هل شرب السجائر ينقض الوضوء لم يذكر في أي من تعاليم السنة والجماعة أن تدخين السيجارة أو الشيشة أو غيرها أنها من الأشياء التي يبطل بها الوضوء، ولكن قال آخرون أن الوضوء واجب على كل مدخن قبل الصلاة سواء كان طاهرًا أم لا، وهناك الكثير من الآراء والتفاصيل المختلفة التي سوف نتناولها بالتفصيل في المقال التالي عبر موقع البلد.
هل شرب السجائر ينقض الوضوء
أصدرت دار الفتوى في مصر فتوى نصت على على أن المدخنين لا يجب عليهم الوضوء إلا إذا كان لديه حدث أصغر أو أكبر، فالدخان لن يبطل الوضوء، ولكن من المستحب تطهير فم المدخن ونظافته من روائح الدخان قبل الصلاة حتى لا يضر باقي المصلين، وهذا مثله مثل منع من يوجد في أفواههم روائح كالثوم والبصل من دخول المسجد، لأنه يزعج المصلين، وإن كان الثوم والبصل من الأشياء المباحة للمسلم، فكيف يكون الأمر إذا كان الحديث عن رائحة الدخان التي تلامس الفم وقد قيل أنها حرام، فهي الأولى في أن تمنع الصلاة في المسجد حتى يزيل الرائحة التي تضر المصلين لا محالة.
هل التدخين حرام
بعد أن عرفن الإجابة عن تساؤل الكثيرين هل شرب السجائر ينقض الوضوء، حان الوقت لتناول آخر آخر عن حرمانية التدخين من عدمها، فالكثيرون من العلماء والفقهاء الموثوق بهم في عصرنا الحالي قالوا بتحريم وحظر التدخين حيث أنه كان لا وجود له في عصور الفقهاء وال~مة السابقين، ومن قبل ذلك لم يوجد ذلك في زمن الوحي، وفضلًا عن المشكلات الصحية الخطيرة الناجمة عنها، فقد أكد الطب والعلم ضرره بالرجوع إلى الأدلة من الطب والعلم على حظر الإسلام للتدخين.
الأدلة الشرعية على حرمانية التدخين في الإسلام
- قال الله تعالى في كتابه الحكيم “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ” وهذه الآية هي دليل ثابت من القرآن على أن كل طيب يتم وصفه بالحلال، وبالتالي فكل الخبائث حرام، ولا يوجد اختلاف بين اثنين على أن السجائر والدخان من الأشياء الخبيثة وليست الطيبة.
- قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ” فقد ورد في معنى المُخالفة الوارد في الآية الحظر لاستخدام أو أكل أو شرب أو كل شيء يتصف بالخبث.
- ورد عن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “لا ضَررَ ولا ضِرارَ”.
- كما نقلوا حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت “نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ”، وبناءًا على أقوال علمائنا الكبار أصحاب العلم والدين الثقات فالتدخين حرام، لأنهم قالوا بأنه يحتوي على عناصر تسكر الإنسان، فتكون حرمته مثل كافة المسكرات الأخرى.
الأدلة العلمية والطبية على حرمانية التدخين
آراء وأبحاث الخبراء من قبل الأطباء والعلماء أثبتت بوضوح أن 90% من مرضى السرطان الرئوي في العالم ناتج عن التدخين.
- التدخين هو المسبب الأساسي وراء الإصابة بأمراض القلب والجلطات الدماغية، والالتهابات الرئوية والشعب الهوائية الملتهبة.
- يؤدي إلى العجز الجنسي عند الذكور وضعف الانتصاب.
- يصف الأطباء النيكوتين بأنه مشابه للعقاقير المخدرة في الخصائص والصفات، ويعتقدون أنه بوجوده في التبغ يحتاج إلى أن يعامل على أنه مخدر خطير مثل الهيروين والكوكايين.
ما هي نواقض الوضوء
لقد حدثنا أصحاب المذاهب الأربعة عن عدة أمور تبطل الوضوء، سنعرفها ونعرف أيضًا هل شرب السجائر ينقض الوضوء، سنوضح كل هذا على النحو التالي:
- اتفقوا على أن جميع ما ينزل القناتين من الفرج والشرج يبطل وضوء المسلم، باستثناء السائل المنوي لحاجته إلى الغسل.
- أجمعوا على اعتقادهم بأن العقل الغائب للمسلم سواء كان مجنونًا أو فاقدًا للوعي، أو مدمنًا على الكحول أو مخدرًا أو أي شيء خفي، من عوامل نقض وضوئه، ومن هذه الأشياء النوم، إلا إذا نام على كرسيه.
- ملامسة جلد الرجال والنساء الأجانب، وهناك أيضا فروق بين الأربع مذاهب في تفصيل ذلك، فبعضها يشترط أن تكون الرغبة موجودة، والبعض يقول إن الوضوء لازمًا لمجرد الملامسة.
- لمس القبل أو الدبر في ذلك اتفقت جميع المذاهب عدا الحنفية، حيث اعتبروها مبطلة للوضوء، بينما الحنفية تعتبر ذلك لا يبطله.
- نزول النجس مثل الدماء والرجيع قال الشافعي وابن مالك إن هذا ليس من نواقض الوضوء، بينما قال المذهب الحنبلي والحنفي أنه تستوجب إعادة الوضوء رغم اختلافهم في بعض التفاصيل.
- ردة الإسلام قال بها الحنفية والشافعية إنها لن تبطلها، بينما قال ابن حنبل وابن مالك إنها تبطله.
- أكل لحوم الجمال فيها فروق في آراء المذاهب بين الفقهاء فيقول معظم الفقهاء الشافعي والمالكي والحنفي أنه لا يبطل بسببها الوضوء، بينما رأي الحنابلة أنها تنقض الوضوء.
متى يكون الوضوء واجبًا
قال الفقهاء أن في بعض الأحوال يستلزم فيها التوضؤ، ولكن مع الإشارة إلى أن هذه الحالات لا علاقة لها بالمدخن أو الغير مدخن، والتوضيح في شأن هذه الحالات كالآتي:
الصلاة
أجمع الفقهاء على وجه العموم على أن من يرغب في أداء صلاته يجب أن يتوضأ قبلها، ثم يزيل عنه نجس ما خرج منه بسبب التبول البأو التغوط أو الريح، وهذا مطلوب سواء كانت الصلاة التي ينوي آدائها صلاة مفروضة أو نافلة، وهذا وفقًا لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم “لاَ يَقْبَلُ الله صَلاَةً بِغَيْرِ طُهُورٍ”، فقد قال الفقهاء في العصر الحديث أن على الراغبين في الصلاة أن يتوضؤوا.
الطواف
إن الرأي الخاص بمعظم فقهاء المالكية، وكذلك الشافعية وعلمائها وأتباعهم، وكذلك مذهب الحنابلة وطلابه هو أن كل من يريد أن يقوم بالطواف في الكعبة فعليه أن يتوضأ، وهذا واجب كل من يريد الالتفاف حولها، سواء كان هذا الطواف إلزامي أو من النوافل، فقد نقلوا ما قالوه عن النبي كدليل عن قول رسول صلاة الله وسلامه عليه “الطَّوَافُ حَوْلَ البَيْتِ مِثْلُ الصَّلَاةِ، إِلَّا أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِيهِ، فَمَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ فَلَا يَتَكَلَّمَنَّ إِلَّا بِخَيْرٍ”.
بينما يعتقد الفقهاء الحنفيون أن الوضوء قبل الطواف ليس فرضًا وإنما واجبًا، ومن المعروف أن الأمور الواجبة في هذا المذهب تعني أنها أقل من الفرض، ومن يسأل هل شرب السجائر يبطل الوضوء، نقول أنهم قد أكدوا جميعهم على أن هذا الوضوء يكون من أجل التطهر من الحدث الأصغر، ولم يذكر أن التدخين من مبطلاته التي تحظر الطواف قبل الوضوء.
لمس المصاحف
يرى معظم الفقهاء أن الوضوء لازم لمن يريد أن يقرأ المصحف، وذلك لقول الله سبحانه وتعالى “لا يَمسّه إلا المُطهَّرون”.
تأثير التدخين على الصيام
يتفق العلماء الثقات والفقهاء المعتبرين على أن التدخين من أسباب بطلان الصوم، وهذا لأنه يعد من الأشياء التي تفطر الصائم، فإذا كان الشخص الصائم يدخن ولكن لم يدخل الدخان في الحلق، فإن الصوم باطل أيضًا، وكذلك في تعمد الاستنشاق لدخان السجائر.
يرى المالكية والحنفية أن قضاء وإخراج الفدية واجبة لمن فعل ذلك عمدًا، وهذا يختلف عن الشافعية والحنابلة الذين يعتقدون بإن القضاء فقط هو الواجب وليس الكفارة، أما إذا كان في جلسة ما يتم فيها شرب السجائر، وقد ذهب بعض الدخان للحلق بدون قصده، وهذا لأنه يصعب تفادي ذلك، فإن المذهب المالكي يرى أن هذا يفطر الصائمين، لأن مذاقه بلغ الحلق، وبعدها المخ، ولا يعتبر التدخين عذرًا يسمح بالإفطار.
وأخيرًا نكون عرفنا جواب سؤال مهم وهو هل شرب السجائر ينقض الوضوء، وعرضنا آراء أبرز الفقهاء في كل ما يتعلق بالتدخين وأثره على الصلاة والصيام، وكذلك وضحنا آثاره الضارة على الصحة التي أقرها العلماء والفقهاء في نفس الوقت.