أدوية وعلاجاتصحة

تجربتي مع مكمل اليود

دائمًا ما أُصنف تجربتي مع مكمل اليود بكونها واحدةً من أكثر التجارب التي عرفتها نجاحًا، ولا يُمكنني أن أنكر كون لليود دورٌ كبير في تخليصي مما عانيت منه طويلًا من حالة صحية مرضية مع الغُدة الدرقية، وبسبب معرفتي أن اضطرابات هذه الغُدة مُنتشرة بشكل كبير قررت أن أُشارككم عبر موقع البلد تجربتي مع مكمل اليود.

تجربتي مع مكمل اليود

قبل أن أبدأ في سرد قصتي التي عانيت فيها الأمرين مع اضطراب افرازات الغُدة الدرقية للهرمونات وجب عليَّ تعريفكم بنفسي في المقام الأول، اسمي هِشام، وأنا رجلٌ أبلغ من العُمر ثمانيةً وعشرين ربيعًا، رزقني الله في نهاية العام المُنقضي بابني ياسين، ويُمكن القول إنه سبب شغفي الأسمى في الحياة، والدافع الأكبر للنجاح.

على مدار فترةٍ طويلة من حياتي كُنت قد اعتدت على مُمارسة الرياضة والالتزام بالأنظمة الصحية والحميات الغذائية التي كانت تصل في بعض الأحيان إلى كونها صارمة في واقع الأمر، لذا يُمكنكم القول إن الله منَّ عليَّ بصحةٍ جيدة وبُنية جُسمانية قوية، وهو الانطباع الأول الذي يظهر للعيان عند رؤيتي للمرة الأولى.

لكن مُنذ أربعة أعوام تقريبًا إن لم تخُني الذاكرة قد عانيت من بعض الحالات الصحية والوعكات المرضية التي كانت بالنسبة لشخصٍ مثلي غريبة بعض الشيء، فلم أعهد ما شعرت به في هذه المرحلة خلال أي فترةٍ من فترات حياتي تقريبًا.

بدأ معي الأمر بشعورٍ غير مُنقطع من التعب والإرهاق، وقد وصل إلى حالاتٍ مُتقدمةٍ من الضعف العام، وهو ما زاد من عدد الساعات التي كُنت أنامها بشكل كبير، وذلك على الرغم من كوني لم أعهد إلا النوم مُبكرًا والاستيقاظ حول وقت شُروق الشمس وإعلانها بزوغ فجر يومٍ جديد.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، فنومي على الرغم من استمراره لساعاتٍ طوال لم يكُن مُريحًا في الواقع، كما أن الاستيقاظ لا يُعتبر أفضل حالًا، ففي الكثير من الأحيان أتذكر أنني استيقظت وأنا أُعاني من آلامٍ وأوجاعٍ كبيرة في عضلات جسدي ومفاصله، وعلى عكس عادتي بدأ مزاجي في الاضطراب والتقلب، مما جعلني للمرة الأولى في حياتي تقريبًا أغضب إلى حدٍ لم يعتده مني أهلي، أصدقائي وحتى من يعرفني بشكلٍ سطحي من دائرة معارفي.

مُلاحظة المُحيطين وبدء البحث عن الأسباب

لم يتطلب الأمر الكثير من الوقت حتى يبدأ من يعرفونني بمُلاحظة الاختلافات الجذرية والجسيمة التي طرأت عليَّ من الناحية البدنية، الذهنية وحتى في طريقة التعامل الخاصة بي، فما مررت به في تجربتي مع مكمل اليود يُعتبر اختلافًا يصل إلى حد الـ 180 درجة تقريبًا.

ما زاد الطين بلة هو شِدة هذه الأعراض في حدتها وظهور غيرها من الأعراض مثل تساقط الشعر بشكل غزير ومُفرط، إصابة بشرتي بالجفاف وبدء تشققها، انخفاض الشهية على الرغم من اكتسابي لوزنٍ زائد بشكل ملحوظ بالنسبة لأفراد أُسرتي والمُقربين مني.

كانت هذه المرحلة محورية في تجربتي مع مكمل اليود، وزيادة الوزن بشكلٍ خاص لعبت دور القشة التي قسمت ظهر البعير، لذا قررت أن أتوجه إلى الطبيب المُختص وأعرف ما الذي حل بي ليُغير من حالي بهذه الطريقة غير المفهومة! وقد كان.

حجزت في نفس اليوم موعدًا مع الطبيب المُختص، وفي صباح اليوم التالي توجهت إليه قبل موعدي بنصف ساعةٍ تقريبًا على الرغم من كون الموعد الخاص بي في بداية اليوم، فلا أُخفيكم سرًا كُنت قد بدأت بالشعور بالخوف بشكلٍ كبير وملحوظ.

فور دخولي للطبيب بدأت في سرد ما أعاني منه من أعراض، متى بدأت هذه العلامات في الظهور وكيف أخذت في التطور حتى آلت الأمور إلى ما هي عليه الآن، وعِند الكشف السريري لاحظ الطبيب المُختص انتفاخ ساقاي بعض الشيء، وهو ما يُشير إلى احتباس الماء أو ما يُعرف طبيًا وعلميًا باسم الوذمة المائية.

كما أنه قال لي إن بشرتي شاحبةٌ بعض الشيء وتميل إلى اللون الأصفر، كما أن جلدي يظهر بشكل جاف، وهذا ما لاحظته بالفعل مُسبقًا، لكن ما لم أكن قد توصلت إليه هو كون بعض المُشكلات الإدراكية والذهنية قد أصابتني، فقد كان وقع قوله “أشعر أن رد فعلك بطيء بعض الشيء” على أُذني كارثيًا، فأنا أعلم علم اليقين أن هذا يرتبط بمُشكلاتٍ عقلية وعصبية على حدٍ سواء.

تشخيص الحالة المرضية سريريًا ومعمليًا

كثرة الأعراض التي لاحظها الطبيب في الكشف السريري مثل اصفرار لون بشرتي وشحوبها، بطء ردة فعلي، بالإضافة إلى جفاف الجلد أثار في عقله بعض الشكوك، ولكن ما جعله يتيقن بعض الشيء من الشكوك التي ساورته وراودته هو ما عانيت منه من تضخم في الغُدة الدرقية.

فما كان من الطبيب إلا أنه أوصاني بالخضوع إلى بعض الاختبارات وعمل عدد من التحاليل، كان أكثر هذه التحاليل أهمية وأبرزها على الإطلاق ما يُعرف باسم فحص مستوى هرمون الموجهة الدرقية ثيروتروبين Thyroid stimulating hormone – TSH.

يُمكن القول إن هذا الفحص خاص بوظائف الغُدة الدرقية ويعمل على التيقن من كونها تعمل بالنسق الطبيعي الخاص بها والنهج المُعتاد من عدمه، وقد أظهرت نتائج هذا الفحص وجود شذوذ في نسبة إفراز هذا الهرمون في واقع الأمر.

فقد كان هرمون ثُلاثي اليودوثيرونين في الدم لدي مُنخفضًا عن المُعدل الطبيعي الخاصة به، وبالرجوع إلى الطبيب المُختص قال لي إن ذلك يعني كون الغُدة الدرقية لدي تُعاني من خمول أو قصور (باللغة الإنجليزية Hypothyroidism).

كما قال لي أن هذا النوع يُعتبر من الأنواع الأولية لقصور الغُدة الدرقية، والاستدلال على كون الغُدة لدي خاملة هو أن الهرمون الذي تُنتجه والتي تقع في مُقدمة الحنجرة وتُشبه الفراشة يعمل في المقام الأول على حث الغُدة النُخامية على عدم إفراز ما يزيد عن حاجة الجسم من هرمون الثيروتروبين.

ما يعني أن الخلل الذي أظهره الفحص ناتج عن قلة نسبة الهرمون الدرقي، كما قال لي إن هُناك أعراضًا أُخرى قد تظهر على المرء عند الإصابة بخمول الغُدة وقصورها في أداء عملها، ومن أبرز هذه الأعراض والمُضاعفات:

  • الأمراض القلبية.
  • أمراض الصحة العقلية.
  • الوذمات المُخاطية.
  • اختلال واعتلال الأعصاب الطرفية.
  • انخفاض الخصوبة إلى حد العُقم.
  • مشاكل في الجهاز السمعي.
  • بُطء في الكلام.
  • تعرق اليدين بشكل غزير.
  • اكتئاب.

بدء رحلة العلاج

بعد أن علمت بإصابتي بقصور الغُدة الدرقية كان عليَّ البدء في جمع شتات أفكاري والسعي في بدء الرحلة العلاجية في سبيل عودة حياتي إلى سابق عهدها، وهذه الرحلة التي كانت تُعتبر حجر الأساس في نهاية ما عانيت منه من أعراض كانت على النقيض الآخر بداية رحلتي العلاجية.

قال لي طبيبي المُعالج والذي عمل على تقديم الرعاية الصحية لي بشكل احترافي مُنذ اللحظة الأولى من دخول لعيادته إن علاج القصور يُعتبر أمرًا سهلًا في حال ما توجهت فور شعورك بالأعراض إلى مُقدمة الرعاية الصحية.

كما ذكر أن البرنامج العلاجي يشتمل على أقراص ليفوثيروكسين، تيروكسين بالإضافة إلى نوع من المُكملات الغذائية الذي يمد الجسم بما يحتاجه في سبيل تنشيط الغُدة مرة أُخرى، وهُنا بدأت تجربتي مع مكمل اليود.

على مدار ثمانية أشهر تقريبًا داومت على الالتزام بتناول العقاقير التي نص عليها البرنامج العلاجي الذي وصفه لي الطبيب، وكانت قد بدأت النتائج الإيجابية في الظهور بين الشهرين الخامس والسادس تقريبًا، وقد أوصاني الطبيب بعدها بإجراء التحليل مرة أُخرى.

في هذه المرة كانت النتيجة مُطمئنة على عكس التحليل السابق، فقال لي الطبيب إن احتياجي للعقاقير انتهى مُنذ هذه اللحظة، ولكن تجربتي مع مكمل اليود ورحلتي العلاجية معه استمرت لفترة أطول قليلًا، وفي نهاية المطاف بدأت الأعراض بالاختفاء بشكل تدريجي إلى أن اختفت تمامًا.

كُللت تجربتي مع مكمل اليود بالنجاح الساحق في واقع الأمر، وهو سبب مُشاركتي لقصتي المرضية والعلاجية في المقام الأول، فأنا أعلم كم المخاوف والصعوبات التي يمر بها المرء فور تشخيص إصابته بقصور الغُدة وما تحمله معها من قائمة يطول ذكرها للأعراض والمُضاعفات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى