متى يكون الطلاق هو الخيار الصائب
متى يكون الطلاق هو الخيار الصائب؟ وما هي أسباب الطلاق الأكثر انتشارًا؟ يعتبر الطلاق من أصعب القرارات التي يمكن أن يمر بها الزوجين حتى وإن لم يكن الزواج ناتج عن قصة حب، نظرًا لعمق العلاقة الزوجية والترابط بين الزوجين مما جعل علاقة الزواج علاقة مقدسة، لذا من خلال موقع البلد يمكن التعرف على كافة التفاصيل عن متى يكون الطلاق هو الخيار الصائب؟
متى يكون الطلاق هو الخيار الصائب
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على العلاقات الزوجية وتتسبب في فجوة كبيرة بين الرجل وزوجته وتبدأ الفجوة في الزيادة ويستمر الطرفين في البعد عن بعضهما البعض حتى ينتهي بهما الأمر بالطلاق، حيث تتمثل الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الطلاق في الآتي:
1- عدم القدرة على التواصل مع الزوج
يعتبر عدم التواصل بين الأزواج هو إحدى الأسباب الرئيسية التي من خلالها تنتهي علاقات كثيرة ويكون فيها إجابة سؤال متى يكون الطلاق هو الخيار الصائب؟ حيث من خلال ذلك لا تستطيع الزوجة التفاهم مع زوجها بشكل طبيعي، ولا يتمكنا من فهم وجهة نظر بعضهما البعض لأن كلًا منهما يفكر بشكل مختلف عن الآخر وله وجهة نظر مختلفة.
كما لا يقدران على تقبل رأي الآخر ولا يتمكن أحدهما من إقناع الآخر برأيه أو مناقشته فيما يفكر، حيث يطلق الأخصائيين على هذه الحالة التواصل الانسدادي، وكانت نسبة الطلاق وفق ذلك تصل إلى 52 % من إجمالي حالات الطلاق، وذلك يرجع إلى سوء الاختيار من البداية وعدم القدرة على رؤية الشخصية الحقيقية للزوج في فترة الخطوبة أو التعارف الذي يسبق الزواج.
2- اختلاف الحياة قبل وبعد الزواج
أغلب الرجال يقومون بالكثير من الوعود المبالغ فيها في فترة التعارف لذلك تبدو الحياة في نظر الطرف الآخر مشرقة بشكل غير واقعي تختلف عن الحياة الواقعية التي تعيشها الشريكة في بيت عائلتها، ويستمر الرجل في بناء الأحلام التي لا يتمكن من تحقيق أجزاء منها.
حتى يتزوج الشريكان وتبدأ مرحلة الصدمة من الشريكة وهي أن هذه الحياة لا تشبه الحياة التي كان يعدها بها ويصفها لها، يبدأ الشك في قدرات الزوج وأنه غير قادر على تحقيق ما يعد به بسبب عدم وجود أي وجه تشابه بين الحياة التي كان يرسمها لها والحياة التي تعيشها.
ثم تظهر عيوب الزوج والزوجة أيضًا والتي كانا يحاولان إخفائها في فترة الخطوبة، فربما تجد الزوجة أن زوجها يرغب في الراحة والنوم لوقت طويل أكثر من رغبته في تحقيق أي طموحات لأسرته وذلك يتسبب في شقاء الشريكة.
3- المعاملة السيئة بينهما
تبدأ العديد من الأزواج في الشكوى من أن تصرفات شركائهم سيئة في العديد من المواقف حيث تساهم هذه المعاملة في الغضب الداخلي الذي يجعل الزوجة غاضبة من زوجها حتى بعد مرور فترة زمنية طويلة على الموقف لكنها لا تتمكن من نسيان سخريته منها أمام الناس على سبيل الضحك.
احتقار الزوج لزوجته على سبيل الضحك والمداعبة ليس من الأمور المضحكة نهائيًا بل من الأمور التي تشكك الزوجة في قدراتها وتجعلها تشعر أنها غير كافية وتبدأ في العديد المحاولات التي من خلالها تحاول إصلاح الأمر الذي يسخر الزوج منه بشكل دائم.
أما عندما يستمر الزوج في تكرار السخرية على نفس الأمر الذي بدأت الزوجة تهتم به ليراه الزوج بشكل مختلف تشعر بغضب كبير منه، وكل شعورها تجاه نفسها وأنها غير راضية عما تقدمه وأنها يجب أن تطور من نفسها من أجله ينعكس إلى غضب واحتقار إلى الزوج.
4- عدم الشعور بالألفة
يعتبر فتور الحب وانعدام الشعور بالقرب تجاه الشريك من أفضل الإجابات عن سؤال متى يكون الطلاق هو الخيار الصائب؟ لأن الحياة الزوجية مبنية على المودة والألفة والمشاركة والعديد من المشاعر والأمور المعنوية البعيدة كل البعد عن الاحتياجات وتوفير طلبات المنزل.
في حين عدم تواجد الأمور المعنوية التي تدفع العلاقة للأمام وتعمل على المرور بأي أزمة دون تأثر تتحول الحياة الزوجية إلى حياة غريبة، حيث يكون الزوج في هذه الحالة مجرد ممول مادي يلبي احتياجات الأم والأولاد وتوجه الأم كل تركيزها على أولادها فقط ولا تنتبه لوجود الزوج أبدًا.
5- تراكم الخلافات وعدم القدرة على تخطيها
مازلنا نتعرف على إجابة سؤال متى يكون الطلاق هو الخيار الصائب؟ حيث تتفاقم المشكلات إن باتت دون حل حيث تصبح الزوجة فاقدة الأمل من التفاهم مع زوجها والوصول إلى مرحلة ترضيها والزوج لا يهتم بالأمر كثيرًا فهو دائمًا في حاجة إلى أن تكون حالته المزاجية متحسنة لذلك لا يحتاج إلى النقاش.
حيث يبدأ في اتهام الزوجة أنها تستمتع بالمشاكل وأنها لا ترغب في استقرار الحياة بينهما وذلك يجعلها لا تتحدث عن الأمر مرة أخرى لكنه مازال موجودًا بداخلها، وفي كل مرة يحدث خلاف بينهما يزيد الأمر بداخلها سوءًا، حتى تجد أنها بلا شعور ناحية زوجها وأنها في علاقة باهتة لا تفكر في أي شيء إلا التخلص منها.
6- أسباب الطلاق الأكثر شيوعًا
هناك العديد من الأسباب التي تعتبر أكثر شيوعًا من الأسباب السابقة للطلاق، حيث توجد العديد من النساء التي تتجنب كل الأمور المعنوية وتتجاهلها وتحافظ على الزواج من أجل الأولاد أو بسبب الخوف من المجتمع، إلا في بعض الحالات التي تجعل المرأة لا تتراجع عن طلب الطلاق وهي كالتالي:
- الخيانة: العلاقات المتعددة للزوج هي من أكثر ما تواجهه المرأة بعد الزواج وينتج عنها تصدع كبير في العلاقة مما يؤدي إلى الانفصال وعدم القدرة على التواصل معًا مرة أخرى حتى لو أنهى الرجل هذه العلاقات.
- التعرض للعنف: هناك العديد من الزوجات التي تتقبل الإساءة وتقبل أسف الزوج ووعوده أن هذه الطريقة لا تتكرر مرة أخرى ويبرر ذلك بأنه يمر ببعض الضغوطات النفسية بسبب العمل، لكن تكرار ذلك يجعل الزوجة لا تتقبل الحياة مهما كانت صبورة وحمولة.
- الأمور المادية: إن بدأ الرجل في إهمال احتياجات المنزل والزوجة وعدم تلبية الطلبات والاعتماد على الزوجة في الجانب المادي أو الاعتماد على المساعدات التي تصل من أهلها يجعل الزوجة تكره الرجل وتعتمد على نفسها بشكل أكبر يجعلها تتخلى عنه.
- عدم الرغبة في إنجاب الأطفال: أي زوجة تفضل أن تكون أم ويكون لديها حلم الأمومة من قبل الزواج، بينما إن رفض الرجل ذلك بسبب زيادة المسؤوليات المادية يمكن أن تتقبل الزوجة لفترة، لكن استمرار رفضه يجعلها تتخلى عنه لتحقيق حلم الأمومة مهما كانت تحبه.
كيف تتخذ المرأة قرار الطلاق؟
في سياق الإجابة عن سؤال متى يكون الطلاق هو الخيار الصائب؟ يمكن أن تضع الزوجة في اعتبارها أن هناك خطوات يمكن أن تقوم بها لتتأكد من صحة هذا القرار بالنسبة إليها، وهي كالتالي:
1- كتابة قائمة بأهم الأسباب
يجب أن تبدأ الزوجة بكتابة الأسباب التي تدفعها إلى الطلاق وتجعلها غير قادرة على تكملة الحياة مع زوجها، حيث توجد الكثير من النساء تضطر إلى تكملة الزواج ولا تطلب الطلاق أبدًا من أجل التواجد الدائم مع أولادها وحتى لا يدفع الأولاد ثمن الانفصال.
لكن هناك بعض الأحداث التي تشعر فيها المرأة أن الطلاق هو الحل المناسب وأن وجود أولادها والخوف على حالتهم النفسية والاهتمام بمستقبلهم من الأمور التي تجعلها تفكر ألف مرة في خطوة البقاء في هذه العلاقة.
2- ناقشي الزوج في مبرراتك
يمكن أن يكون الزوج مهملًا لكنه لا يعرف أن الحالة التي يتعامل بها قد أدت إلى التفكير في الانفصال عنه بشكل جدي، لذلك يمكنك النقاش معه بهدوء حيث لا يوجد داعي إلى رفع الصوت أو تذكر أخطاء قديمة، يجب أن يتم النقاش بهدوء فلربما يكون آخر نقاش صحي يُمكن من خلاله اتخاذ قرار مناسب.
لذلك يجب النقاش مع زوجك في كل المشكلات التي تشعرك أن الاستمرار في العلاقة الزوجية مستحيل وأنه مقصر في أمور لا يمكنك التغاضي عنها، ولا بد من وجود حل لهذا الوضع الذي إذا استمر بهذا الشكل سوف يؤدي إلى الانفصال لا محالة.
3- حددي المحاولات التي تم الاتفاق عليها
إن كان زوجك لا يدرك مدى ضجرك من تصرفاته وأن تصرفاته مؤذية إلى الحد الذي يجعلك لا تتقبلين الحياة معه، يمكن أن يتفهم الأمر ويبدأ في مراجعة نفسه وإعطاء الوعود للقيام بتحسين الأمور والعمل على حل المشكلات التي يمكن أن تصل بكم إلى الطلاق.
لكنك يجب أن تقومين بتحديد هذه المحاولات التي تم الاتفاق عليها وتخصيص وقت كافي لها حتى لا يكون النقاش مجرد مسكن لا يصلح أي مشكلة، وفي حالة عدم قيام الزوج بالوفاء بالوعود وتغيير الأوضاع، يمكنك حينئذ طلب الانفصال عنه.
4- محاولة التسامح
اسألي نفسك هذا السؤال في كل مرة تفكرين في الطلاق فإن توصلت إلى أنه يمكنك مسامحته بقدر كافي تراجعي عن قرار الطلاق، أيضًا إن كانت المشكلات منك وزوجك يضجر من الحياة بسبب تصرفات تقومين بها، يمكنك طلب منه التسامح والبدء من جديد بدون تكرار نفس التصرفات.
5- تحديد آثار الطلاق
إن لم يفي زوجك بوعوده في التغيير وحل المشكلات التي تم الاتفاق عليها وأنتِ لم تتمكني من مسامحته وتجاوز هذه الأمور دون أن يبذل جهد، يمكن هنا الإجابة عن سؤال متى يكون الطلاق هو الخيار الصائب؟ لذلك يجب أن تقومين بخطوة واحدة وهي أن تحددي آثار الطلاق.
لقب مطلقة أو انتقالك إلى سكن آخر لا يعتبر من آثار الطلاق، المعنى من آثار الطلاق هو تحديد الآثار على الأبناء وما مدى تأثرهم بهذه الخطوة؟ ما شعورك وأنت بعيدة عن زوجك الذي كنتي تعيشين معه لسنوات طويلة مهما كانت تصرفاته تشعرك بالضجر، هل يمكن أن يشعرك الانفصال عنه بالفقد وأنك سوف تشتاقين إليه؟
حددي شعورك إن أقبل زوجك على الزواج من امرأة أخرى وماذا يكون وقع ذلك عليك؟ إن بدأتي في إدراك ردة فعلك إن تم هذا الأمر، يمكن اتخاذ قرار الانفصال وبلا تردد.
رغم صعوبة قرار الطلاق إلا أن الانفصال عن الشريك يمكن أن يكون أفضل حل لاستمرار الحياة بشكل مستقر وهادئ في حالة عدم القدرة على الوصول إلى نهاية للخلافات.