حكم سوء الظن بالناس
ما حكم سوء الظن بالناس؟ وما الآيات المذكورة في القرآن عن سوء الظن بالناس؟ إن سوء الظن بشكل عام من الأفعال التي لها أثر كبير على الفرد والمُجتمع بالسلب، ويتسبب في نشب الثقة فيما بينهُم، على الرغم من انتشار هذا الفكر بين الناس في مجتمعنا الآن، لذا من خلال موقع البلد سنوضح حكم سوء الظن بالناس.
حكم سوء الظن بالناس
يعد سوء الظن من أكثر الأشياء التي يمكن أن تتسبب للشخص في خسارة من حوله وخسارة محبتهم، وأكثر ما يمكن أن يبتلى به الأفراد هو سوء الظن لأنه الشر هو من ينتصر في هذه الحالة وينتشر البغض والسوء بين الأفراد، فقال الله تعالى في القرآن الكريم:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ”سورة الحجرات 12.
في هذه الآية وجه الله سبحانه وتعالى حديثه إلى المسلمين الذين صدقوا الله والرسول وحثهم ألا يظنوا بالناس سوء لأن بعض الظن إثم، وألا يتجسسوا عن عورات الغير وأسراره، فيجب أن يخافوا من الله ويتقوه لأنه من أكثر الأفعال سوءًا.
سوء الظن يحث على الشر ويفسد جميع الأمور بين الأشخاص، الصحبة السيئة والجلوس بجانب الأشخاص أصحاب الروح الفاسدة وبداخلها شر هي أول طريق لسوء الظن لذا يجب الابتعاد عنهم، وحكم سوء الظن بالناس لا يجوز ومنهي عنه.
فلا يجوز للمسلم أن يظن سوء بأحد بدون سبب واضح ومعه دليل على ذلك لأنه، فعند رؤية رجل جالس في مكان مع امرأة يأتي في ظن الشخص أنهم في علاقة محرمة ولا يفكر أنها قد تكون زوجته أو أخته.
لذلك نهانا الإسلام عن سوء الظن لأن الشخص المسلم هو الذي يظن بالناس خير ولا يحكم على أحد إلا عندما يتأكد من ذلك فقط.
آيات عن سوء الظن
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى العديد من الآيات في القرآن عن سوء الظن وأنه من الأفعال المحرمة التي يرتكبها الإنسان ويعاقب عليها يوم القيامة، حيث جاءت الآيات الموضحة حكم سوء الظن بالناس بالحرمانية على النحو التالي:
- سورة النجم الآية 23: “إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى“، في هذه الآية كان يتحدث الله على المشركين الذين كان يرفضون الدين والإيمان ويظنون السوء ويتبعون ما يرغبون به فقط.
- قال تعالى في سورة الفتح آية 12: “بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا“، كان الله سبحانه وتعالى يوجه حديثه لِمن يظنون أن الرسول والصحابه سيهلكون ولن يرجعون مره أخرى وأن الشيطان هو من أقنعهم بهذا الأمر فظنوا بالله ظن سيء.
- سورة الأنعام الآية 116: “وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ“، في هذه الآية تحذير من سوء الظن وعدم تصديق الأشخاص الذين يحللون ما يحرمه الله تعالى.
- سورة ص الآية 27: “وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا”، كان الله سبحانه وتعالى يوجه حديثه في هذه الآية للكفار الذين لا يؤمنون بالحياه بعد الموت حتى أنهم كانوا يضعون أسماء للملائكه وكانوا يظنون أنهم أناث.
أسباب سوء الظن
أثناء تناول الحديث عن حكم سوء الظن بالناس، نوضح بعض الأسباب التي تؤثر في حياة الشخص ويتبعها ويجعله ذلك سيء الظن بمن حوله، وتتمثل في الآتي:
- الشخص الذي يعاني من الغيرة والغل ويحسد من حوله دائمًا يسيء الظن بهم ويتهمهم بأمور لم تحدُث، أو يفسر ما يقومون به بصورة سيئة فيجعله ذلك غير محبوب من الجميع.
- ارتكاب الذنوب وعدم البعد عما نهانا الله عنها ومعصية الرسول صلى الله عليه وسلم كل ذلك يجعل الشخص سيء الظن بالآخرين.
- أن يتصرف الشخص كما يحلو له ويتحدث عن الآخرين بالسوء ولا يضع حساب الآثار التي سوف تترتب عن قوله وإساءة الظن فقط بافتعال المشاكل.
- أصدقاء السوء من الأسباب الرئيسية للوقوع في سوء الظن قال أبو الحاتم: “صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار”، لذا يجب على المسلم العاقل أن يجتنب أصدقاء السوء ويبعد عنهم.
آثار سوء الظن بالناس
في نطاق الحديث عن حكم سوء الظن بالناس نجد أن هناك بعض الآثار التي تنتج عن سوء الظن وتؤثر على الفرد والمجتمع وتتمثل في الآتي:
- سوء الظن هو أول طريق الشرك والضلال حيث قال ابن القيم: “الشرك والتعطيل مبنيان على سوء الظن بالله تعالى”
- صاحب الظن السيء يلعنه الله يوم القيامة.
- المسلم السيء الظن يرتكب أسوء الأمور التي حذر الله منها ومع الوقت سوف يرتكب الكثير من الذنوب لذا يجب عليه أن يتراجع عن ذلك ويهتم بأموره فقط لأن أمور الأخرين ليست من شأنه.
- من يسيء الظن بالناس سوف يقع في العديد من المشاكل والأزمات في حياته.
- إذا كان المسلم يسيء الظن بأفراد عائلتة بدون سبب أو دليل واضح يؤدي ذلك إلى عدم استقرار المنزل وحدوث العديد من المشاكل.
- انتشار المشاعر السيئة بداخل الشخص مثل الغل، والحقد، والغضب.
- عدم استطاعة الشخص على التعامل مع الآخرين مما يجعله في حالة وحدة.
- يصبح في حالة نفسية سيئة بسبب كثر سوء الظن بمن حوله.
- تتكون لديه مشاعر الغيرة من الأشخاص نتيجة شعوره أنه أقل من الجميع وتنعدم ثقتة بنفسه مع الوقت.
أقوال العلماء في سوء الظن
الكثير من علماء الدين قالوا بعض العبارات الخاصة بسوء الظن وتتمثل في الآتي:
- قال علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-: “إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله، ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزية، فقد ظلم” وقال أيضًا ” ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن”
- ابن عباس قال: ” إن الله قد حرم على المؤمن من المؤمن دمه وماله وعرضه، وأن يظن به ظن السوء”
- قال ابن عطية: “كان أبو العالية يختم على بقية طعامه، مخافة سوء الظن بخادمه”.
- جاء في قول سلمان الفارسي: “إني لأعد غراف قدري مخافة الظن”
- قال الخطابي: “الظن منشأ أكثر الكذب”
- الحارث المحاسبي قال: “أحم القلب عن سوء الظن بحس التأويل”.
- عمر رضي الله عنه قال: “لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شرًا وأنت تجد لها في الخير محملا”.
- ابن مسعود قال : “الأمانة خير من الخاتم، والخاتم خير من ظن السوء”.
يعد سوء الظن من أكثر الصفات سوءًا والتي لا يجب أن تكون موجودة عند المسلم لأن الله سبحانه وتعالى نهانا عنها ويعاقب من يرتكبها.