علاقات

أشكال العنف ضد المرأة

أشكال العنف ضد المرأة أصبحت سلك منتشر في العديد من المجتمعات المختلفة، وأصبحت تلك القضية جديرة بالمناقشة حتى تكون محط نظر واهتمام كل مسؤول قادر على تقليص حجم تلك المشكلة، التي لها آثار سلبية على النساء الذين يتعرضن لأشكال العنف المختلفة.

ومن خلال هذا المقال سوف نتحدث عن أشكال العنف ضد المرأة بالإضافة إلى المحاور المختلفة لتلك القضية التي عانى منها الكثير من النساء في المجتمع، وكل ذلك من خلال موقع البلد.

أشكال العنف ضد المرأة

أشكال العنف ضد المرأة لا تأخذ منحنى واحد أو صورة واحدة، وإنما يتمثل العنف ضد المرأة في العديد من الأشكال والصور والتي منها

  • العنف الجسدي ويعد هذا النوع الأكثر شيوعًا من أشكال العنف ضد المرأة، وهو يشمل ممارسة القوة الجسدية على المرأة، ويكون ذلك من خلال التعامل بالأيدي أو بالأرجل أو باستخدام الأدوات التي من شأنها إلحاق الأذى بالمرأة.
  • العنف بالألفاظ أو ما يطلق عليه العنف اللفظي، وهو من الأنواع الشائعة أيضًا من بين أنواع العنف التي تتم ممارستها بشكل ملحوظ على المرأة، ويتمثل العنف اللفظي في الإساءة واستعمال القبيح من الكلام بهدف الإهانة مما يؤثر سلبًا على نفسية المرأة ويجعلها تشعر بالقلق والتوتر مع الإحساس ببعض أنواع الضيق والاكتئاب.
  • العنف النفسي ويوجد بينه وبين العنف الجسدي ارتباط وثيق، حيث أن كل امرأة تتعرض لعنف من النوع الجسدي وإلحاق ضرر وأذى جسدي بها يؤثر قطعًا بالسلب على صحتها النفسية وسلوكياتها.
  • والعديد من الطرق التي تمثل عنفًا نفسيًا على المرأة ومن بين صوره وأشكاله المحاولة من قبل بعض الأشخاص بإلحاق الوهن والضعف في ثقة المرأة بنفسها، أو الاستهانة بها وبشكلها، أو تهديدها، وكل صور العنف النفسي لها أثر سلبي على المرأة.
  • العنف الاقتصادي هو جعل المرأة لا تصل أو تحصل على الأموال إلا بقدر محدود جدًا، كما أن من بين صور العنف الاقتصادي عدم توفير الرعاية الصحية والجسدية للمرأة إلا في نطاق محدود، ومن بين صور العنف الاقتصادي عدم إتاحة الفرصة الكافية للمرأة حتى تعمل أو تتعلم، بالإضافة إلى عدم مشاركة المرأة في اتخاذ أي قرارات مالية.
  • كل ما سبق يعد من بين صور وأشكال العنف ضد المرأة والتي تختلف من بيئة إلى أخرى ومن مستوى اجتماعي إلى آخر.

الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى العنف ضد المرأة

من بين الدوافع والأسباب التي تؤدي بدورها إلى ظهور كافة صور وأشكال العنف ضد المرأة الأسباب التالية

  • الدوافع والأسباب الاجتماعية

وهي التي تعمل على تقليص دور المرأة ومساحتها وفرص حصولها على العمل والتعليم، كما أن الفكر الذي يستخدمه بعض الناس التي تمارس أشكال العنف المختلفة هو أن كل الخلافات مع المرأة لا تحل إلا بالشدة مما أدى ذلك إلى انتشار ظاهرة العنف ضد المرأة بشكل كبير.

  • أسباب نفسية

قد يرى الشخص العنف ظاهر في حياته منذ الصغر، ويراه في أسرته وفي طريقة التعامل معهم وبالتالي يطبقه وتظهر صور العنف المختلفة كسلوك طبيعي له.

  • الأسباب الاقتصادية

من بين الأسباب الرئيسية والأساسية الداعمة للعنف بكل صوره على المرأة هي الأسباب الاقتصادية، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك هو سوء أحوال الحياة والوضع المالي المتعسر، وفي بعض الأوقات ما تسرف فيه المرأة يجعلها عرضة للعنف.

ما هي النتائج والآثار المترتبة على العنف ضد المرأة

تعد تلك الظاهرة التي شاعت في المجتمع من الأمور التي لا تمر مرور الكرام بل لها عدة نتائج سلبية تتمثل في الآتي:

  • الأثر الصحي والنفسي ومن الممكن أن يتسبب العنف وخاصةً العنف الجسدي في إصابة المرأة بالآلام في مناطق الجسم المختلفة مثل الصداع في الرأس، أو الآلام في منطقة الظهر.
  • قد تصاب المرأة بالمحدودية في الحركة واعتلال الصحة الجسمية والنفسية لها بشكل عام.
  • قد تصاب المرأة بالعديد من الاضطرابات النفسية مثل التوتر والضيق والاكتئاب والأرق وغيرها من المشاكل النفسية ذات الأثر السلبي الذي لا يستهان به.
  • الأثر الاجتماعي الذي من شأنه أن يظهر في اعتزال المرأة للعالم المحيط بها وعدم مشاركتها في أي نشاط منتظم، مع عدم القدرة على التعامل مع الناس أو ممارسة العمل بشكل طبيعي.
  • الأثر الاقتصادي والذي يحدث نتيجة العنف فقد تفقد المرأة فرص عمل مما يؤدي إلى فقدان الأجر الذي كانت تحصل عليه من عملها فتسوء الأحوال المادية والاقتصادية للمرأة.

علاج ظاهرة العنف ضد المرأة

من الممكن أن يتم القضاء على هذه الظاهرة السلبية من خلال اتباع الآتي:

  • لا بد من إدانة تلك الظاهرة وتقوية عملية التصدي لهذا العنف الموجه للمرأة، ولا بد أن نبدأ بالأطفال منذ الصغر وبتعليمهم أن العنف سلوك مشين يجب تجنبه، وذلك من خلال وضع مناهج تربوية ناجحة.
  • يجب أن تشتمل المناهج الدراسية على جانب تعريفي للعنف، مع توضيح كافة أشكاله وصوره والنتائج السلبية المترتبة عليه.
  • عمل بعض الاستراتيجيات الاقتصادية التي من شأنها تعزيز دور المرأة في المجتمع.
  • وضع كافة الاستراتيجيات والخطط التي تجعل المرأة والرجل متكافئين في كل شيء سواء في الحقوق أو في الواجبات.
  • وضع أسس عامة للتعامل الحضاري بين المرأة والرجل ونشرها في كافة وسائل الإعلام حتى تصل لكافة الأفراد في المجتمع.
  • لا بد من إرساء قيمة التراحم بين أفراد المجتمع والتي من بين أدوارها الهامة القضاء على أشكال العنف سواء كان ضد المرأة أو ضد أي إنسان آخر.
  • عمل حملات توعية خاصة بأضرار العنف التي تقع على المرأة بكل صوره وأشكاله، أو أي إنسان يتعرض لذلك السلوك الغير آدمي.
  • تقوية الوازع الديني والذي يبدأ من المدارس، وتعريف الأطفال بأن الدين حث على الرفق والرحمة بالإنسان وخاصةً المرأة، حتى أن الشرع الإسلامي الحنيف حثنا على الرفق بالحيوان.

إحصائيات عن العنف الواقع على المرأة

تم بذل الكثير من الجهد لحصر أعداد وقائع العنف بأنواعه من قبل المنظمات العالمية المهتمة بالقضاء على تلك الظاهرة ورصدها بشكل أكثر جدية وجاءت هذه الاحصائيات بالتالي

  • أكثر من 35% من النساء على مستوى العالم كله يتعرضن للعنف من النوع الجسدي.
  • الأغلبية من النساء والتي تكون بنسبة 30% على مستوى العالم يتعرضن للعنف من قبل الزوج.
  • تم رصد نسبة تبلغ حوالي 7% على مستوى العالم من النساء اللاتي يتم الاعتداء عليهن جنسيًا من قبل أشخاص لا تربط بينهم علاقة.
  • توجد إحصائية تنص على أن السيدات اللاتي يتعرضن للاعتداء الجسدي المتمثل في الضرب يلدن أطفال يكون وزنهم منخفض بنسبة قدرها 16%، كما تزيد الاحتمالية في أن تصاب تلك السيدات بالاكتئاب.

في نهاية المقال نرجو أن نكون وضحنا أشكال العنف ضد المرأة بالإضافة إلى التأثير السلبي لهذه الظاهرة، وتحدثنا أيضًا عن الاتجاهات التي تتسبب في جعل المرأة أكثر عزلة في المجتمع الذي تعيش فيه، مع التماس كافة الطرق الممكنة لعلاج تلك الظاهرة التي أصبحت من بين الظواهر السلبية الأكثر شيوعًا على مستوى العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى