الفرق بين الطلاق الرجعي والبائن
ما الفرق بين الطلاق الرجعي والبائن؟ وما هي حقوق المرأة في كلًا منهما، حيث إن لهما شروط وبعض الأمور التي تحددهما، والذي يمكن لتقاربها أن يتم الخلط فيما بينهم، ونظرًا لزيادة نسبة الطلاق في الآونة الأخيرة.
لذا فإنه لزم إيضاح الفرق بين الطلاق الرجعي والبائن من خلال هذا الموضوع الذي سيعرضه لكم موقع البلد.
الفرق بين الطلاق الرجعي والبائن
يعتبر الطلاق من الأمور التي لا يعلم البعض بوقت صحتها، والذي ينقسم إلى نوعان، رجعي وبائن، وينقسم بدوره إلى البينونة الصغرى، والبينونة الكبرى، ولكل منهما شروط لتتحقق، ويمكن أن يتم تحديد كل منها في هذا الموضوع.
إن تم الطلاق من قبل الزوج لزوجته لمرة فيجوز أن يردها لعصمته ويسمى بالطلاق الرجعي، وقد يردها كذلك لعصمته إن وقع لفظ الطلاق للمرة الثانية، ما إن دامت شهور العدة قائمة، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم بسورة المؤمنون: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ).
بعدها لا يمكن للزوج أن يرد زوجته إن انتهت شهور العدة، ونطق الطلاق اللفظي الثالث، والذي يتمثل في قول” أنت طالق، أو أنت مطلقة”، وتسمى بالبينونة الكبرى، والتي لا يصح فيها رد الزوجة لعصمة زوجها إلا بشروط سيتم ذكرها فيما بعد.
الطلاق الرجعي
يأتي معنى الطلاق الرجعي من اسمه، حيث أنه يعتبر الطلاق الذي يمكن بعده أن يرد الزوج الزوجة لعصمته، دون أية شروط أو أمور أخرى، ولا يحتاج الزوج لدفع المهر مرة أخرى، أو أن يتم تجديد عقد القران، طالما كانت الزوجة ما زالت في شهور العدة، وهي الثلاثة أشهر.
حيث إنه بقول الزوج لزوجته أنت طالق في وقت ما احتسب عليه أن نيته ذلك فعًلا، وبكون الطلاق صحيحًا، تعد المرة الأولى طلاقًا رجعيًا ويردها لزوج بقوله “رددتك لعصمتي” أو قول أي شيء آخر يدل على نفس المعنى، أو تحدث العلاقة الحميمية فيما بينهم.
أما في حالة أن تم تكرار الطلاق للمرة الثانية، ولم يرد الزوج امرأته وانتهت مدة عدتها، فإنه بذلك يتحول الطلاق إلى طلاق بائن، ويختلف ما بين الطلقة الثانية، إلى الطلقة الثالثة.
الطلاق البائن
يعتبر الطلاق البائن هو المرحلة الثانية، حيث يأتي بعدما تنتهي فرصة رجوع الرجل لامرأته، وتختلف ما بين كونها بينونة صغرى، وبينونة كبرى.
يكون الطلاق البائن هو الطلاق الذي لا يُحتمل بعده رجعة إلا بشروط معينة، من أن يتم عقد قران جديد، أو كتابة مهر آخر، وكما سيكون الزوجان سيتزوجان من بداية الأمر.
يعتمد الوصول لمرحلة البينونة الصغرى، إلى تطليق الرجل للمرأة مرتان، ومن ثم عدم ردها إلى عصمته لفترة تتجاوز مدة عدتها، حيث إن الرجوع في تلك الحالة يعتمد تجديد عقد القران، والزواج من بداية الأمر بكافة شئونه القانونية والدينية.
أما عن البينونة الكبرى، فإنها تتضمن أن يتم تطليق الزوج لزوجته لمرتان رجعيتان، إن ردها أم لا، ومن ثم وقوع الطلقة الثالثة، أي أنها ترتبط ارتباطًا تامًا بالطلاق للمرة الثالثة، ولا يلزم في تلك الحالة أن يكون الطلاق قد تم التراجع عنه في خلال فترة العدة.
يلزم لرد الزوجة لعصمة الرجل فور حدوث الطلقة الثالثة، أن يتم عقد قرانها من شخص مختلف، مع مراعاة ألا يكون النية أنه محلل زوجي، كما أنه يلزم أن يموت عنها مثلًا فتنقضي فترة عدة الأرملة، ليتم عقد قران جديد بينها وبين طليقها.
متى يعتبر الطلاق رجعي ومتى يعتبر بائن؟
يختلف كون الطلاق رجعي أو بائن تبعًا لأمور أخرى مختلفة عن التي تم عرضها سابقًا، حيث إنه يختلف من كونه صادر عن الرجل نفسه أو عن منشأة حكومية والقضاء، أو عن عدد الطلقات، وتوقيت الرجوع.
يعتبر الطلاق في حالة صدوره عن القاضي، طلاقًا بائنًا، وذلك حسب رغبة الزوجة ورفعها لقضية الخلع مثلًا للتضرر الزوجي المختلف، من نفقة، أو عدم راحة في المعيشة، وشرب الخمر، وهجر الرجل لزوجته، أو لغيبة الزوج.
كما أن الطلاق الصادر عن القضاء من لممكن أن يكون رجعيًا، حين تكون الدعوة مرفوعة لعدم النفقة الجيدة على الزوجة، وكونه غير متيسر الحال ودخله قليل.
عند تطليق الزوج لزوجته يعتبر كله طلاقًا رجعيًا، إلا في حالة طلاقه لها قبل الدخول بها، أو أن يكون الطلاق للمرة الثالثة، والوصول لحالة البينونة الكبرى، كما أن يكون الطلاق على اتفاق فيما بينهم في مقابل مادي.
الفرق بين الطلاق الرجعي والبائن من حيث إقامة الزوجة
يختلف وضع الزوجة في حالة الطلاق بأنواعه، ففي بعض الحالات يمكنها الإقامة في بيت زوجها على الرغم من كونها مطلقة، وفي بعض الحالات الأخرى، يكون جلوس المرأة في المنزل حرام شرعيًا، ويجب عليها المغادرة منه.
في حالة الطلاق الرجعي، يمكن للمرأة الجلوس في بيتها، مع مراعاة تجنب الزوج، وعدم ملامسته، أي تحرص على الستر منه؛ وكان هناك رأي آخر بأنه يمكن للزوج أن يستمتع بحقوقه الزوجية كذلك، وذلك يرجع لإمكانيته بأن يردها لعصمته بالقول فقط دون أية إجراءات فعلية، أو قانونية، وتصبح حلاله.
أما في حالة الطلاق بالبينونة الصغرى، فإن المرأة تظل في بيتها كذلك، ما دام الزوج لم ينطق بالطلقة الثالثة، مع تجنب التلامس، وإقامة العلاقة الحميمية والخلو بها، قبل رده لها، فإنه يتم عقد النكاح مرة أخرى، كما أنها تكون لازالت زوجته ويمنع زواجها من غيره، أو تعاملها مع رجل محرم عليها، وذلك حتى انتهاء العدة، وتحول الطلاق لبائن.
في حالة البينونة الكبرى، لها إجراءات مختلفة تمامًا، فإن المرأة تحرم على زوجها، ويصبح أجنبي عنها، فلا ينبغي تواجدها معه في مكان مغلق واحد، ولا يتم رجوعها إليه إلا بعد دخول شخص آخر بها.
عدة المطلقة طلاقًا رجعيًا أو بائنًا
تعتبر عدة المطلقة المتعارف عليها هي ثلاثة أشهر، وذلك حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ)، وقد تختلف العدة للمطلقة قبل الدخول بها، عمن تم الدخول بها، حتى وبعد الخلو بها.
حيث إن المرأة التي تم طلاقها من دون الدخول بها تكون في هذه الحالة مطلقة طلاقًا بائنًا، ولا يعتد فيه بالعدة، أي لا يسمح لها الرجوع لزوجها إلا برضائها، وبإقامة عقد قران جديد، وذلك حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلً).
النفقة لكل من الطلاق الرجعي والطلاق البائن
ضمن إطار عرضنا لإجابة سؤال ما هو الفرق بين الطلاق الرجعي والبائن، تجدر الإشارة إلى أن النفقة الزوجية تختلف لكلٍ من المطلقة الرجعية، والمطلقة طلاقًا بائن، حيث إن:
- المطلقة طلاقًا رجعيًا، لها الحق في النفقة الزوجية، لأنها مازالت في عصمة الرجل.
- المطلقة طلاقًا بائنًا، تكون لها في حالة البينونة الكبرى، جميع حقوقها المالية من مهر، ومؤخر، ونفقة العدة التي تتحدد مدتها بمقدر ثلاثة شهور، ونفقة الأولاد، وفي حالة البينونة الصغرى يكون لها نفقة العدة إلى أن يتم ردها من قبل زوجها.
- تتراوح فترة نفقة العدة للمطلقة للضرر، لمدة تدوم لخمسة سنوات.
يعد الطلاق من أفضل الحلول في بعض الأحيان، رغم أنه أبغض الحلال عند الله، ونظرًا لازدياد نسبة الطلاق وجهل بعض الناس بأنواعه، فقد تناولنا في هذا الموضوع الفرق بين الطلاق الرجعي والبائن، مع توضيح مدة فترة العدة للمطلقة، والنفقة المستحقة لكل منهما.