متى رأس السنة الأمازيغية بالمغرب؟ ومن هم شعب الأمازيغ؟ طبيعة العالم أنه يتكون من بلاد متفرقة وشعوب مختلفة ولكل شعب ثقافته ولغته واحتفالاته الخاصة والمختلفة عن باقي الشعوب المتواجدة حوله، حتى أنه يمكن أن يتواجد في شعب واحد ثقافتين مختلفتين، ومن خلال موقع البلد سنوضح بعض المعلومات عن الشعوب الأمازيغية، ومتى رأس السنة الأمازيغية بالمغرب؟
متى رأس السنة الأمازيغية بالمغرب؟
إن منذ بداية رأس السنة الجديدة وبدأ الأمازيغ في إعداد أنفسهم للاحتفال برأس السنة الأمازغية والتي هي وفي أغلب الأحوال تصادف كل رأس سنة ميلادية، لذا بدأ شعب الأمازيغ الموجودين في دولة المغرب مع شعوب الأمازيغ من دول الجزائر وتونس وأجزاء من دولة مصر منذ بداية شهر يناير أو تحديدًا منذ يوم 12 من يناير بالاحتفال برأس السنة الميلادية أو ما يطلق عليها “بأيض يناير”.
كما أن احتفال رأس السنة الأمازيغية في المغرب يكون في ميعاد ثابت كل سنة وهو يوم 13 من يناير ولكن الحكومة المغربية لم تقم بتحديد هذا اليوم كيوم عطلة رسمية رغم كل المطالبات التي يقومون بها الأمازيغ المغاربة، خلال تحديد متى رأس السنة الأمازيغية بالمغرب؟
من هم شعب الأمازيغ؟
يقول بعض الباحثين في الثقافة الأمازيغية أن الأمازيغ قد سكنوا بلاد شمال أفريقيا منذ قديم الزمن أو بداية عصر الإمبراطورية الرومانية أي إنهم السكان الأصليون لدول شمال أفريقيا المغرب والجزائر وتونس ومصر وعلى الرغم من ذلك فهم مازالوا محافظين على اللغة والثقافة الخاصة بهم والتي تختلف كثيرًا عن الثقافة العربية رغم أن ديانتهم أو ديانة معظمهم هي الإسلام.
كما يمكن أن نقدر عدد الشعوب الأمازيغ بين 20 إلى 50 مليون نسمة من سكان شمال افريقيا ويتواجدون بكثرة في الجزائر والمغرب وتونس لكن لا يتواجد الكثير منهم في مصر، كما يتواجد بعض الأمازيغ في دول أوروبا ويتراوح عددهم من 2 إلى 4 مليون إنسان أمازيغي مغترب.
يتحدث الأمازيغ لغة مختلفة عن العرب وتدعى باسم “تمازيغت” وتتكون هذه اللغة من العديد من اللهجات فلكل منطقة تحتوي على عائلات أمازيغية لهجة مختلفة عن المناطق الأخرى وتنفرد كل لهجة بمفرداتها وقواعدها، ولكن لا يمكن استخدام تلك اللهجات في الكتابة ماعدا اللهجة التي يتحدث بها مجموعة من الأمازيغ تدعى بالطوارق.
ما هي رأس السنة الأمازيغية؟
في نطاق الإجابة على متى رأس السنة الأمازيغية بالمغرب؟ يجدر بنا ذكر طبيعة ذلك الاحتفال وسببه، فيذكر بعض الباحثين المتخصصين في ثقافة الأمازيغ في أبحاثهم أن تلك الاحتفالات كانت في الأساس عبارة عن احتفال الفلاحين بنهاية السنة الزراعية واستقبالهم لسنة زراعية جديدة لذا كان يُطلق عليها السنة الفلاحية.
لكن هناك بعض المؤرخين الذين يقولون إن تاريخ الاحتفال يعود ليوم انتصار الملك الأمازيغي أو الزعيم الأمازيغي “شاشناق” على ملك مصر “رمسيس الثاني” في المعركة التي قامت على ضفاف النيل في مصر سنة 950 قبل الميلاد.
لكن أكثر الأقوال انتشارًا هي أن أصل تلك الاحتفالات ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ والسبب في هذا الاحتفال كما قالت الحكايات والأساطير الشعبية القديمة في شمال افريقيا هو إحياء الربط بين شعوب الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها.
كما أشار الكثير من الباحثين إلى أن الاحتفال بأيض يناير لا يقوم على أساس ديني او عرقي ولا يرمز إلا للعلاقة القوية بين شعب الأمازيغ والأرض، ويشير احتفال الأمازيغ برأس السنة الأمازيغية أو ما يعرف بأيض يناير أيضًا إلى التفاؤل بقدوم سنة جديدة ونزول الأمطار الغزيرة مما يؤدي إلى وفرة كبير في المحصول الزراعي.
بالإضافة إلى أنه يشير إلى ربطهم بثروة الأرض، لذا يطلق على احتفالات رأس السنة الأمازيغية بالاحتفال بعيد الطبيعة والنهضة والثروة الزراعية الوفيرة.
كيف يحتفل شعب الأمازيغ في المغرب برأس السنة الأمازيغية؟
في سياق الإجابة على سؤال متى رأس السنة الأمازيغية 2024 بالمغرب؟ يمكن أن نتعرف على بعض عادات وتقاليد العائلات المغربية الأمازيغية في الاحتفال بأيض يناير، وذلك من خلال اتباع ما يلي:
- يقوم الشعوب الأمازيغية في المغرب يوم 13 من يناير بوضع القصب في الحقول دلالة على انتظارهم للحصول من السنة الزراعية الجديدة على محاصيل أكثر من السنة السابقة.
- كما يقوم الأمازيغ المحتفلون بأيض يناير بارتداء الملابس الجديدة كما يفعل المسلمون في أعيادهم.
- هناك بعض الناس يقومون بحلاقة رؤوسهم ولكن تلك العادة ليست منتشرة كثيرًا ولا يفعلها أيٍ من العائلات في المغرب.
- من العادات الأكثر انتشارًا التي يقوم بها جميع العائلات تقريبًا هي إخفاء نواة تمر في الطعام ومن يعثر عليها فقد عثر على الحظ طوال السنة الزراعية الجديدة ويطلق عليه اسم “أسعدي ناسكاس”.
- إن احتفالات تلك المناسبة تختلف من مكان لآخر ومن بلد لأخرى كما أشار بعض الباحثين في الثقافة الأمازيغية، ويشمل ذلك الاختلاف اختلاف الأطباق الخاصة التي يتم إعدادها للعشاء في ليلة الاحتفال.
- تقوم الكثير من العائلات المغربية بتحضير طبق عصيدة تكلا الذي يتكون بصفة أساسية من دقيق الشعير ودقيق الذرة كما يتم تزيينه بالفواكه الجافة أو بقطع من البيض المسلوق.
- كما أن هناك بعض العائلات تفضل طبق يدعى بإيمشيخن أو أوركمين وهو عبارة عن حساء يحضر بالعديد من المكونات المتنوعة مثل الحمص والشعير والعدس والأرز بالإضافة إلى الكرعين أي أقدام الخرفان أو البقر.
- هناك بعض العائلات المغربية لا تقوم بتحضير عصيدة التكلا في ليلة الاحتفال برأس السنة بل تميل إلى تحضير طبق الكسكسي بسبع خضار.
- كما أشار الباحثين أن كل الأطباق الأمازيغية التي يتم تحضيرها في تلك الليلة تتكون من مؤونة السنة الزراعية المنقضية حيث يرمز هذا الاحتفال في الأساس للاحتفال بعلاقة الأمازيغ بالأرض وبثرواتها.
- كما يشمل الاحتفال الكثير من العادات الاجتماعية مثل تبادل الزيارات العائلية وبين الأصدقاء الامازيغ حيث يساهم الاحتفال بتقوية العلاقات بين العائلات الامازيغية.
يمكن أن تتكون بلد واحدة من العديد من الثقافات المختلفة عن بعضها ولكل ثقافة منهم عاداتها وتقاليدها الخاصة بها، لذا يجب أن يحترم كل شعب ثقافة الشعب الآخر.
