قصيدة إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه كاملة سوف نقدمها اليوم عبر موقع البلد ، حيث يزهر العصر الجاهلي بالكثير من القصائد الرائعة التي لا تزال محط اهتمام وإعجاب الكثيرون إلى يومنا هذا، لذلك سنسلط الضوء في هذا المقال على أحد هذه القصائد الرائعة ألا وهي قصيدة إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه كاملة.
نص قصيدة إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه كاملة
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ.
فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ.
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها.
فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ.
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا.
فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ.
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا.
شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ.
وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا.
عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ.
لَنا جَبَلٌ يَحتَلُّهُ مَن نُجيرُهُ.
مَنيعٌ يَرُدُّ الطَرفَ وَهُوَ كَليلُ.
رَسا أَصلُهُ تَحتَ الثَرى وَسَما بِهِ.
إِلى النَجمِ فَرعٌ لا يُنالُ طَويلُ.
هُوَ الأَبلَقُ الفَردُ الَّذي شاعَ ذِكرُهُ.
يَعِزُّ عَلى مَن رامَهُ وَيَطولُ.
وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً.
إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ.
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا.
وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فَتَطولُ.
وَما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتفَ أَنفِهِ.
وَلا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ.
تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُباتِ نُفوسُنا.
وَلَيسَت عَلى غَيرِ الظُباتِ تَسيلُ.
صَفَونا فَلَم نَكدُر وَأَخلَصَ سِرَّنا.
إِناثٌ أَطابَت حَملَنا وَفُحولُ.
عَلَونا إِلى خَيرِ الظُهورِ وَحَطَّنا.
لِوَقتٍ إِلى خَيرِ البُطونِ نُزولُ.
فَنَحنُ كَماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا.
كَهامٌ وَلا فينا يُعَدُّ بَخيلُ.
وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُم.
وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ.
إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ.
قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ.
وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ.
وَلا ذَمَّنا في النازِلينَ نَزيلُ.
وَأَيّامُنا مَشهورَةٌ في عَدُوِّنا.
لَها غُرَرٌ مَعلومَةٌ وَحُجولُ.
وَأَسيافُنا في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ.
بِها مِن قِراعِ الدارِعينَ فُلولُ.
مُعَوَّدَةٌ أَلّا تُسَلَّ نِصالُها.
فَتُغمَدَ حَتّى يُستَباحَ قَبيلُ.
سَلي إِن جَهِلتِ الناسَ عَنّا وَعَنهُمُ.
فَلَيسَ سَواءً عالِمٌ وَجَهولُ.
فَإِنَّ بَني الرَيّانِ قَطبٌ لِقَومِهِم.
تَدورُ رَحاهُم حَولَهُم وَتَجولُ.
فَنَحنُ كَماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا.
كَهامٌ وَلا فينا يُعَدُّ بَخيلُ.
وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُم.
وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ.
إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ.
قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ.
وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ.
وَلا ذَمَّنا في النازِلينَ نَزيلُ.
وَأَيّامُنا مَشهورَةٌ في عَدُوِّنا.
لَها غُرَرٌ مَعلومَةٌ وَحُجولُ.
وَأَسيافُنا في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ.
بِها مِن قِراعِ الدارِعينَ فُلولُ.
مُعَوَّدَةٌ أَلّا تُسَلَّ نِصالُها.
فَتُغمَدَ حَتّى يُستَباحَ قَبيلُ.
سَلي إِن جَهِلتِ الناسَ عَنّا وَعَنهُمُ.
فَلَيسَ سَواءً عالِمٌ وَجَهولُ.
فَإِنَّ بَني الرَيّانِ قَطبٌ لِقَومِهِم.
تَدورُ رَحاهُم حَولَهُم وَتَجولُ.
التعريف بشاعر القصيدة
قائل هذه القصيدة هو السموأل، وقد اختلف في نسبه إلى أقوال كثيره، وأشهر ما عرف به هو السموأل بن عريض بن عادياء بن رفاعة بن الحار الأزدي، شاعر عربي يهودي جاهلي، عرف ببلاغته وبيانه الرائعين، وقد عد من أشهر شعراء عصره وقتئذ، عاصر الفترة الأخيرة من القرن الخامس الميلادي، والفترة الأولى من القرن السادس.
نشأ السموأل في بيت مليء بالشعراء، فأخوه شاعر وأبوه شاعر، كان من سكان خيبر وقد ضرب به المثل في الوفاء بالعهد.
مناسبة القصيدة
لهذه القصيدة مناسبة شهيرة، حيث أعطى امرؤ القيس السموأل بعض الدروع والكنوز التي تنتمي لأجداده قبل توجهه إلى قيصر الروم، حيث كان يظن أنه لن يعود مرة أخرى وقد كان بالفعل، وبعد فترة طلب ملك كندة هذه الأمانات من السموأل فأبي، وقام هذا الملك بمحاصرة السموأل في حصن له واستطاع أسر ابنه.
وقد خير ملك كندة السموأل بين الدروع والكنوز وابنه، فاختار السموأل أن يدفع الأمانات إلى مستحقيها، وأبى أن يخون الأمانة ويعير بين العرب، واستمر الشاعر على موقفه حتى استيأس الملك منه ورحل، وسلم البطل الأمانة إلى من يستحقها بعد مرور عام كامل، لذلك كان يضرب به المثل لوفائه، وقد أنشد الشاعر هذه القصيدة حال تسليم ورثة امرؤ القيس الدروع والكنوز.
ولا تتردد في قراءة مقالنا عن: شرح قصيدة كعب بن زهير بانت سعاد (البُردة) وتوضيح لمعاني كلماتها
وإلى هنا نكون قد قدمنا لكم قصيدة إذا المرؤ لم يدنس من اللؤم عرضه كاملة، هذا إلى جانب التعريف بالشاعر وذكر مفصل لمناسبة القصيدة، ويمكن القول أن الوفاء بالعهود شيمة من شيم العرب في كل العصور وعلى مرور التاريخ، وتبقى الأخلاق الحسنة خالدة ومدونة رغم مرور السنوات الطوال.