دعاء ركوب السيارة من الأدعية الهامة التي يجب على كل مسلم حفظها وقولها عند ركوب أي وسيلة من وسائل المواصلات، وهذا كي يحاط بحفظ الله ورعايته، وقد أمرنا الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- بذكر الله تعالى وقول دعاء ركوب السيارة عند الصعود إلى أي وسيلة نقل، وهذا ما ستقدمه اليوم من خلال موقع البلد.
دعاء ركوب السيارة
إن قول دعاء الركوب لا ينحصر على السيارة فحسب، بل يمكن لكل مسلم قوله عند الصعود في أي وسيلة نقل حتى وإن كانت دراجة أو طيارة، فلا فرق، حيث كان المسلمين يقولون هذا الدعاء عند ركوب الدابة، حيث إنها كانت وسيلة النقل حينها.
كما نجد أن العلماء والفقهاء اختلفوا حول مدى مشروعية قول دعاء الركوب، حيث انقسموا إلى قسمين البعض منهم يرى أن قول الدعاء مقتصر فقط على ركوب أي وسيلة المواصلات للسفر بها خارج البلدة.
أما البعض الآخر يرون أنه من المستحب قول هذا الدعاء في كل وقت خلال الركوب بشكل عام سواء كان للسفر أو للنقل داخل البلد من مكان لآخر، وسوف نتعرف على دعاء ركوب السيارة من خلال الفقرة التالية:
روى مسلم في صحيحه عن ابْنَ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ- صلّى الله عليه وسلّم- كَانَ إِذَا اسْتَوَىَ عَلَىَ بَعِيرِهِ خَارِجاً إِلَىَ سَفَرٍ، كَبّرَ ثَلاَثاً، ثُمّ قَالَ: “سُبْحَانَ الّذِي سَخّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنّا إِلَىَ رَبّنَا لَمُنْقَلِبُونَ. اللّهُمّ إِنّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرّ وَالتّقْوَىَ، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَىَ، اللّهُمّ هَوّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنّا بُعْدَهُ، اللّهُمّ أَنْتَ الصّاحِبُ فِي السّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ “.
إِذَا رَجَعَ قَالَهُنّ. وَزَادَ فِيهِنّ: “آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبّنَا حَامِدُونَ “. أمّا دُعاء نزول المكان، فهو ما رواه مسلم عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:” مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا فَقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ“.
حكم دعاء الركوب وفقًا للعلماء
استكمالًا للحديث عن دعاء ركوب السيارة نجد أن حكم قول هذا الدعاء من الأمور التي يوجد جدل حولها بشكل كبير، حيث انقسم أهل العلم إلى رأيين كما سبق وتعرفنا، وكان رأي الشيخ الفاضل العزيز بن باز -رحمه الله عليه- أن قول هذا الدعاء مقتصر على السفر خارج البلدة أو المدينة فقط.
“الدليل على هذا الرأي ما ورد في مجموع الفتاوى: دعاء الركوب إنما يستحب عند ركوب العبد للدابة، أو السيارة، أو الطائرة، أو الباخرة أو غيرها لقصد السفر، أما الركوب العادي في البلد أو في المصعد”
لكن على الرغم من ذلك فإن هذا الحكم يعتبر اجتهاد من أهل العلم فقط، وهذا لأننا لم نجد أي أدلة شرعية من الكتاب أو السنة النبوية الشريفة تشير إلى حكم قراءة دعاء ركوب السيارة وقت السفر، ومن الجدير بالذكر أنه عند علماء الدين نجد أن العبادات كلها توفيق من الله تعالى، لا يجوز تشريع منها إلا ما وجد دليل عليه من كتاب الله العزيز أو السنة النبوية الشريفة أو الإجماع الصحيح.
على الصعيد الآخر يرى قسم من العلماء أن قوله بشكل عام يعتبر من الأمور المستحبة، ومن أشهر العلماء الذين اجتمعوا على هذا الرأي سماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله- حيث سُئل: “هل يلزم في ركوب الدابة كلما ركب الدابة قرأ دعاء الركوب ؟
فأجاب رحمه الله: ظاهر القرآن أن الإنسان كلما ركب على البعير، أو السيارة، أو السفينة، أو القطار أن يقول: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ”.
فضل الدعاء للمسلم
إن التضرع إلى المولى سبحانه وتعالى والتوجه إليه بالدعاء في كافة المواطن والأوقات وقبل الإقدام على أي فعل يعتبر من الأمور التي لها فوائد لا حصر لها وأثر عظيم على النفس، ولو علم المسلم فضل الدعاء، فلم يتوقف عن قوله في كل حين، وسوف نذكر لكم الآن أهم فضائل الدعاء فيما يأتي:
- إن الدعاء يساعد على رفع الابتلاءات والمصائب وتفريج الهموم وكشفها.
- يعتبر الدعاء هو أحد أسباب النصرة في جميع الأمور.
- يساعد على تكفير جميع الذنوب والافعال السيئة، ويساهم في جلب الخيرات والرزق بشكل كبير.
- إن الدعاء يعمل على رفع درجات العباد عند الله تعالى.
- يساهم بشكل كبير في جلب الرزق، وذلك لأنه يعتبر من أرقى العبادات وأرفعها، وترديده يزيد من أجر المسلم.
من الجدير بالذكر أنه كي يتم نيل فضائل الدعاء أن يكون مستحضر قلبه، وذلك لأنه يحتاج إلى التعرض والثقة من الإجابة ويتوكل على الله تعالى، ويتعلم الاستعانة به في كل وقت.
إن دعاء ركوب السيارة من الأدعية الضرورية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تساهم في الوقاية من الحوادث والأمور التي يمكن أن تقع للراكب، كما أنه يجعله في معية الله تعالى.
