإمساك لدى الحامل.
  • البيض النيء وهذا لأنه يحتوي على بكتيريا السالمونيلا التي تتسبب في إصابة الحامل بتسمم الحمل.
  • التدخين والمشروبات الكحولية بأنواعهما.
  • الكبد واللحوم الباردة حيث يحظر تمامًا على الحامل تناولهما خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، وذلك لأنهما يحتويان على البكتيريا التي ترفع من معدلات خطر الإصابة بداء الليستريات وداء المقوسات أيضًا.

نصائح عامة للحامل في توأم

لا يجب أن يكون الحديث عن الحمل في توأم ولادته المبكرة خلال الشهر الثامن سببًا ينسينا تقديم نصائح عامة لكل امرأة تأكدت من حملها في توأم، حيث إن المرأة الحامل تحتاج إلى عناية فائقة وخاصة بدءًا من اليوم الأول في الحمل حتى وضع الطفل بسلام، وعلى كل سيدة حامل وخاصةً في توأم اتباع النصائح الآتية:

  • ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة كل يوم لمدة ثلاثون دقيقة مثل رياضة المشي.
  • ممارسة تمارين اليوجا والاسترخاء للحد من صعوبات النوم.
  • الحرص على تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة منخفضة من السكريات والأملاح والدهون.
  • الحرص على تناول وجبة الإفطار يوميًا مع ضرورة احتوائها على جميع العناصر الغذائية الضرورية.
  • تجنب تناول الحبوب المكررة وكذلك النشويات التي توجد في الخبز الأبيض والبسكويت.
  • الإكثار من تناول الأطعمة التي تعد مصدرًا للبروتين.
  • البعد عن التدخين أو شرب الكحول.
  • تجنب استخدام السكرين أو المحليات العشبية.
  • تجنب النزول إلى أحواض الاستحمام الساخنة أو الدخول إلى غرف الساونا.
  • تجنب السفر في رحلات طويلة سواءً كانت بالسيارة أو بالطائرة.
  • البعد عن مصادر القلق والتوتر النفسي والضغط العصبي.
  • حظر استخدام أي عقار دوائي من دون أخذ الإذن من الطبيب.
  • تجنب ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي.
  • تجنب ارتداء الملابس الضيقة والحرص على ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة.
  • البعد عن فكرة الوقوف لفترات طويلة.
  • الحرص على أخذ قسط كافٍ من الراحة والاسترخاء.
  • حظر تناول المشروبات المنبهة.
  • شرب كمية وفيرة من الماء خلال اليوم.
  • دهن الثديين وتدليك الحلمتين يوميًا باستخدام زيت الزيتون وزيت اللوز الدافئ.
  • تناول الوجبات الخفيفة الصحية كل ساعتين.
  • تغيير وضعية لجلوس وعدم البقاء على نفس الوضعية لمدة كبيرة.

عرفنا مدى خطورة ولادة التوأم في الشهر الثامن، ويجب أن ننوه بأن المرأة إذا ما شعرت بأعراض الولادة السالف ذكرها خلال الشهر الثامن، أن تتوجه إلى الطبيب المتابع لحالتها على الفور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى