ثقف نفسك

سبب بناء سور الصين العظيم

سبب بناء سور الصين العظيم ينقسم إلى أمرين مختلفين، وهو من ضمن عجائب الدنيا السبع وفقًا لاستطلاع الرأي الدولي في عام 2007 م، وهو من أقدم البناءات في البشرية.

إضافةً إلى أنه أضخمها، وهو يعد المقصد السياحي الهام في دولة الصين حتى الآن للعديد من الزوار، لذا سوف نعرض من خلال موقع البلد سبب بناء سور الصين العظيم.

سبب بناء سور الصين العظيم

يعد سور الصين العظيم أعظم عمل معماري في تاريخ البشرية، حيث إنه أطول سور في العالم، وقد استغرق بناءه حوالي ألف سنة، وإلى وقتنا هذا هو من ضمن عجائب الدنيا السبعة.

فهو من الرموز الثقافية لدولة الصين، وفيما يلي سوف نتطرق إلى عرض السر وسبب بناء سور الصين العظيم، فهناك عوامل مختلفة وراء بنائه، والتي تتمثل في:

1ـ سبب بناء سور الصين العظيم العسكري

لم يكن سور الصين العظيم مجرد سور بسيط، فقد كان عبارة عن مشروع دفاعي متكامل، وذلك ما ظهر في الأعمال البحثية في التاريخ والتنقيب، فكان السبب الأول لبناء السور العظيم الصين هو اعتباره عامل دفاعي، فكان مكوّن من عدة حصون، للاحتماء من العدو.

بالإضافة إلى الأبراج المخصصة للمراقبة التي تساعد في مراقبة تحركات العدو، والتمكن من الدفاع عن البلاد، كما ساهم سور الصين العظيم من الناحية العسكرية في ربط أبراج المنارة مع بعضها، والممرات الإستراتيجية والحصون، فكان بمثابة خط دفاعي عسكري ضد الغزوات البدوية الشمالية.

أي أن الحاجة العسكرية في مراقبة العدو من على بعد، ونقل الإشارات إلى الجنود في الأبراج الخاصة بالمنارة هي السبب الوجيه العسكري في بناء سور الصين العظيم، بالإضافة إلى الحاجة لنقل الإمدادات للجنود يوميًا، كالأسلحة والطعام والشراب.

2ـ سبب بناء سور الصين العظيم الاقتصادي

لم يقتصر سبب بناء سور الصين العظيم على الهدف العسكري الدفاعي فقط، بل إن بنائه قد كان له هدف اقتصادي، فقد ساهم بناء ذلك السور في تعزيز الحالة الاقتصادية للبلاد، حيث عزز من التبادل الثقافي والتكامل الوطني بين الدول، خاصةً بين شعب هان وشعب الدول البدوية.

كما قد حافظ السهل المتواجد في جنوب السور العظيم على الاقتصاد الزراعي، في نفس الوقت الذي قامت فيه الدول البدوية بشمال السور بتربية الحيوانات، مما ساهم في تعزيز اقتصاد الدولة.

بنفس التوقيت كان هناك تبادل في السلع ما بين البلاد على طول سور الصين العظيم، فقد قام الناس ببيع الحبوب والقماش إلى البدو، وتم الاستيراد من القبائل البدوية الخيول، والمنتجات الحيوانية، كالخيوط والجلد.

إضافةً إلى ذلك فقد كان هناك تبادلات ثقافية جعلت هناك تكامل وطني وسياسي واقتصادي، وساهمت في زيادة التواصل بين الشعوب، كما كان سور الصين العظيم بمثابة حصن لطريق الحرير.

سور الصين العظيم

واحد من أعظم المقاصد السياحية في العالم لأنه أطول سور تم بناؤه في تاريخ البشرية، وبسبب موقعه الجغرافي المميز بين الجبال والوديان، وهو من أحد الإنجازات المعمارية والهندسية، ففي البداية كان عبارة عن أجزاء أولى من الطوب في القرن الثامن قبل الميلاد، كحصن كبير للصين، ومن ثم مدد الأباطرة السور بعد ذلك لحماية طريق الحرير.

حيث كانت دولة الصين مقسمة بدورها إلى ممالك وولايات مختلفة، وقد استمر تمديد السور لعدة سنين متتالية، ويوم إلى يوم أصبح بطوله الحالي الذي يبلغ 21.196 كم، ولم تصلنا أية معلومات حول اسم بانيه الحقيقي، إلا أنه يقال إن الإمبراطور تشين شي هوانغ Qin Shi Huang هو أول من بناه.

أما في حقيقة الأمر فقد شارك في بنائه العديد من البنوك والأباطرة طيلة السنين، كما قد كان هناك بعض الأناس من الشعب يشاركون في بناء السور، والآخرين يهتمون بالأمور الضرورية في الحياة.

كما قد سُمي في القدم بأنه أقدم مقبرة على الأرض؛ تحديدًا في عام 221 ق.م، وذلك لأن العديد من العمال قد لقوا حتفهم وتم دفنهم في مكان السور كجزء منه، وشارك أكثر من 300 ألف عامل في بنائه.

تطلب لإكمال بناء سور الصين العظيم أن تتدخل الأسرة الحاكمة هان في عام 202 قبل الميلاد لمد أجزاء أخرى من السور، ومن بعدها أسرة سوي، منذ عام 589 وحتى 618 قبل الميلاد.

من بعدها تدخل أسرة منغ الحاكمة في بناء السور في الفترة ما بين 1368 وحتى 1644 قبل الميلاد، وتم استبدال الأجزاء الطينية المتواجدة في السور بأجزاء من الطوب والحجارة، حتى أن بلغ طول السور 6.700 كم، ومن ثم شارك كل من الأسرات الحاكمة التالية في بنائه حتى وصل إلى طوله الحالي.

ارتفاع سور الصين العظيم

بعد التعرف على سبب بناء سور الصين العظيم وأنه كان جدارًا طويلًا للحراسة والدفاع، ويتكون من أبراج المنارة والمراقبة، فقد بلغ ارتفاع تلك الجدران حوالي 7.8 م، بينما تعد أعلى نقطة ارتفاع فيه هي 1439.3 مترًا، وتتواجد في هوانغلووا Huanglouwa.

بينما تقع أقل نقطة ارتفاع للسور في رأس التين القديم، أو ما يطلق عليه حاليًا لاولونغتو Laolongtou، وهو متواجد في منطقة شانهايغوان المتميزة بالمناظر الخلابة، وتتساوي تلك النقطة في ارتفاعها مع مستوى سطح البحر.

طول سور الصين العظيم

بعد التعرف على سبب بناء سور الصين العظيم نتطرق إلى عرض الأبحاث التي أوضحت طول السور، والتي امتدت لخمس سنوات متتالية، والتي أشادت بأن سور الصين العظيم يمتد حوالي 573 كيلو متر في بكين، ومن ضمن قياسات الطول 8851 كم غير موجودة.

يمر سور الصين العظيم بحوالي 156 مقاطعة، ومن ضمنها 10 محافظات، ويبلغ طوله فيها 8851.8 كيلو مترًا تقريبًا، من ضمنها 359.7 كيلو مترًا عبارة عن خنادق، وحوالي 2232.5 كيلو مترًا عبارة عن حواجز دفاعية طبيعية.

عمر سور الصين العظيم

يعد سور الصين العظيم واحد من المعجزات البشرية المعمارية والهندسية على الإطلاق، وهو البناء صاحب أطول وأضخم عملية بناء في الكون، حيث انضم كل العاملين والسكان في دولة الصين ببناءه، وذلك منذ عهد الأسرة الحاكمة تشين في 204 قبل الميلاد، أي أن عمر سور الصين أكثر من 2500 سنة.

مواصفات سور الصين العظيم

استرسالًا في الحديث عن سبب بناء سور الصين العظيم ومواصفاته، فيعبر السور دولة الصين من الصحراء في الشمال وحتى مصب بحر بوهاي الصيني، وهو متكون من مجموعة من التضاريس الجغرافية المعقدة؛ حيث يمر سور الصين العظيم بالخط الفاصل بين المناخ الجاف في الصين، والمناخ شبه الرطب.

فيبدو وكأنه خط فاصل بين المناطق الزراعية والصحراوية، كما أن سور الصين العظيم يمر بين مجموعة من الأنهار والجبال والتلال مما ساهم في اختلاف شكله المعماري في كل مرحلة من تاريخ بنائه، وكان للمواد الطبيعية المستخدمة في بنائه دور في التغير شكله.

فقد دخل في بناء سور الصين العظيم الحجارة والصفصاف، وذلك في توقيت بنائه بالصحراء لعدم وجود الطوب، أما في مرحلة بناء السور بمنطقة هضبة التراب، فدخل في بناء السور التراب المدكوك بالإضافة إلى الطوب، وقد قام البنّاء بتخصيص قناة لصرف المياه في أعلى السور من أجل دفع مياه المطر والتخلص منها، وحمايته.

من بنى سور الصين العظيم

لم يتواجد حتى الآن معلومة تاريخية توضح اسم الباني الحقيقي لسور الصين العظيم، حيث إنه قد شارك في بنائه العديد من سكان الشعب الصيني، أي قد انضمت كل مماليك الصين في بنائه، وكان تشين هوانغ قد أمر العمال والفلاحين والجنود، بالإضافة إلى العبيد والسجناء بالمشاركة في بناء السور.

حقيقة تدمير أجزاء من سور الصين العظيم

بالفعل قد قامت شركة تعدين الفحم في عام 2008 م بتدمير جزء من سور الصين العظيم، بطول يبلغ كيلومترًا واحدًا، تحديدًا في مقاطعة فوغو يولين بشمال شنشي، وذلك من أجل تسوية الأرض، وبدء البناء في ورشة عمل جديدة.

وفقًا لوكالة الأنباء الصينية فقد شهد القرويين ذلك المشهد المرعب والرهيب، وشعروا بالأسف حيال ذلك الأمر، إلا أنه لم يتمكن أحد من إيقاف ذلك الفعل الشنيع، حتى المسؤولين في مكاتب الحيّ، وذلك بسبب تهديد أصحاب الشركة لهم.

كما أن سور الصين العظيم قد لوحظ به بعض الكسور والتدمير الذي لا يذكر بشكل كبير، في أجزاء مختلفة بطوله، وذلك بسبب العوامل الطبيعية، والظروف المناخية وتغيرها، وعوامل التآكل.

حقائق مغلوطة عن سور الصين العظيم

وفقًا لأن سور الصين العظيم من أحد المنشآت المعمارية الهندسية العظيمة، فقد ظهر حوله بعض الحقائق الغير صحيحة، والتي تتمثل في:

1ـ لا يُعرف سور الصين العظيم بهذا الاسم في دولة الصين

إحدى المعلومات الخاطئة التي تتداول بين الناس، حيث يقول البعض إن السور لا يُسمى كذلك لدى الصينيين، حيث إن الصين منذ بداية نشأته في زمن قديم كان يُطلق عليه “سور الصين العظيم”.

من ثم بدأ الاسم يتغير فأضاف الصينيين صفة إلى اسم السور، ألا وهي الطويل، وليس العظيم ليصبح الاسم “سور الصين الطويل”.

2ـ يمكن رؤية سور الصين العظيم من الفضاء

إحدى المعلومات التي كان السبب وراء ظهورها هو روبرت ربلي، وهو رسام شهير قد حصل على ثروة كبيرة بسبب سلسلة Believe It Or Not، وقام بوصف الجدار بأنه الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتم رؤيته بالعين المجردة من على سطح القمر، وهي من المعلومات التي نفاها العديد من رواد الفضاء، إلا أن العبارة لازالت مقتبسة بين الناس.

3ـ لا يحتوي السور على جثث

إحدى المعلومات المغلوطة حول بناء سور الصين العظيم، ففي الأساطير والشائعات القديمة المتوارثة في الصين، أن هناك جثث عمّال قد تم دفنها في مكان السور.

4ـ تمكن السور من إيقاف كل الأعداء

من ضمن المعلومات الهامة عن السور هي أنه تم التمكن من تخطيه من قبل قبائل شمالية، وذلك في عام 1449 حيث عبر المغول وهزموا سلالة المينغ في الناحية الجنوبية من الجدار، وهو ما منع من فرصة إكمال بناء السور.

كما أنه بحلول عام 1644 قد تمكنت عشيرة مانشو بالسيطرة على السور، وذلك بعدما قام الجنرال المينغي بفتح البوابة الشرقية الواقعة أقصى سانغايوان لعبور الغزاة.

سور الصين العظيم من أعظم المباني المعمارية الهندسية منذ القدم، وقد تم بنائه لأسباب عسكرية، إلا أنه ساهم في تعزيز اقتصاد الدولة، فهو مقصد للزوار والسائحين من شتى مناحي الحياة.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى