أسس تربية الطفل في عمر سنتين
أسس تربية الطفل في عمر سنتين متعددة، حيث تتطلب معاملة الأطفال في سن سنتين بعض المهارة، إذ ينبغي أن تقوم تلك المعاملة على الحرص على تحقيق التوازن بين تعليمهم القواعد الرئيسية، وبين احتياجهم في ذلك العمر إلى الاستقلالية والاعتماد على الذات نوعًا ما، ولهذا السبب تعتبر تلك المرحلة العمرية مرحلة حرجة ينبغي أن يتم بنائها بطريقة جيدة، لذا تضطلع التربية بدور مهم في تلك المرحلة، وفق ما سنقدمه لكم عبر موقع البلد.
أسس تربية الطفل في عمر سنتين
وفيما يخص أسس تربية الطفل في عمر سنتين فهي تتمثل في التالي:
1- تشجيعه على التعبير عن ذاته
لعل أهم ما ينبغي أن يتعلمه الطفل في أثناء تلك الفترة هو التعبير عن ذاته، ويكون هذا عن طريق تعليمه مهارات تعلم اللغة الصحيحة، مثل إعانته على التأشير على الصور، ومعرفة أسماء الأب والأم والأخوات وأقسام الجسد وأغلب الأشياء، والالتزام بالتعليمات المبسطة، وترديد الألفاظ التي اكتسبها من خلال حديثه.
وعن طريق ذلك يستطيع الطفل توصيل ما يرغب به إلى غيره بشكل واضح، وسوف يشرع في استعمال الضمائر من أجل الإفصاح عن ذاته.
ومن الجدير بالذكر أن الأطفال في تلك الفترة العمرية يتباينون من حيث استطاعتهم التعبير عن ذاتهم، فلو رأت الأم أن الطفال المماثلين لطفلها في العمر يتكلمون بطريقة جيدة، فليس هناك داعي أن تشعر بالقلق، فقط كل ما عليها هو أن تهتم أكثر بتعليم الطفل، وجعله يكتسب مهارات التعبير عن الذات.
2- إظهار التعاطف تجاه تحدياته
من ضمن الأساسيات المهمة التي ينبغي الحرص عليها في تنشئة الطفل في سن سنتين، هي إمكانية إظهار التعاطف مع التحديات الخاصة به، إذ أن الأطفال في ذلك السن يتباينون في نواحي متعددة، حيث يوجد أطفال أشقياء وآخرون هادئون وهناك من هم عصبيون، وأهم ما ينبغي الاهتمام به هو طريقة التعامل مع عصبية الطفل.
إذ أن الغضب هو أمر طبيعي في عملية نمو الطفل، إلا أنه ينبغي التعامل مع نوبات غضبه بشكل حريص، وحينما يظهر الطفل الغضب ينبغي العلم بكون ذلك الطفل لا يتعمد الإزعاج، ولا يتمكن الطفل من التعبير عن ذاته بطريقة جيدة، ولهذا السبب ينبغي منحهم ما يطلبون وإنما ببعض الشروط.
3- استعمال القواعد الواضحة مع الطفل
فالأطفال في ذلك السن يعجزون عن التعرف على التصرفات المناسبة وغير المناسبة ما لم توضح لهم ذلك بطريقة جلية، مع الحرص على احترام الغير.
فمثلًا: من الممكن أن نقول له: ينبغي ألا تأخذ الأشياء من الغير بلا استئذانهم، كون ذلك يتسبب في شعورهم بالضيق، مع دفع الطفل إلى تكرار تلك القاعدة بصوت مرتفع وبصفة متكررة، وكي يتم تحفيزه على الالتزام بها ينبغي للوالدين الثناء عليهم حين ترجمة تلك القاعدة في تصرفاتهم، ثم يتم التوجه إلى قاعدة أخرى.
4- تجنب استعمال أسلوب النهي
حينما يسلك الطفل في سن سنتين سلوكيات سلبية، ينبغي أن يتم القضاء عليها وتصويبها بأسلوب ملائم، وخصوصًا بالنسبة للطفل العصبي، كون ذلك الأسلوب يحثهم على العناد والتشبث بالتصرفات السلبية، فعوضًا عن استعمال أسلوب النهي، من الممكن إعادة تغيير تصرفاتهم السلبية إلى أسلوب أحسن، مثل توفير نشاط عوضًا عن هذا، إذ أنه من اليسير تصويب تصرفاتهم بشكل بسيط من خلال التشتيت بذكر أمر آخر.
5- إعطائه مهام جديدة من أجل المساعدة
إذ أن الأطفال في تلك الفترة يحبون الاستقلالية، ويسعون إلى التوصل إلى كل جديد، ويمكن للوالدة توكيل عدد من المهمات إلى الطفل على أن تكون ملائمة لعمره، وبصفة خاصة هذه المهام التي تندرج تحت اختصاصها، فهذا من شأنه أن يصنع روح المساعدة عند الطفل، إلا أنه ينبغي أن تكون تلك المهام محددة وفقًا لعمر الطفل وتكوينه الجسمي.
6- إعطائه ما يكفي من الوقت للتعلم
فينبغي أن يسمح الوالدين للطفل بتعلم جميع ما يجب تعلمه، إذ ينبغي أن يكون هناك مجال للطفل للتعلم والدخول في التجارب الكثيرة، ولو كانت تلك التجارب سوف تجعل الطفل يشعر بالإحباط أحيانًا، حيث إن الطفل ينبغي أن يحس بالحزن تمامًا كما يحس بالبهجة.
فهذا من شأنه أن يدفع الطفل إلى بذل الجهود، وهو الأمر الذي ينتج عنه أن يتعلم الطفل أمورًا جديدة بنفسه، كما يسهم ذلك في تشكيل قدر كبير من الطاقة والصلابة في داخل الطفل، هو الأمر الذي يجعله يحس بالابتهاج والتميز.
7- تقييده بنظام ثابت
إذ أن الطفل في ذلك العمر يكون في أقصى فترات نموه، ولكي نحافظ على صحته، ينبغي تعيين نظام محدد يلتزم به في أثناء اليوم، مثل اختيار الوقت الذي ينبغي أن يتوجه للنوم به، واختيار أوقات اللهو إما وحده أو بصحبة الآخرين، وتحديد ساعة أو أكثر في اليوم من أجل اكتساب مهارة جديدة، والإنصات إليه والمشكلات التي واجهها في أثناء اليوم، فذلك من شأنه أن يمنح الطفل منافع كبيرة، إذ يصير بإمكانه أن يتعلم الانضباط منذ نعومة أظافره، والالتزام بفترات معينة لذلك.
8- تحديد أماكن ملائمة له للهو
يشرع الطفل في اللهو مع رفاقه في سن عامين، ومن الأفضل اختيار مكانًا آمنًا في البيت بقدر الاستطاعة، مثل وضع كافة الألعاب خاصته في حجرة خاصة به، وينبغي ألا تقتصر الألعاب على التسلية فحسب، مثل العرائس وألعاب الموبايل وما شابه.
وإنما ينبغي التعدد في تلك الألعاب، مثل الألعاب التي يحصل الطفل منها على بعض المعلومات، إلى جانب صقل الموهبة عنده، مثل الرسم، وينبغي التنويه بعدم إجازة لعب الطفل في الشارع والمناطق غير الآمنة.
9- مشاركة الطفل في وقت المتعة
من الضروري تعيين وقت محدد من أجل مشاركة الطفل متعته، فمهما بلغ انشغال الوالدة بأعمال البيت، وخصوصًا حال ارتباط الطفل بالأم، لهذا السبب ينبغي ألا يحس الطفل بالوحدة، ويجب أن يحس بوجود من يهوى مشاركته لحظات المتعة، فذلك من شأنه أن يكسب الطفل مميزات إيجابية كثيرة، ومن ضمنها: الثقة بالذات وإحساسه بالحب والفرحة وقدرته على التواصل الجيد مع غيره.
10- دعم السلوك الإيجابي عند الطفل
فعوضًا عن إهدار الوقت في الاهتمام بالسلوك السلبي والعمل على التخلص منه، يجب صنع قدرًا من التوازن بين كافة أنواع السلوك عند الطفل، فمثلما يسلك الطفل سلوكيات سلبية، فهو أيضًا يسلك بعض السلوكيات الجيدة والمستحبة، إذ أنه لا ينبغي التغاضي عن تلك السلوكيات، وإنما ينبغي دعمها، كي يصبح الطفل ملتزمًا بها ولا يتغافل عنها، وينبغي الثناء على الطفل لدى قيامه بتلك التصرفات.
11- التفكير بنفس طريقته
من البديهي أن الطفل في ذلك السن يختلف بطريقة كبيرة من حيث التفكير عن البالغين المحيطين به، ولهذا السبب فحينما تسعى إلى استيعاب شعور الطفل، ينبغي لك أن تتبع طريقة تفكيره ذاتها، فلا يعتبر أمرًا عسيرًا أن تقرأ الإشارات الظاهرية التي تنبع من الطفل للتعرف على ما يدور في عقله، وتستطيع أيضًا التعرف على ما إذا كان الطفل سعيدًا أو حزينًا من خلال هذه الإشارات.
12- استعمال طريقة النقاش والحوار
فمن الضروري اللجوء إلى النقاش مع الطفل في جميع جوانب الحياة، إلى جانب تعزيز جميع آداب الحوار خلال الكلام مع الطفل، كي يكتسبها الطفل بطريقة غير مباشرة، وينفذها بطريقة تلقائية حينما يناقش غيره.
وبهذا نكون قد وفرنا لكم أسس تربية الطفل في عمر سنتين وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.