ما يقرأ من القرآن عند زيارة القبور
ما يقرأ من القرآن عند زيارة القبور هي بعض السور التي تم ذكرها في أحاديث نبوية منقولة، وسوف نتناول صحة تلك الأحاديث من خلال موقع البلد، مع توضيح إن كانت قراءة القرآن تصل للمتوفى أم لا، وما حكمها في الشرع بالأدلة السنية؛ لكي يطمئن قلب من مات له عزيز.
ما يقرأ من القرآن عند زيارة القبور
ما إن تحدث حالة وفاة لدى أية أسرة وتبدأ الأفكار والمعتقدات للقريب والبعيد في الظهور من حول أفرادها، فتجد من يقول إن زيارة القبور أمر غير محلل شرعًا، ومنهم من ينصح بقراءة القرآن الكريم لكي يتم وصوله إلى المتوفي ويخفف عنه العذاب.
تتعدد تلك المعتقدات والآراء منها ما يكون خطأ وناتج عن الجهل في الدين، ومنها ما يكون صحيح وله أسس وأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، فالأصل في زيارة القبور أنها حلال بدليل من السنة النبوية الشريفة.
حيث إنها تساعد في أن يتعظ المرء ويحاول التقرب من الله تعالى بالأعمال الصالحة، وقد نصح رسولنا الكريم – عليه الصلاة والسلام – أن يزور كل مسلم القبور ببعض الآداب التي سوف نذكرها فيما بعد.
عند زيارتك للقبر تجد من يقرأ القرآن الكريم وقد تحب ترتيل بعض الآيات القرآنية لكي يأنس المتوفى بوجودك، وبالنسبة لرأي الشرع في هذا فهو جائز ولا حرج على المسلم فيه أو إثم والعياذ بالله.
أما عما يقرأ من القرآن عند زيارة القبور فهناك حديث ضعيف منقول عن الرسول – عليه الصلاة والسلام – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – يقول فيه: ” من دخلَ المقابرَ ثمَّ قرأَ فاتحةَ الكتابِ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وألهاكُمُ التَّكاثرُ ثمَّ قالَ إنِّي جعَلتُ ثوابَ ما قرأتُ من كلامِكَ لأهلِ المقابرِ منَ المؤمنينَ والمؤمِناتِ كانوا شفعاءَ لهُ إلى اللَّهِ تعالى” [ضعيف تحفة الأحوذي].
أي أن وهب سورتي الفاتحة والإخلاص بالإضافة لسورة التكاثر للمتوفى تكون له شفيعة عند الله تعالى يوم القيامة بإذنه، بالإضافة إلى أن هناك تجارب من كبار الشيوخ تقول إن ما يقرأ من القرآن عند زيارة القبور هو:
- سورة الفاتحة.
- الآيات الأولى والأخيرة من سورة البقرة.
- سورة يس.
- سورة التكاثر.
- سورة الإخلاص.
عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – قال: “إذا مات أحدُكُمْ فلا تَحْبِسوهُ، وأسرِعوا بِهِ إلى قبرِهِ، ولْيقرَأْ عندَ رأْسِهِ بفاتِحَةِ البقرةِ، وعندَ رجليْهِ بخاتِمَتِها.” [حديث ضعيف جدًا].
حكم زيارة القبور
قد نصح الرسول – عليه الصلاة والسلام – كما أسلفنا الذكر بأن يتم زيارة القبور، حيث إن فيها عظة للمرء وتجعله يحاول التقرب من الله تعالى وطريق الهداية، والدليل على هذا قول أبي هريرة – رضي الله عنه – أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – قال: “زوروا القبورَ فإنها تُذكرُكم بالآخرةِ” [حديث صحيح النوافح العطرة].
حكم تشغيل القرآن من مسجل عند القبور
في حالة رغبت أن تقوم بتشغيل قرآن كريم عند قبر غالٍ لك فلا بأس في هذا، ولا يقع إثم على المسلم قبيله، حيث إن حكم تشغيل القرآن الكريم بصوت شيخ من مسجل لا يختلف عن حكم قراءة القرآن من تلقاء نفسك وترتيلك له أمام القبر.
قراءة القرآن عند القبر في المذاهب
حكم قراءة القرآن للمتوفى عند قبره من الأمور التي اختلف فيها فقهاء المذاهب الأربعة، فمنهم من رأى أنه جائز ولا إثم فيه على المسلم، بينما رآه البعض الآخر أنه من الأفعال المكروه القيام بها.
حيث ذهب جمهور السلف والخلف أنه من الأمور الجائزة ولا يقع على المسلم حرج فيها، بينما رأى جمهور مالك وأبي حنيفة أنه من الأمور المكروهة نظرًا لأن الإسنادات الخاصة به من السنة النبوية غير صحيحة وضعيفة.
قد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) [سورة النساء الآية رقم 59]، وذلك ما يعني أنه يجب اتباع السنة والأخذ بما نصح به السنة النبوية وما يتوافق مع المعتقدات من آراء فقهاء المذاهب.
آداب زيارة القبور
من الواجب أثناء الحديث عما يقرأ من القرآن عند زيارة القبور، الإلمام بآداب الزيارة، فقد ترك لنا رسولنا الكريم – عليه الصلاة والسلام – بعض النصائح التي يجب التمسك بها من أجل تجنب الوقوع في الإثم، ومن آداب زيارة القبور ما يلي:
- من الهام ألا يتم البكاء بصوت عالٍ أثناء التواجد أمام القبر أو أن يتم إصدار صوت نحيب.
- يجب أن يتم إلقاء السلام على المقابر عند الدخول.
- الصلاة في القبور محرمة ويقع المسلم في الإثم إن قام بذلك.
- يلزم أن يحتفظ المسلم بهدوئه أثناء تواجده في القبور، وأن يتكلم بصوت خافت ولا يكون صوت قراءته للقرآن الكريم مرتفع أو مخيف.
- الدعاء للمتوفى بالمغفرة والرحمة من السنة، عن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – قال: “كانَ النَّبيُّ إذا فَرغَ مِن دفنِ الميِّتِ وقفَ عليهِ، فَقالَ: استَغفِروا لأَخيكُم، واسأَلوا لَهُ بالتَّثبيتِ، فإنَّهُ الآنَ يسألُ” [حديث حسن صحيح المسند].
- لا يجب أن يتم الجلوس على قبر المتوفى مهما حدث فهي من الأمور المحرمة والتي نهانا عنها الرسول – عليه الصلاة والسلام -.
قراءة القرآن للميت عند قبره من الأمور الجائزة شرعًا ولا إثم على الميت فيها، ولكن يجب اتباع آداب الزيارة ومعرفة أن الأحاديث التي ذكرت في الأمر ضعيفة، ولكن ثواب القراءة يصل للمتوفى بإذن الله.