شخصيات ودول

خيري شلبي شيخ الحكائين

خيري شلبي الأديب الكبير من أفضل رواد فن الرواية الحديثة، بل إنه يمثل مدرسة مستقلة بذاته، في الكتابة المسرحية كان له باع طويل فيه، وهو شيخ الحكائين وكاتب المهمشين، وتد الرواية المصرية، وهو القراء قبل الكاتب، وخير من كتب عن الريف، وعميد مدرسة الفانتازيا، وأول من أبدع فن الواقعية السحرية في الرواية العربية.

كما أنه هو الذي قال عنه نجيب محفوظ عندما سأله أحد الصحفيين: لماذا لم يكتب عن الريف، رد: “كيف أكتب عن الريف وخيرى شلبي موجود”.

خيري شلبي

هو نجم ساطع من نجوم الرواية العربية والعمل الأدبي بصفة عامة، ولد في آخر يوم من شهر يناير لعام 1938م، بقرية شباس عمير مركز قلين بمحافظة كفر الشيخ – جمهورية مصر العربية.
توفي في التاسع من سبتمبر لعام 2011م، عن عمر يقارب الثالثة والسبعين، تاركًا لنا مكتبة ذاخرة تثري المكتبة العربية بأعمال باقيةٍ ما بقي اللسان العربي.

بدايات خيري شلبي

بدأ في فترة السبعينيات من القرن الماضي كباحثٍ في المسرح، حين حقق  200 مسرحية من القرن التاسع عشر والقرن العشرون لم يلتفت إليها أحد المحققين قبلًا، بعضها تم تنفيذه وبعضها من المسرح العصي عن التنفيذ، منهم رواية للزعيم مصطفى كامل تسمى: “فتح الأندلس”، ومسرحية للشيخ أمين الخولي.

فن البورتريه الأدبي لدى خيري شلبي

ابتدع الأديب خيري شلبي في الصحافة لونًا جديدًا من الكتابة الأدبية الرائعة، كانت موجودةً من قبل في الصحافة العالمية، لكنه أحياه من جديد، وهو ببساطة أنه يرسم صورة عن شخصية ما محددًا كل تفاصيلها الخارجية والمكنونة، وقد أصدر عن هذه الطريقة الفنية قرابة المئتان شخصية، وصدر له ثلاثة كتب عن هذا الفن هي:

  • أعيان مصر.
  • صحبة العشاق.
  • فرسان الضحك.

المناصب التي تقلدها خيري شلبي

تولى خيري شلبي عدة مناصب في حياته العملية، أهمها:

  • رئيس تحرير مجلة الشعر.
  • رئيس تحرير سلسلة مكتبات الدراسات الشعبية الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
  • أستاذ للفنون المسرحية ومدرس لفنون المسرح المعاصر.

أعمال خيري شلبي النقدية  

لخيري شلبي نتاجٌ كبيرٌ في النقد الأدبي الحديث والبنيوي ونظرية الأدب، ومن أعماله:

  • غذاء الملكات.
  • مؤرخو مصر الإسلامية.
  • لطائف اللطائف.
  • أبو حيان التوحيدي.

أعمال خيري شلبي تحولت لأفلام

الكثير من أعمال الروائي خيري شلبي تم تحويلها لأفلام، ونجحت نجاح باهر، مثل:

  • فيلم “الشطار” مع المخرج نادر جلال.
  • فيلم “سارق الفرح” مع المخرج داود عبد السيد.
  • مسلسل “الوتد” من إخراج أحمد النحاس.
  • مسلسل “الكومي” عن ثلاثية الأمالي من إخراج محمد راضي.
  • مسلسل “وكالة عطية” المأخوذة عن روايته التي تحمل نفس الاسم.

روايات خيري شلبي

تم طباعة عدد كبير جدًا من الروايات للروائي خيري شلبي، نحو:

  • رواية “السنيورة”.
  • رواية “الأوباش”.
  • رواية “الشطار”.
  • رواية “الوتد”.
  • رواية “العراوى”.
  • رواية “فرعان من الصبار”.
  • رواية “موال البيات والنوم”.
  • ثلاثية روايات الأمالي “أولنا ولد، وثانينا الكومي، وثالثنا الورق”.
  • رواية “بغلة العرش”.
  • رواية “لحس العتب”.
  • رواية “منامات عم أحمد السماك”.
  • رواية “موت عباءة”.
  • رواية “بطن البقرة”.
  • رواية “صهاريج اللؤلؤ”.
  • رواية “نعناع الجناين”.
  • رواية “صالح هيصة”.
  • رواية “نسف الأدمغة”.
  • رواية “زهرة الخشخاش”.
  • رواية “وكالة عطية”.
  • رواية “صحراء المماليك”.
  • رواية “إسطاسية”.

روايات خيري شلبي التي تم ترجمتها

تمت ترجمة أغلب روايات خيري شلبي لعدة لغات مثل الإنجليزية والروسية والصينية والفرنسية والإيطالية، مثل روايات:

  • الأوباش.
  • فرعان من الصبار.
  • صالح هيصة.
  • الوتد.
  • بطن البقرة.
  • وكالة عطية.

الجوائز التي حصل عليها خيري شلبي

حصل الأديب خيري شابي على عدة جوائز أهمها:

  • أفضل رواية عربية عن رواية “وكالة عطية” 1993م.
  • الجائزة الأولى لاتحاد الكتاب للتفوق عام 2002م.
  • جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن رواية “وكالة عطية” لعام 2003م.
  • جائزة أفضل كتاب عربي من معرض القاهرة للكتاب عن رواية “صهاريج اللؤلؤ” لعام 2002م.
  • جائزة الدولة التشجيعية في الآداب.
  • وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
  • جائزة الدولة التقديرية في الآداب.
  • كما رشحته مؤسسة “إمباسادورز” الكندية للحصول على جائزة نوبل للآداب.

رأي خيري شلبي في مسيرته الأدبية

يرى خيري شلبي أنه بدأ عمله الأدبي الفعلي بكتابة السيناريو، وفي ذلك قال: “كنت في البداية أكتب القصة القصيرة، ثم التحقت بمعهد السيناريو الذى أسسه صلاح أبو سيف، وتخرجت فيه بتقدير ممتاز، وعملت في كتابة السيناريو لسنوات وشاركت في الكتابة الدرامية لبرنامج حياتي وبرنامج الأدب وكتبت قصصًا ومسلسلات وأعددت ما يقرب من ألف تمثيلية لصوت العرب والبرنامج العام وإذاعة الشرق الأوسط.

كما أن لي أعمالًا كثيرةً جدًا مع إسلام فارس وأمين بسيوني وعادل جلال وزكريا شمس الدين وكمال سرحان.

لكني أدركت بعد ذلك أن السيناريو ليس طريقي، فالسيناريو يشاركني فيه كثيرون، مثل المخرج الذى لا ينفذ أكثر من نصف ما أحلم به للعمل، ومثل الممثل الذى يريد تغيير الكلام ليناسب ذوقه الرديء، وقد كنت أخطط لأن أكون كاتبًا مسرحيًا إلى أن ضُرب المسرح في عصر السادات فأحبط حلمي المسرحي.

لكني على أية حال أدركت أن الرواية هي التي تناسبني تمامًا، ففيها أعيد بناء العالم من جديد.

في النهاية أعترف بأن السيناريو ساعدني تمامًا في رسم الشخصيات الدرامية في رواياتي”.

رؤية خيري شلبي.. رواية الوتد ووكالة عطية نموذج

كما أنه أبدع في تمثيل الواقع بحذافيره، كما في رائعته “الوتد” التي تم نشرها في عام 2011، حيث يحاكي طبقة “أبناء المستورين” والريف البري والطبقة المطحونة، فمثلها بصورةٍ دقيقةٍ، مما جعله بحق لسان المهمشين، يمثل بصورٍ واقعيةٍ الحراك المجتمعي بين الطبقات والاحتكاك بينهم.

ومن المعروف أن هذه الرواية تم تجسيدها في التلفزيون، وهو من كتب السيناريو لها، حين عرضها حققت نجاح باهر.

كما أن هذه الرواية هي قصة حقيقية بكافة تفاصيلها، فالبطلة “الحاجة فاطمة تعلب” هي زوجة عم خيري  في قريته التي ترعرع فيها (شباس عمير)، وكانت سيدةً ذات شخصية قوية، وتأثر بها كثيرًا.

أما روايته الثانية معنا هي رواية “وكالة عطية” التي تم نشرها في عام 2008م، وهي أهم رواياته في مسيرته الأدبية، تتناول العوالم المخفية للبسطاء والمهمشين والمطحونين، هؤلاء الذين لا يراهم أحد فهم مخفيون خلف زجاج السيارات وجبال العشوائيات، تدور أحداث القصة في إحدى مدن الوجه البحري (دمنهور)، وتمتزج الأحداث بين الواقع والخيال إلى أن نصل للعقدة والحل على الحقيقة الصادمة.

من كلا الروايتين نستنبط الفلسفة والرؤية التي يتبعها خيري شلبي والحقائق الفنية التي يسعى خلفها، والجانب الذي ينحاز له.

مؤسس مدرسة الواقعية السحرية

من المميز لدى أسلوب خيري شلبي الروائي، الحرية والتجرد من القيود كأنه نحلةٌ تتنقل بين الأزهار لتنتج لنا روايةً متعددة الألوان فيها متعٌ للعقول، مستخدمًا الأحلام والخيال كبيئة خصبةٍ وقاعدة يُبني عليها البناء الحكائي.

فيبدأ القص خالبًا بالحلم الذي ينتاب شخصيةً رئيسيةً، أو بأحلام اليقظة التي يغرق فيها، لكنها ليست خرافية بالمعنى القديم فهي شبيهة للواقع، يقبلها الشخصيات بسهولة.

كتب في هذا اللون الأدبي خيري شلبي أكثر من ستين عملًا تنوع فيه ما بين الرواية الطويلة والقصة القصيرة، وساعده في ذلك الفيض الأدبي نهمه لمراقبة الأحوال وذاكرته القوية التي تختزل كل وقائع الحياة إلى صورةٍ حكائية.

بذلك نكون نقلنا لكم بعض اللمحات العابرة من عالم الأديب خيري شلبي، مع بعض الجوائز التي حصل عليها وبعض الأعمال التي قدمها، ونرجو أن نكون قد أفدناكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى