اسلامياتفقه

هل موت الفجأة من سوء الخاتمة

هل موت الفجأة من سوء الخاتمة؟ وما هي علامات حسن الخاتمة؟ إن موت الفجأة قد انتشر بكثرة تلك الأيام، وهو ما يسبب الذعر، والخوف للناس، وفي هذا الموضوع سيتم تناول إجابة سؤال هل موت الفجأة من سوء الخاتمة أم لا من خلال موقع البلد.

موت الفجأة

قد قال الله تعالى في سورة آل عمران في الآية رقم 185: (كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ)، قد جعل الله عز وجل لكل إنسان وقت لا يعلمه سواه يلقى فيه وجه الله تعالى، وذلك حتى يظل الإنسان يعبد الله عز وجل طيلة حياته محاولًا تجنب المعاصي حتى لا يقبض الله روحه في وقت قد يكون حان موعده به.

كما أوضح الشيخ الشعراوي رحمه الله عن رأيه في موت الفجأة أنه لا يعتبر علامة على سوء الخاتمة، لأن الله عز وجل لم يحدد وقت، أو مكان، أو زمان لميتة كل إنسان، أو للميتة الطبيعية، وهو ما يجيب عن سؤال هل موت الفجأة من سوء الخاتمة بالنسبة لرأي الشيخ محمد متولي الشعراوي.

بل قد علمنا الرسول عليه الصلاة والسلام بعض العلامات التي قد تدل على حسن خاتمة الإنسان، وأنه كان عبد صالح ولقى منزلته العليا عند الله عز وجل والتي سيتم ذكرها في الفقرات التالية، كما أنه علمنا علامات سوء الخاتمة كذلك، وليس من ضمنها موت الفجأة.

هل موت الفجأة من سوء الخاتمة

إن الموت هو الحقيقة الوحيدة في الدنيا التي ستلحق بكل المخلوقات في العالم، ويعتبر أكبر مصيبة قد تلحق بأهل المتوفي وتصيبهم بالذعر، والوحدة لفراق أحبائهم، أو آبائهم، خاصةً وإن كان الشخص قد مات فجأة دون سابق مرض، في حادث، أو ميتة طبيعية.

قد أوضح الفقهاء وعلماء دار الإفتاء أن موت الفجأة لا يعد علامة من علامات سوء الخاتمة، وهو ما يجعل إجابة سؤال هل موت الفجأة من سوء الخاتمة هو لا، ليست من علاماتها فإنه هناك بعض الأشخاص الذين يموتون فجأة أثناء القيام بعمل صالح، أو أنهم كانوا صالحين في الحياة الدنيا.

أما إن كان السؤال هل موت الفجأة من سوء الخاتمة، نابع من الإنسان بدافع ديني، وحب في الله وخوفًا من لقائه على غفلة، والرغبة في القيام بأمور تحفظه منها، فقد علمنا في الإسلام دعاء الحفظ من موت الغفلة وهو اللهم إني أعوذ بك من موت الغفلة، في ساعة الغفلة.

هل موت الفجأة من علامات قرب القيامة

إن الإجابة عن سؤال هل موت الفجأة من سوء الخاتمة، تحتم ذكر إجابة سؤال هل موت الفجأة من علامات الساعة أم لا، بالتطرق في الحديث عن موت الفجأة، فيجب العلم أنه قد تم الذكر في السيرة النبوية، أن كثرة انتشار موت الفجأة يعتبر واحد من علامات قرب قيام الساعة.

فعن أنس بن مالك أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام قال في حديث صحيح: ” من أماراتِ الساعةِ: أن تُتَّخذَ المساجدُ طرقًا، وأن يظهرَ الموتُ الفجاءةُ”، وهو ما يدل على أن موت الفجأة يعتبر واحد من علامات قرب قيام الساعة التي تستدعي التوبة، وبعد الناس عن المعاصي.

متى يكون موت الفجأة من علامات سوء الخاتمة

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في حديث صحيح: “موتُ الفجأةِ راحةٌ للمؤمنِ وأخذةُ أسفٍ للكافر”، فقد أوضح نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أن الموت دون سابق وجود مرض مُنذر بالموت يتسبب في عودة الإنسان وبعده عن المعاصي، قد يكون سوء للعبد الغير مؤمن.

فإن الإنسان عند شعوره بأنه سيلقى حتفه يعود إلى الله عز وجل، ويسدد ما عليه من ديون، كما أنه يتخلص من كافة ذنوب الناس التي ظلمها بطلبه لهم بمسامحته، ليخلص توبته لله، والموت على فجأة يعتبر من الأمور التي قد تكون سوء خاتمة للعبد الغير مؤمن بالله.

حيث إنه يكون في غفلة عن أمره ومستمر في فعل المعاصي مما يجعله قد يلقى حتفه على معصية، أو دون التوبة لله عز وجل عن الأفعال الخاطئة التي سبق ارتكابها، بينما يكون الموت على غفلة للعبد المؤمن، المتبع لأوامر الله، ويقيم عبادته ويجدد توبته كل يوم.

فيتجنب ارتكاب المعاصي بنهي النفس، فهي راحة له من الدنيا، وذلك ما يوضح شق ثاني من إجابة سؤال هل الموت الفجأة من سوء الخاتمة.

علامات حسن الخاتمة

بعد العلم بإجابة سؤال هل موت الفجأة من سوء الخاتمة، ينبغي الإلمام بعلامات حسن الخاتمة حتى لا يتم الخلط بين أية علامات على قبض الروح، وعلامات سوء الخاتمة، وحسن الخاتمة، والتي تتمثل في:

  • أن ينطق الشخص الشهادتين قبل الوفاة، تعتبر إحدى علامات حسن الخاتمة اليقينية، والتي تدل على علو منزلة المتوفي في جنات النعيم، حتى وإن لم ينطقها بشكل جيد.

فعن معاذ بن جبل عن الرسول عليه الصلاة والسلام أن قال في حديث صحيح: “من كان آخرُ كلامِه لا إله إلا اللهُ دخل الجنةَ”، في حديث آخر يوضح أن من يعلم في قرارة نفسه أن الله واحد دخل الجنة.

  • إن مات الشخص في ليلة يوم الجمعة.
  • من مات بمرض في بطنه، أو شهيد، أو سقط عليه منزله وهو ما تم ذكره في السيرة النبوية فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في حديث صحيح: ” المَبْطُونُ شَهِيدٌ، والمَطْعُونُ شَهِيدٌ.”
  • إذا ظهرت الابتسامة على وجه المتوفي بعد قبض روحه، حتى وإن مات على غفلة، فهي تعتبر من علامات حسن خاتمته، وأنه رأى منزلته عند الله عز وجل ففرح بها.
  • لا تعد علامات صعوبة قبض الروح، أو سهولة قبضها من الأمور الدالة على حسن، أو سوء الخاتمة، إلا أن بعض الفقهاء ذهبوا لأن العبد المؤمن تخرج منه الروح في سلاسة.
  • إن مات الشخص وعلى جبينه عرق غزير تعد من علامات حسن الخاتمة.

تعتبر علامات سوء الخاتمة هي كافة الأمور التي تكون عكس العلامات السابق ذكرها، بأن يكون العبد غير موحد بالله عز وجل، أو أن يموت على معصية، أو أن ينطق وقت الوفاة بما لا يرضي الله عز وجل والعياذ بالله، فمن المعروف أن العبد يتم بعثه على ما يموت عليه، أما بالنسبة لموت الفجأة فهو لا يعتبر من علامات سوء الخاتمة.

الموت فجأة لا يستدعي الخوف

بعد العلم بإجابة سؤال هل موت الفجأة من سوء الخاتمة، قد يثير العبد المؤمن الخوف حول التعرض للموت مفاجأة دون سابق إنذار للتمكن من التوبة، وهو ما يتطلب الاستعداد لمواجهة أمر كهذا في الحياة الدنيا، والعمل الجيد للقاء الله دون خوف.

حيث إنه يجب على العبد اتقاء الله في أفعاله، وتجنب الوقوع في المعاصي، وتجديد التوبة في اليوم عدة مرات، وخاصةً وقت النوم، فكم من شخص نام وقبضت روحه، والمواظبة على الاستغفار.

فإن كثرة الموت الفجأة يعتبر علامة إنذار للناس؛ لتجنب المعاصي، والعمل للآخرة، وترك ملاذ الدنيا، فلا متاع كمثل متاع الآخرة، ورضا الله عز وجل، دون ذعر، والاستمتاع بالدنيا لكن مع رؤية أحكام الله دائمًا أمام العين.

إذًا فإن موت الإنسان فجأة سواء كان شاب، أو كبير في السن فجأة لا يعتبر من علامات سوء الخاتمة، بل يعلم الله عز وجل فقط مصير الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى