أسئلةفوازير

من هو وزير فرعون

من هو وزير فرعون؟ ومن هو فرعون؟ يسمع الكثير عن الطاغية فرعون ولكنهم لم يعرفوا شيئًا عنه ولا عن حياته، ولا يعرفون من هو وزيره، فيظن أغلب الناس أن فرعون هو رمسيس الثاني لاقتراب فترة حكمه من فترة تواجد نبي الله موسى، ولكن من الجدير بالذكر أنه لم يتوصل بعد إلى من هو فرعون موسى الحقيقي، لذلك سنعرض لكم من خلال موقع البلد من هو وزير فرعون.

من هو وزير فرعون

عند الإجابة عن سؤال من هو وزير فرعون، نجد أن اسم وزير فرعون وهو هامان، ومن الجدير بالذكر أن هامان يُعد من الشخصيات التاريخية التي ورد اسمها في القرآن الكريم، ولكن لم يرد اسمه في الكتب السماوية الأخرى التوراة والإنجيل.

كان هامان شخصية يعرف عنها البطش والظلم والتمرد، وذلك ندلل عليه لأنه كان مقرب من فرعون الذي عُرف عنه الظلم والجلد، ومن الجدير بالذكر أنه لم يُحدد عام معين ولد فيه وزير فرعون هامان، ولكنه كان يعود لحقبة مصر القديمة، كما عاصر نبي الله موسى.

قام هامان بالعديد من الأمور التي كانت تقربه من فرعون، حيث كان يأخذ الجزية من الشعب، كما كان من أهم مساعدي فرعون، وذلك لتشابه شخصيتهما.

من الأدلة التي توضح لنا مدى قرب وثقة فرعون في وزيره هامان، هو طلب فرعون من هامان أن يبني له صرح من القرميد “الطين المحروق”، حتى يصعد به إلى عنان السماوات.

من هنا نستطيع أن نستدل ونؤكد أن هامان وفرعون كانا يعيشان في فترة العصور المصرية القديمة، حيث كان يستخدم المصري القديم القرميد في بناء أو إنشاء أي مبنى يرغب في بنائه، ومن الجدير بالذكر أنه بدأ استخدام المصري القديم لهذه المادة في البناء منذ عصر الأسرة الرابعة.

معلومات عن هامان

بعد أن تعرفنا إلى من هو وزير فرعون، سنتعرف الآن إلى من هو مكتشف معنى اسم هذا الوزير، وهو الطبيب الفرنسي موريس بوكاي، الذي كان يهتم بعلم المصريات إلى حد كبير، حيث قام بعد دراسة قصة فرعون موسى والكتب المقدسة بتأليف كتاب يسمى:” التوراة والأناجيل والقرآن الكريم بمقياس العلم الحديث”.

من الجدير بالذكر أن هذا الكتاب ترجم إلى سبع عشرة لغة من لغات العالم، سنعرض لكم هذه المقولة في الفقرة التالية:

مقولة موريس بوكاي عن هامان

أن القرآن الكريم يذكر شخصاً يُدعى هامان وهو من حاشية فرعون، وقد طلب منه فرعون أن يبني له صرحًا عاليًا من القرميد أو الآجر ليسمح له أن يبلغ عنان السماوات، وكان يقول ذلك وهو ساخرًا من موسى.

كما يقول إنه أراد أن يعرف إذا كان هذا اسم هامان يتصل باسم هيروغليفي من المحتمل أنه محفوظ في وثيقة من وثائق العصر المصري القديم، ولأنه غير متخصص في عالم المصريات، قام بطرح هذا السؤال على عالم المصريات وهو فرنسي يتوافر فيه الشرطان المذكوران تماماً.

قام أمامه بكتابة اسم العلم العربي “هامان” ولكنه أحجم عن إخباره بحقيقة النص المعني واكتفى بإخباره أن هذا النص يعود تاريخه بشكل لا يقبل النقض إلى القرن السابع الميلادي.

كان جواب عالم المصريات الذي لجأ إليه موريس أن هذا الأصل مستحيل، لأنه لا يمكن وجود نص يحتوي على اسم علم من الخط الهيروغليفية وله جرس هيروغليفي “حيث لم يتعرف أي من العلماء على الطريقة الصحية التي كان ينطق بها المصريين القدماء لهذا الخط”.

بعد أن قال له عالم المصريات هذا الجواب قام بنصحه بمراجعة كتاب “معجم أسماء الأشخاص في المملكة الجديدة” للمؤلف هامان رانك Dictionary of Personal names of the New kingdom, by Hermann Ranke   والبحث فيه إن كان هذا الاسم الذي يمثل الهيروغليفية موجوداً في الكتاب أم لا.

من الجدير بالذكر أنه عند قيام موريس بالبحث وجد هذا الاسم مسطوراً بالفعل في هذا المعجم، وقال في هذه اللحظة: “ويا للمفاجأة!! ها أنا فضلاً عن ذلك أجد أن مهنته كما عُبر عنها باللغة الألمانية (رئيس عمال المقالع) ولكن دون إشارة إلى تاريخ الكتابة إلا أنها تعود إلى الإمبراطورية التي يقع فيه زمن موسى، وتشير المهنة المذكورة في الكتابة إلى أن المذكور كان مهتماً بالبناء مما يدعو إلى التفكير بالمقاربة التي يمكن إجراؤها بين الأمر الذي أصدره “فرعون” في القرآن وبين هذا التحديد في الكتابة”.

كما وجد أن اسم هامان مكتوب بالخط الهيروغليفية على بعض الأحجار، ومنها: تلك الموجودة في متحف هوف في فينا.

ذكر هامان في القرآن الكريم

استكمالًا لإجابتنا عن سؤال من هو وزير فرعون، فمن الجدير بالذكر أن اسم هامان اقترن بذكر فرعون في القرآن حيث ذكر الله اسم هامان في القرآن في الآيات التالية:

  • قول الله تعالى: (وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ) [سورة العنكبوت، الآية 38].

حيث يذكر الله تعالى في هذه الآية هامان مع فرعون وقارون، ويصفهم بالاستكبار والتعالي على رسالة نبي الله موسى، وذلك لأنهم لم يتبعوا نبي الله موسى بل وقاموا بتعذيبه، ولكن الله أهلكهم هم وقومهم في آخر المطاف.

  • قول الله تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ) [سورة القصص، الآية 38].

تتحدث هذه الآية على لسان فرعون الذي كان يجعل نفسه الإله على الأرض، وكان يقول لهامان أن يشعل له المواقد على الطين لتكون له صرحًا عظيمًا، وهنا يتحدث وكأنه قادر على جعل الطين يصبح صرحًا، كما يقول على سيدنا موسى أنه من الكاذبين بل وهو من الضالين ولكنه لا يعلم ويستكبر.

  • قول الله تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ “36”أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ”37″) [سورة غافر، الآيتان 36،37].

هنا في هذه الآية يتحدى الكافر فرعون قدرات الله، ويطلب من هامان أن يبني له صرحًا يصل به لعنان السماء، حتى يصل إلى الله عز وجل، كما يقول عن نبي الله موسى أنه من الكاذبين، ولكنه لا يستطيع من أن يتحدى الله في أي شيء، لأن الله قادر على كل شيء، وفي نهاية المطاف سوف يغرقهم هم وقومهم أجمعين.

  • قول الله تعالى: ﴿…إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ [سورة القصص، الآية 8].

يؤكد الله عز وجل في هذه الآية أن فرعون ووزيره كانا من المخطئين ومن الضالين الذين يسعوا في الأرض خرابًا ويظنون أنهم من المصلحين.

معلومات عن فرعون

في إطار حديثنا حول إجابة سؤال من هو وزير فرعون، وجب علينا التعريف بمن هو فرعون، إذ يختلف العلماء والمؤرخون في معرفة من هو فرعون نبي الله موسى، كما يختلفوا فيمن هو وما هو وقت ولادته، ولكن ما يتفقون عليه هو أنه كان موجود في الفترة التي كان يتواجد فيها نبي الله موسى- عليه السلام-، أي في عصور مصر القديمة.

تختلف الآراء فيمن هو فرعون موسى، ويرجح البعض أنه الملك المصري القديم رمسيس الثاني، ولكن عند جمع المادة الأثرية والتاريخية نجد أنه من المستحيل أن يكون رمسيس الثاني هو نبي الله موسى، وذلك لأن آثار الملك رمسيس الثاني قد خرقت العالم بأكمله، حيث لا يوجد مكان في مصر يخلو من آثار الملك رمسيس الثاني.

لكن عند الرجوع إلى فرعون فنجد أنه هُلك في الطوفان هو وجميع قومه وحاشيته، ولم يتبقَ له حتى ولو جزء بسيط من الأثر، فعند التفكير في هذا الأمر نجد أن الفرق شاسعًا بين الشخصيتين.

عند الدخول في طيات التاريخ نجد أن رمسيس الثاني خاض العديد من المعارك، والحروب في فترة حكمه لمصر القديمة، ولكننا لا نعرف عن فرعون أنه قام بخوض بعض المعارك أو حتى الاشتباكات مع أي جيشًا كان.

كما كان يُعرف الملك رمسيس الثاني بأنه داهية عسكرية، وشخص عادل وحكيم، بينما ما نعرفه عن فرعون أنه كان شخص باغض وحاقد وظالم ومتسلط، فكيف لنا أن ندمج بين شخصيتين متعاكستين تمامًا في الصفات، بالرغم أنهما يتفقان على شيء واحد فقط هو العيش في نفس الحقبة وهي عصور مصر القديمة.

لذلك لا نستطيع أن نطلق على رمسيس الثاني أو على أي شخص آخر أنه فرعون موسى، وذلك لأنه لا يوجد أي أدلة مادية موثقة تثبت أي شيء عن فرعون إلا ما ورد ذكره في القرآن.

تعرض الكثير من الرسل والأنبياء إلى الاضطهاد بسبب رسالتهم التي كانوا يسعون لأجلها في الأرض، ولكن أغلب الناس وهم الكفار لم يصدقوا هذه الرسائل بل قاموا بتعذيب أغلب الرسل وتكذيبهم، ومن أشهر قصص التكذيب هي قصة فرعون موسى ووزيره هامان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى