اسلامياتفقه

هل المرأة تحتلم مثل الرجل

هل المرأة تحتلم مثل الرجل؟ وما حكم احتلامها؟ ففي بعض الأحيان قد تستيقظ السيدات وتجد إفرازات مهبلية دون العلم بسببها، ونظرًا لشيوع الاحتلام لدى الرجال لا تعلم المرأة إن كان عليها التطهر أم لا، لذا فيما يلي عبر موقع البلد نتناول تلك القضية الهامة وحكمها الشرعي.

هل المرأة تحتلم مثل الرجل

إن الاحتلام هو أن يتخيل المرء أثناء النوم الجماع أو يشعر بنفس الأمر الذي يشعر به بالعلاقة الزوجية دون وجود أي عامل يسببه، وذلك ما يتبعه نزول المني “الماء”، وفي الغالب ذلك ما يحدث للرجال بنسبة كبيرة، ولحياء النساء للسؤال عن تلك الأمور فإن أغلب الفئات ترى أنه يحدث للرجال فقط.

لكن على العكس فإن الاحتلام من الأمور التي قد تحدث للمرأة مثل الرجل تمامًا، وذلك ما يجعل الإجابة عن سؤال هل المرأة تحتلم مثل الرجل هي نعم، وقد ورد في السنة النبوية ما يؤكد ذلك.

فعن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ:

“جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذَا رَأَتِ المَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا” [صحيح البخاري].

عمر احتلام المرأة

من الجدير بالذكر أن هناك سن مُعين للسيدات يجعل من إجابة سؤال هل المرأة تحتلم مثل الرجل تنطبق عليهنّ، حيث إنه لا يمكن للمرأة أن تحتلم سوى بالوصول إلى سن البلوغ وهو ما يبدأ من التسع سنوات أو نزول الدورة الشهرية.

الفرق بين احتلام الرجل والمرأة

على الرغم أن إجابة سؤال هل المرأة تحتلم مثل الرجل هي نعم وأن المرأة شبيهة للرجل في تلك الحالة، إلا أن هناك فارق بسيط بين الأمرين، فإنه يمكن للمرأة أن تحتلم دون أن تجد الماء عند الاستيقاظ من النوم، أما في حالة احتلم الرجل فإن قذف السائل المنوي يكون أمرًا حتميًا.

حكم احتلام المرأة

إن احتلام المرأة أثناء النوم من الأمور الطبيعية والتي لا إثم فيها، فإن الإنسان لا يكون له يد في الأمر ولا يتمكن من التحكم في شهوته ونفسه، وعلى هذا فإن الاحتلام في نهار رمضان أو أثناء الصيام لا يُفسد من الصوم شيئًا.

لكن في حالة رأت المرأة عند الاستيقاظ من النوم الإفرازات المهبلية حول جهازها التناسلي فمن الهام الاغتسال، ويُحرم عليها مس المصحف أو الصلاة وغيرها من العبادات التي تتطلب الطهارة.

أما في حالة الاحتلام دون أن تذكر المرأة أنها احتلمت فإن حكم الاغتسال في تلك الحالة يكون واجب باتفاق الأئمة الأربعة، خاصةً في حالة وجود المني بعد الاستيقاظ.

حكم الاغتسال من الاحتلام دون إفرازات

من الجدير بالذكر أثناء الحديث عن إجابة سؤال هل المرأة تحتلم مثل الرجل التنويه أنه في حالة احتلمت المرأة دون إفرازات فإن الأمر لا يتطلب منها الاغتسال، ويمكن أن تؤدي عباداتها دون أن تقع في الإثم.

حكم الشك في الاحتلام إن كان مني أم مذي

إن المشهور عند الفقهاء هو وجوب الاغتسال في حالة الاحتلام أثناء النوم ووجود الماء بعد الاستيقاظ، فحتى في حالة الشك بأن كان مذي أم منى فإنه يلزم التطهر لأن الفقهاء ينصحوا بالأخذ بالأحوط.

علامات الاحتلام عند المرأة

من الجدير بالذكر أن هناك بعض العلامات التي يمكن للمرأة ملاحظتها والعلم أنها قد احتلمت، وتتمثل في السطور التالية:

  • إحساس المرأة بالنشوة عند الاستيقاظ وهو ما يكون مختلف على حسب الحلم الذي حلمته.
  • الشعور بالذنب وتأنيب الضمير مما شعرت به خاصةً بعد نزول الإفرازات.
  • في حالة الإحساس بوجود رطوبة في المهبل نتيجة نزول الإفرازات المهبلية.
  • في حالة الشعور بالاكتئاب أو العزلة بعد الاحتلام.

هل تحتلم المتزوجات

بعد التعرف على إجابة سؤال هل المرأة تحتلم كالرجل والعلم أن للمرأة احتمالية احتلام كالرجل تمامًا، فمن الجدير بالذكر العلم أن الاحتلام يكون بشكل أكبر لدى المراهقات ويقل في حالة تزوجت المرأة.

لكن قد يحدث الاحتلام للمرأة المتزوجة في حالة قد كانت رغباتها مكبوتة أو لا تفرغ شهوتها، وهو ما يكون ناتج عن التباعد بين الزوجين أو عدم القدرة على الرضا عن العلاقة الزوجية.

صفة الغسل من الاحتلام

بعد التعرف على حكم الاغتسال من الاحتلام بالنسبة للمرأة فمن الواجب التنويه أن التفقه في الدين أمر هام لأجل تجنب الوقوع في الإثم، فلا حياء في تعلم الفقه فعن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ:

“ نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأنْصَارِ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الحَيَاءُ أنْ يَتَفَقَّهْنَ في الدِّينِ” [صحيح مسلم].

فيجب على المرأة الاغتسال بعد الاحتلام وللغسل صفتين منهما الغسل مجزئ الواجب والآخر الغسل الكامل، والغسل المجزئ هو ما يكون بنية الطهارة ويلزمه تعميم الجسم كله بالماء سواء كان بالاستحمام أو حتى السباحة، ويلزمه عزم النية لكي يكون مقبولًا.

أما بالنسبة للغسل الكامل فهو ما علمنا إياه النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وله خطوات معينة لا بد أن يأتي بها المسلم، وتتمثل فيما يلي:

  • أن يعقد النية بالتطهر من الجنب.
  • يتم رفع الحدث من خلال غسل منطقة العضو التناسلي.
  • يغسل المسلم الكفين ويتوضأ الوضوء الكامل.
  • يتم تعميم الرأس بالماء على أن يتغلغل في البصيلات لا خصلات الشعر.
  • إفاضة الشق الأيمن من الجسم بالماء من ثم الشق الأيسر.
  • لا يجب على الإنسان أن يستحي من السؤال في أمور دينه خاصةً إن كانت تتعلق بالطهارة، وللمرأة الاغتسال من الاحتلام في حالة نزول المني كما للرجل وينصح بقراءة أذكار النوم والصباح لكي يتم تحصين النفس.

    مقالات ذات صلة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى