اسلامياتفقه

هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب العطش

هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب العطش إذ أن صيام الفرض واجبٌ شرعي لا يجوز السهو عنه بأي حال من الأحوال دون عذرٍ مؤكد وشرعي، ولكن هناك أوقات صعبة قد ينتاب المرء خلالها ما يجعله يُفطر في صيام القضاء ولكن لا يعلم هل هو جائزٌ أم لا، فَتابعونا اليوم عبر موقع البلد للتعرف على الإجابة وبالدلائل الشرعية.

هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب العطش

إنَّ الصيام فريضة واجبة على كل مسلمةً ومسلمٍ بالغٍ عاقلٍ، ولا يجب عليه التهاون في هذا الأمر الشرعي الذي كُلِّفَ به وتم ذِكر فضله في آيات القرآن الكريم، ولكن قد يأتي على المرء أوقاتًا يشعر فيها بعدم قدرته على الصوم مثل المرض أو السفر أو في الحيض عند النساء، وجميعها أعذارٌ مقبولة وواجبة النفاذ ولا ضير أو حرج في ذلك.

بينما هناك من يفطر لأسباب مثل العطش والجوع ويسعى لمعرفة هل هو جائزٌ أم عليه شيء، ولقد كانت الإجابة على النحو التالي:

  • يجوز الإفطار لمن خاف على نفسه أن يهلك أو يتعرض لمرض بالغ الشدّة بسبب العطش، لعدم تحمله مشقة الصيام وليس لمجرد الوهم أو استسهال الأمر.
  • ولا بأس في أن يقوم بالمضمضة أو صبّ الماء على رأسه للتخلص من احساس العطش.
  • كما جاء في أقاويل العلماء كالإمام النووي رحمه الله تعالى حين قال: “قال أصحابنا وغيرهم: من غلبه الجوع والعطش، فخاف الهلاك لزمه الفطر، وإن كان صحيحا مقيما، لقول الله تعالى: “ولا تقتلوا أنفسكم إنَّ الله كان بكم رحيما”.

  • وقال تعالى: “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”

    • وعليه فإنه يقضي ما أفطره مثله مثل المريض.
  • وأيضًا جاء في قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى مُعلقًا على الكافي: “إذا خاف العطش، لكن ليس المراد مجرد العطش بل العطش الذي يُخَاف منه الهلاك أو يُخَاف منه الضرر” والله أعلم.

  • كما أوجز ابن قدامة مسألة الإفطار بسبب العطش حين قال:

“والصحيح إذا خاف على نفسه من شدةً العطش أو الجوع أو نحو ذلك، فله الفطر”.

  • أمّا في الموسوعة الفقهية فقد جاءت الإجابة بأن:

من أرهقه جوع مُفرط أو عطش شديد، فإنه يفطر ويقضي، والله تعالى أعلى وأعلم.

آراء المذاهب الأربعة في صيام القضاء

جاءت المذاهب الأربعة لتوضح هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب العطش أو لأي أسباب أخرى، لكي ينتهي الجدل والخلاف حول هذه المسألة، وكانت الآراء المذكورة على النحو التالي:

رأي الحنابلة

قال أهل الحنابلة أنه في حال نوّى المُكلّف أن يصوم ودخل في اليوم، فلا يجوز الإفطار فيه بأي حال دون وجود عذر شرعي وتم إباحته، أمّا إذا كانت نيته صيام يوم القضاء ولم يدخل في اليوم فيُباح هنا الإفطار وجعل صيام هذا اليوم في أيام أخرى.

وقد تضمن الإفطار في صيام القضاء جميع الصيام الواجب مثل النُذور والكفّارة ولا يجوز قطعها بدون سببٍ شرعي كالمرض أو الحيض للنساء أو بسبب العطش والجوع إذا كان في ذلك هلاك للشخص فإنه يفطر.

رأي المالكية

وُجِبَ القضاء لمن كان صيامه فرض أو تطوع، كما اختلف بعضهم حول وجوب قضاء الأصل وقضاء القضاء، فعلى سبيل المثال إذا أفطر في صيام القضاء فعليه أن يصوم مرتين، مرة عن الأصل وأخرى عن القضاء، أمّا إذا أفطر سهوا فلا شيء عليه.

رأي الحنفية

أوضح أهل الحنفية بأنه لا يجوز الإفطار بدون عذر شرعي أو سبب يؤدي إلى الهلكة، كما أوجبوا قضاء الصيام على من أفطر لأسباب شرعية أو غير شرعية، إلّا أن يكون المُكلّف بعذرٍ كالمرض ولن يستطع القضاء فلا شيء عليه.

رأي الشافعية

الإفطار المُتعمّد بدون عذر شرعي واجب القضاء، أمّا إذا أفطر الشخص المُكلّف لأسباب تحمل هلكة للنفس أو بأعذار مُباحة، فإن القضاء هنا واجبٌ في أيام أخري.

وختامًا نكون قد وفقنا في الإجابة عن هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب العطش وكانت إجابة السؤال واضحة بأنه لا يجوز إلا إذا كان في الأمر مهلكةً للمُكلّف وإضرار بصحته وليس لمجرد العطش وحسب حتى لا يأثم، كما أشرنا أيضًا على آراء الأئمة الأربعة في حكم الإفطار في صيام القضاء، آملين أن ينال الموضوع إعجابكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى