قصص الإمام أحمد بن حنبل
قصص الإمام أحمد بن حنبل من القصص ذات المعجزات الربانية، الإمام أحمد بن حنبل هو محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان الشيباني وهو رابع أئمة المسلمين الأربعة وهم أبو حنيفة النعمان، والإمام مالك، والإمام الشافعي لذلك فاليوم ومن خلال موقع البلد سنتعرف على قصص الإمام أحمد بن حنبل.
قصص الإمام أحمد بن حنبل
يكنى الإمام أحمد بن حنبل بأبى عبد الله، وقال عنه الإمام الذهبي أنه كان عظيم الشأن في الحديث وفي الفقه، فالإمام أحمد بن حنبل رجل ألقي في قلبه الإيمان والخوف من الله وكان محبًا للعلم بشكل كبير.
ولد الإمام أحمد بن حنبل في مدينة بغداد في شهر ربيع الأول وكان ينتمي إلى قبيلة شيبان، رويت العديد من القصص التي حدثت مع الإمام أحمد بن حنبل سنعرضها عليكم فيما يلي في إطار موضوع قصص الإمام أحمد بن حنبل.
قصة الإمام أحمد بن حنبل والنمل
روى عبد الله ابن الإمام احمد بن حنبل هذه القصة حيث قال (رأيت أبي حرج على النمل أن يخرجوا من داره، فرأيت النمل قد خرجن بعد نملاً سوداً، فلم أرهم بعد ذلك)
ويوضح عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل أن أباه قد آذاه وجود النمل في البيت فقام باستغفار ربه فخرج النمل كله.
قصة الإمام أحمد بن حنبل والسجين
هذه القصة من قصص الإمام أحمد بن حنبل التي تعلمنا أن نثبت على الحق ولا نتبع الباطل في حياتنا وسنعرض لكم هذه القصة في إطار موضوع قصص الإمام أحمد بن حنبل.
قال الإمام أحمد بن حنبل حينما كان داخل السجن يعذبونه ولكنه كان يجاهد في وجه الظالمين (لست أُبالي بالحبس، ما هو ومنزلي إلا واحد، ولا قتلاً بالسيف إنما أخاف فتنة السَّوط) وقال (كنت أصلي بأهل السجن وأنا مقيد) روى عبد الله بن الإمام أحمد قصة والده في السجن وكيف كانوا يعذبونه ولم يترك طريق الحق حيث قال (كنت كثيراً أسمع والدي أحمد بن حنبل يقول: رحم الله أبا الهيثم، فقلت: من أبو الهيثم؟ قال: أبو الهيثم الحداد، لما مُدت يدي إلى العقاب، وأُخرجت للسياط، إذا أنا بإنسان يجذب ثوبي من ورائي ويقول لي: تعرفني؟ قلت: لا. قال: أنا أبو الهيثم العيار، اللص الطرار، مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني ضُربت ثمانية عشر ألف سوط بالتفاريق، وصبرت في ذلك على طاعة الشيطان لأجل الدنيا، فاصبر أنت في طاعة الرحمن لأجل الدين”)
توضح هذه القصة صبر الإمام أحمد بن حنبل على عقيدته الصحيحة والمجاهدة في الدين ويقول إن هناك رجل يسمى بن الهيثم أمسك به وهو ذاهب حتى يجلدوه بالسوط فقال له أبو الهيثم لقد جلدت كثيرًا وصبرت على طاعة الشيطان لأجل الحياة الدنيا فاصبر أنت يا بن حنبل على الدين في طاعة الله.
قصة أحمد بن حنبل مع الجن
من قصص الإمام أحمد بن حنبل قصته مع الجن الذي مس الجارية وهي من القصص التي تدل على عظم شأن الإمام احمد بن حنبل عند الله تعالى.
روي عن الإمام أحمد بن حنبل قصة الجارية التي أصابها مس من الجن فأصيبت بالصرع فأرسل الخليفة للإمام احمد بن حنبل وهو في مسجده أن يأتي ليراها ويعالجها من هذا المس فخرج الإمام أحمد بن حنبل مع الرسول وأخذ معه نعله الخشبي الذي يتوضأ به.
وأخبر صاحبه أن يذهب إليها ويجلس عند رأسها ويقول للجن أن الإمام أحمد يأمرك أن تخرج من الجارية أو تذرب بهذا النعل سبعين مرة فقال له الجن على لسان السيدة السمع والطاعة، لو أمرنا أحمد آلا نقيم بالعراق ما أقمنا به.
وبعد أن مات الإمام أحمد بن حنبل مس الجن الجارية مرة أخرى وأرسلوا لصاحبه فقال له الجن على لسان الجارية لن أطيعك ولكن أحمد بن حنبل أطاع الله فأمرنا بطاعته.
قصة الإمام أحمد بن حنبل والأم المقعدة
روى بن عباس الدوري هذه القصة التي تدل على تقوى وإيمان الإمام أحمد بن حنبل وحب الله له، حيث ذهب رجل أمه مقعدة إلى الإمام أحمد بن حنبل ليطلب منه أن يدعوا لها فغضب الإمام وقال نحن أحوج أن تدعوا الله لنا ودعا لها.
حينما عاد الرجل المنزل وجد أن أمه قد استطاعت أن تمشي مجددًا وروى هذه الواقعة ثقتان بن عباس في كتاب سير أعلام النبلاء (قال عباس الدوري: حدثنا علي بن أبي فزارة جارنا قال: كانت أمي مقعدة من نحو عشرين سنة فقالت لي يومًا: اذهب إلى أحمد بن حنبل فسله أن يدعو لي، فأتيت فدققت عليه وهو في دهليزه فقال: من هذا؟ قلت: رجل سألتني أمي وهي مقعدة أن أسألك الدعاء فسمعت كلامه كلام رجل مغضب فقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا، فوليت منصرفًا فخرجت عجوز فقالت: قد تركته يدعو لها، فجئت إلى بيتنا ودققت الباب فخرجت أمي على رجليها تمشي)
قصة الحريق وثوب الإمام أحمد بن حنبل
(قالت فاطمة بنت أحمد بن حنبل: وقع حريق في بيت أخي صالح، وكان قد تزوج بفتاة، فحملوا إليه جهازا بأربعة آلاف دينار، فأكلته النار فجعل صالح يقول: ما غمني ما ذهب، إلا ثوب لأبي، كان يصلي فيه، أتبرك به، وأصلي فيه، فقالت: فيطفئ الحريق، ودخلوا فوجدوا الثوب على سرير، قد أكلت النار ما حوله وسلم)
روت لنا هذه القصة ابنة الإمام أحمد بن حنبل وتحكي أن أخيها قد تزوج فتاة وحدث حريق في منزلهما وكان المنزل غالي الثمن فحينما دخلوا إلى البيت وجدوا أن كل شيء قد احترق عدا ثوب الإمام أحمد بن حنبل.
قصة الحريق وورقة الإمام أحمد بن حنبل
روى لنا بن الجوزي عن نشوب حريق كبير التهم كل شيء في مكتبته إلا ورقة كانت بخط الإمام أحمد بن حنبل ويروي حين وقع الغرق في بغداد غرقت كل كتبه إلا مجلد واحد من الكتب كان مكتوبًا في ورقتان بخط الإمام أحمد بن حنبل.
يروي لنا بن الجوزي بالشكل التالي (قال ابن الجوزي وبلغني عن قاضي القضاة علي بن الحسين الزينبي أن حريقاً وقع في دارهم، فأحرق ما فيها إلا كتاباً كان فيه شيء بخط الإمام أحمد)
قال أيضًا: (ولما وقع الغرق ببغداد في سنة 544، وغرقت كتبي، سلم لي مجلد فيه ورقتان بخط الإمام أحمد)
قصة الإمام أحمد بن حنبل مع فتنة المعتزلة
هذه القصة من القصص المشهورة عن الإمام أحمد بن حنبل حيث كان الإمام في أحد الأيام صاعدًا على المنبر يخطب في الناس حينما قاطعه أحد الجالسين وهو من المعتزلة وكان يريد أن يفتن الناس.
قال لأحمد بن حنبل سيدنا الإمام، ما رأيك في القرآن، أهو مخلوق أو غير مخلوق؟ فصمت الإمام أحمد بن حنبل يفكر قليلًا ولم يخش الفتنة في قول الحق وقال له إن القرآن ليس بمخلوق لأن المخلوق فانٍ، وحاشا لكتاب الله أن يعد في الفانين.
بعد هذا ذهب ذلك الرجل لينشر الفتنة بين الناس وينشر أن الإمام قد أخطأ لأنه كان يريد أن ينشر مذهب المعتزلة وبالفعل وقعت الفتنة بين الناس واقنع المعتزلة الخليفة بمذهبهم فقام باعتقال الإمام احمد بن حنبل وكل من يعتقد أن القرآن ليس بمخلوق وقام الخليفة بتعذيب الإمام أحمد بن حنبل أشد أنواع العذاب ومات الرجل وبالرغم من ذلك لم يتراجع الإمام عن قول الحق.
الإمام أحمد بن حنبل هو قدوة ومذهب لجميع المسلمين وهذه القصص التي ذكرت عن الإمام تعرفنا مدى إخلاصه وحب الله جل وعلا له فعلينا ألا نستمع للآراء التي تطعن في الإمام.