علاقات

تجربتي مع الزوجة الثانية

تجربتي مع الزوجة الثانية كانت من التجارب الصعبة التي مررت بها؛ لأنها جعلتني أفكر بطريقة مختلفة في كثير من الأمور؛ لذلك قررت أن أنصحكم بكل ما مررت به أثناء تجربتي مع الزوجة الثانية، لعل أحدكم يستفيد من هذه التجربة في حالة إن كان يريد الزواج مرة أخرى، وذلك من خلال عرضها في هذا الموضوع عبر موقع البلد.

تجربتي مع الزوجة الثانية

أنا رجل لدي 30 عام وتزوجت عندما بلغت 28 عام، كنت أحب زوجتي كثيرًا؛ فكانت تربطنا علاقة حب منذ الجامعة، وكانت أيام سعيدة جدًا، وهي أيضًا أحبتني كثيرًا، وكانت علاقتنا قائمة على المحبة والتفاهم، وبعد دراسة بعضنا الآخر قررنا الزواج.

بالفعل أتممنا زواجنا وكانت حياتنا سعيدة للغاية، وبعد فترة حملت زوجتي وكنت سعيد جدًا، ولكن حينما أنجبت هذا المولود قل اهتمامها بي ولم نعد نتحدث كثيرًا، وكان أغلب اهتمامها بالطفل؛ لذلك قررت الزواج من امرأه أخرى.

اعترف بأنه كان يجب علي أن اقف بجانب زوجتي لأنها كانت متعبة، ولكن لم يهمني سوى أنها لم تعد تهتم بي وتزوجت امرأة أخرى، لأنني لم أعد ألقى الراحة والاهتمام؛ لذلك بحثت عن وهم السعادة مع امرأة ثانية ولم اهتم لزوجتي أو طفلي.

استكمال تجربتي مع الزوجة الثانية

تعرفت على زوجتي الثانية من على مواقع التواصل الاجتماعي، أعجبت بكلامها وأفكارها وتحدثنا كثيرًا؛ لذلك أردت الزواج منها على الرغم أننا لم ننتظر حتى نعرف بعضنا الآخر بعناية، وحدث وتزوجنا بسرعة.

لم أكن أعرف شخصيتها من كل الجوانب، كذلك الوضع بالنسبة لها لم تكن تعرف شخصيتي؛ لذلك بعد الزواج حدث بيننا مشاكل كثيرة، ولكن علمت زوجتي الأولى أنني تزوجت من امرأه أخرى، وكان هذا خبر صادم لها.

طلبت الطلاق فورًا، وبعد مجادلات كثيرة لإيضاح رغبتي في عدم الطلاق لم توافق هي وانفصلنا، وبعد ذلك ندمت كثيرًا وأصيبت بحالة حزن شديدة لأنها كانت حنونة وطيبة جدًا، ولكني تركتها عندما احتاجت إلى مساعدة وفكرت في نفسي فقط، وبعد فترة حدثت خلافات كثيره بيني وبين زوجتي الثانية.

علمت أن تجربتي مع الزوجة الثانية لم تنجح، وكذلك علمت أهمية زوجتي الأولى، وطلبت زوجتي الثانية الطلاق هي الأخرى، لأننا لم نكن نفهم بعضنا وحدث وانفصلنا، والآن أنا نادم كثيرًا لأنه بسبب أنانيتي، وعدم تقديم الدعم والحنان لزوجتي الأولى على الرغم أنها قدمت لي الكثير في الأوقات المختلفة.

لم أفكر في الأمر بطريقة صحيحة واحتوي الموقف، بل ذهبت للزواج من أخرى دون معرفة شخصيتها بشكل صحيح؛ لذلك حدث معي كل هذا؛ لذلك أنصحكم بألا تكرروا خطأي.

شروط الزواج للمرة الثانية

إذا كنتم تريدون الزواج من الثانية؛ فهنالك عدد من الشروط التي يجب أن يتم وضعها عين الاعتبار قبل الإقدام على ذلك الأمر، وتعرفت على هذه الشروط من خلال تجربتي مع الزوجة الثانية، ومن ضمن هذه الشروط ما يلي:

  • يجب أن يكون الرجل لديه القدرة الجسدية للزواج من الثانية، وكذلك القدرة المالية للإنفاق على زوجته الأولى والثانية.
  • أن يتم العدل بينهم دون تفرقة وتقسيم ولا يفضل واحدة على أخرى؛ لأن من يقصر مع واحدة من زوجاته، ولم يهتم بها مثل الأخريات، ولم يطبق شروط العدل له جزاؤه، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم

(إذا كانتْ عند الرجلِ امرأتانِ، فلمْ يعدلْ بينهُما ؛ جاء يومَ القيامةِ وشِقُّهُ ساقطٌ).

كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم  في هذا الحديث

(من كان له امرأتانِ ، يميلُ لإحداهُما على الأُخرى ، جاء يومَ القيامةِ ، أحدُ شقيْهِ مائلٌ).

تعنى هذه الأحاديث أن من الظلم ألا يعدل المتزوج بين الزوجتين في الإنفاق أو قسمة الليالي بينهن؛ فيعاقبه الله بسبب تقصيره مع إحداهن بأن يأتي مائلًا يوم القيامة، وأن يميل بالأفعال لزوجة أكثر من أخر، ويأتي يوم القيامة إحدى شقيه مائل.

  • ينبغي ألا يكون في عقد زواجهم ما يقول عدم زواج الزوج من أخرى؛ لأن عقد الزواج يجب الالتزام به، ولا يخالف أحد هذه الشروط؛ فعقد الزواج يعتبر شريعة المتعاقدين.

خلال تجربتي مع الزوجة الثانية قرأت أن القانون المغربي يُمكِن تعدد الزوجات، لكن بشروط معينة، وهي معرفة رغبته في التعدد، وتوافر الموارد الكافية للزواج، واستدعاء الزوجة الأولى للمحكمة؛ فإذا وافقت الزوجة على الزواج يتم حفظ القضية والحكم بالقبول.

لكن إذا رفضت الزوجة الأولى زواج  زوجها من امرأة أخرى تعمل المحكمة على مصلحتهما، لكن إذا استقرا على قرارهم، وطلبت الزوجة الطلاق تصدر المحكمة بمصلحة الزوجة، ويجب على الزوج إيداع مستحقاتها، وإذا لم تطلب الطلاق تصدر المحكمة بألا يتزوج زوجها من امرأة أخرى طالما لم تقبل هذا.

كيف يعدل الزوج بين زوجاته؟

أثناء تجربتي مع الزوجة الثانية تعرفت على الكثير من الأمور التي يجب على الزوج أن يفعلها حتى يُطبق العدل بين زوجاته، ومنها ما يلي:

  • العدل في الإقامة: يجب على الزوج العدل بين زوجاته في الإقامة، حيث تقسم الأيام بينهن، فإذا جلس عند واحدة يومين يجلس عند الأخرى يومين، ويجب توزيع الأيام بينهن.
  • العدل في الإنفاق والسكن: فيجب على الزوج العدل بين زوجاته في الإنفاق عليهم، ولكن إذا كانت إحداهن لديها أطفال؛ فيجب أن تكون نفقاتها أكثر من الثانية، وحسب حاجة كلًا منهما، فيوجد من تريد أن تشتري كسوة لأن ثيابها قديمة، وتكون الأخرى لا تريد، ويجب العدل بينهن في جميع احتياجات البيت.
  • العدل في التعامل “المشاعر والتنزه والحديث”: يجب معاملة كل واحدة مثلما يعامل الأخرى؛ حتى إذا كان يحب إحداهن أكثر من الأخرى يجب أن يعاملها بلين وعطف، لا بقسوة وغلظة، ولا يجب رفع صوته على واحدة منهن، وان يتنزه معهما بالعدل ولا يفرق بينهن.

لكن هنالك أمور لا يطلب فيها العدل بينهن، وهي ميل قلب الرجل لواحدة أكثر من الأخرى، ليس من المنطقي أن يتحكم في ميل قلبه وحبه، ولكن يجب المعاملة باللين واللطف لهن على حد السواء.

قال الله تعالى

(وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ)

هذا الآية توضح عدم مقدرة العدل القلبي بين الزوجات، ولكن لا يجب أن يظلم الأخرى ويعاملها بلين وعطاء؛ فهو مطالب فقط بالإنصاف والعدل بينهن في كافة الأمور، فيما عدا ما يخفيه قلبه.

هل يمل الزوج من زوجته الثانية؟

خلال تجربتي مع الزوجة الثانية حدث معي أن مللت من زوجتي الثانية في بعض الأوقات، وذلك بسبب أشياء كثيرة، وهي حدوث خلافات ومشاجرات، كذلك عدم الالتقاء في نقطة مشتركة.

بشكل عام توجد العديد من الصفات التي تجعل الزوج يمل من الزوجة الثانية منها عدم اهتمام الزوجة الثانية بزوجها وإهماله، أو معاملة الزوجة الثانية لزوجها بتعالي باعتبارها الزوجة الجديدة، كذلك عدم الاحترام بينهما قد يولد المشاكل والملل.

بالإضافة إلى عدم تقديرها لما يفعله لأجلها، وعندما تقل ثقة الزوجة بزوجها وتراقبه في كل شيء، ولا تمنحه الاهتمام والأمان، وعندما تخفي عنه أشياء كثيرة ولا تشاركه في مشاكله، إلى جانب دور زيادة الخلافات والتوتر التي تحدث بينهما، وعدم حفظ أسراره التي يخبرها به.

إلى جانب المشاكل التي تحدث بسبب الزوجة الأولى، وكثرة المشاجرات وعدم استيعابها للوضع، فيوجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى نفور وملل الزوج من زوجته الثانية.

متى يحب الرجل الزوجة الثانية؟

تجربتي مع الزوجة الثانية جعلتني أعرف أن الرجل يحب الزوجة الثانية عندما يرى أن الزوجة الأولى مقصرة معه، ولا تهتم به بالطريقة التي يريدها وتهمله؛ لذلك يلجأ لحب الزوجة الثانية إن كانت توفر له كل ما يحتاجه وتحتويه.

لكن خلال تجربتي مع الزوجة الثانية بشكل شخصي ما حدث معي أنه بمرور الوقت مللت من الزوجة الثانية، وأصبحت أريد العودة إلى زوجتي الأولى وأم طفلي، فأدركت إنه اذا قصرت الزوجة الأولى في بعض الأوقات؛ فأنا أيضًا قصرت معها بسبب عدم تفهمي وتحملي للحياة الجديدة، وتقديري لتعبها بسبب الطفل والمسئوليات الواقعة على عاتقها.

في الغالب يكون الرجل غير محتمل لزوجته، ويذهب إلى أخرى لتعوضه، بل يجب أن يتحمل زوجته في هذا الوقت إن كانت غير مقصرة في المجمل، ولكن الظروف الطارئة هي من سببت هذا التغيير.

لأن بعد ذلك سيعود كل شيء إلى ما كان عليه، وإذا تزوج من أخرى سوف يندم مع مرور الوقت، وتجدر الإشارة إلى أن الزوجة الثانية لا تحظى بالمحبة، مثل حب الزوج لزوجته الأولى؛ لأن الزوجة الأولى تحملت معه الكثير، وكان يربطهما العديد من الأمور والمواقف.

بسبب ذلك سوف يمل من زوجته الثانية، ويعود إلى زوجته الأولى، وبالتالي يكون قد ظلم الزوجة الثانية، ولكن في بعض الأوقات يعثر الرجل على الحب مع زوجته الثانية، على عكس الزوجة الأولى التي كان بينهما الكثير من الخلافات؛ فالأمر نسبي محض، وهو ما علمته خلال تجربتي مع الزوجة الثانية.

خلاصة تجربتي مع الزوجة الثانية

يمكن تلخيص تجربتي في شقين ما بين النجاح والفشل؛ حتى تتمكنوا من اتخاذ القرار السليم في تجربتكما، وهما:

  • الشق الأول نجاح تعدد لزوجات: هنالك حالات ينجح بها تعدد الزوجات في بعض الأوقات، إلى جانب أن الكثير من المتزوجين بأكثر من امرأة يعيشون حياتهم في سعادة، ويتحقق ذلك عن طريق موافقة الزوجة الأولى على الزواج من الثانية.

إن تطبيق العدل بين الإثنين دون تفرقة، والتعامل مع كل واحدة مثلما يعامل الأخرى، وأن يعدل بين أولاده من الزوجتين من حيث التعليم والإنفاق وكل شيء، وألا يفضل أبناء واحدة على الأخرى.

أن تُبنى الثقة بينهما والمحبة والتفاهم أنن يسعى الزوج لخلق روح من المحبة والصداقة بينهن، ولا يكرهن بعضهما، ويكونان متفاهمين حتى لا يؤثر ذلك على حياتهم مع زوجهم وأبنائهم.

إلى جانب ذلك ينبغي عليه أن يخصص يوم من الأسبوع ليجمعهما معًا؛ حتى يزيد من الترابط بينهن، ويتجنب حدوث الخلافات، وذلك لحماية البيت وزيادة الصلة حتى ينشأ أبنائهم قائمين على المحبة والمودة دون كره أخ لأخيه من أجل شيء وأن يخافوا على بعضهم.

  • الشق الثاني الفشل في تعدد الزوجات: في بعض الأوقات يحدث فشل في تعدد الزوجات، مثلما حدث خلال تجربتي مع الزوجة الثانية، ويرجع ذلك الفشل في كثير من الأحيان إلى زواج الرجل من امرأة أخرى دون علم زوجته، مثلما حدث معي.

بالإضافة إلى عدم معرفة الزوج شخصية زوجته الثانية، وعدم التفاهم بينهن، كذلك عدم العدل بين الإثنين وحدوث خلافات كثيرة وتفرقة المعاملة، وعدم وجود ثقه بينهم سواء الزوجة الأولى، أو الثانية مع الزوج وعدم الإنفاق على الإثنين بالعدل، وتفضيل واحدة على الأخرى.

إلى هنا انتهت تجربتي مع الزوجة الثانية، والتي شرحت لكم فيها كل ما يخص التجربة بتفاصيلها، بالإضافة إلى الشروط اللازمة بين الزوجتين، وأتمنى أن تكونوا قد استفدتم من هذه التجربة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى