ما هي مزامير داود
ما هي مزامير داود الوراد ذكرها في حديث النبي صلى الله عليه وسلم لأبو موسى الأشعري وهل هي مزامير داود الموجودة في التوراة، وهل معنى ذلك أن نبي الله داود كان يستعمل المزمار… الكثير ممن تلك الأسئلة التي تدور في فلك ما هي مزامير داود ترددت في كتب الفقه وشروح الحديث وكتب علم الكلام منذ قديم التاريخ الإسلامي.
لذلك في هذا الموضوع على موقع البلد سننقل أقوال العلماء المسلمين في أبواب العلوم المختلفة حول إجابة سؤال ما هي مزامير داود.
ما هي مزامير داود
لإجابة سؤال ما هي مزامير داود ينبغي أن نفرق بين مزامير داود المذكورة في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ومزامير داود بصفتها كتاب مقدس في العهد القديم، وذلك على النحو التالي.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كم كان طول الزير سالم
مزامير داود في حديث النبي
عن أبو موسى الاشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: “يا أبا موسى ! لقد أُوتِيتَ مِزْمارًا من مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ” (صحيح البخاري 5048).
كان الصحابي أبو موسى الاشعري رضي الله عنه صوته عذب حسن في تلاوة القرآن الكريم، وفي أحدى المرات استمع النبي -صلى الله عليه وسلم- على صوته وقال له: ” لقد أُوتِيتَ مِزْمارًا من مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ” أي أن الله تعالى قد أنعم عليه بصوت حسن مثل صوت النبي داود عليه السلام.
فقد كان سيدنا داود عليه السلام ذا صوت عذب في قراءته للزبور، وقد قال الله عنه في سورة سبأ: “وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ” (10) فكانت الجبال والطير تردد معه التسبيح
فالمقصود هنا المزامير ليست المزامير التي تصدر الصوت الموسيقي، لأن في اللغة العربية يُسمى الصوت الحسن مزمار وقال بذلك كثير من أصحاب العلم؛ فقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الاستقامة) : “… أن نفس صوت الإنسان يسمى مزمارا كما قيل لأبي موسى: لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود”
كما قال الشيخ محمد شمس الحق في (عون المعبود على سنن أبي داود) : “… ومزامير داود ما كان يتغنى به من الزبور وضروب الدعاء …”
بهذا نكون قد عرفنا ما هي مزامير داود الوراد ذكرها في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: تجربتي مع سورة الفلق
مزامير داود في الكتب المقدسة
من عقيدة الإسلام أن يؤمن المسلم بكل ما نزل على الرسل من قبل الإسلام ويؤمن بالرسل، فقال الله تعالى في سورة البقرة: ” آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)”
كما قال في نفس السورة: ” لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)”
فمن هذا الآيات وأخوتها قال علماء التوحيد أن أركان الإيمان في الإسلام هي:
- الإيمان بالله
- الإيمان بالملائكة
- الإيمان بالكتب
- الإيمان بالرسل
- الإيمان باليوم الآخر
- الإيمان بالقدر خيره وشره.
على هذا في عقيدة الإسلام لتمام إيمان المسلم أن يؤمن بكافة الرسل والكتب المنزلة عليهم منهم نبي الله داود عليه السلام والتاب المنزل عليه (زبور)؛ ذلك لقول الله عز وجل: ” وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (الإسراء 55).
قال القرطبي في تفسره لهذا الآية: “… كتاب ليس فيه حلال ولا حرام، ولا فرائض ولا حدود؛ وإنما هو دعاء وتحميد وتمجيد، أي كما آتينا داود الزبور فلا تنكروا أن يؤتى محمد القرآن …”، وتم تسمية ذلك الكتاب بمزامير داود، نسبة إلى صوته الحسن في قراءتها.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أعرض الكفار في سورة الفرقان بسبب ماذا
مزامير داود في العهد القديم
حاليًا مزامير داود هي جزء من العهد القديم، فيقسم اليهود أسفارهم المقدسة إلى أقسام حسب المحتوى، وذلك على النحو التالي:
- أسفار الأنبياء الأولين الأربع (سفر يشوع بن نون، سفر القضاة، سفر صموئيل الأول، سفر صموئيل الثاني، سفر الملوك الأول)
- أسفار الأنبياء المتأخرون (سفر أشيعا، سفر أرميا، سفر حزقيال)
- أسفار الأنبياء الصغار الاثني عشر ( سفر هوشع، سفر يوئيل، سفر عاموس …)
على هذا فإن مزامير داود في العهد القديم هي جزء من الكتب وتحتوي على أجزاء أصغر.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: لماذا سميت سورة الحجرات بهذا الاسم
سورة الزمر
يجب الانتباه أن المزامير التي نتحدث عنها تختلف في المعنى عن كلمة (الزمر) فالزمر اسم سورة في القرآن الكريم، وسبب تسميتها بهذا الاسم هو لوقوع هذا اللفظ فيها مرتان:
- قال الله تعالى: “وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71)”
- قال الله تعالى: ” وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73)”
قال الطبري في تفسير تلك الآية أن “زمر” أي جماعات، أي أنها ليست لها أي علاقة بالمزامير التي نتحدث عنها.