قصص اكتئاب ما بعد الولادة
قصص اكتئاب ما بعد الولادة تؤثر على صحة المرأة وتؤدي إلى وصولها لأفكار انتحارية في بعض الأحيان، ولكن هناك قصص تكون منجية للبعض وعبرة لمن يقرأ تجارب غيره مع الحمل، لذلك نقوم بعرض قصص اكتئاب ما بعد الولادة من خلال موقع البلد.
قصص اكتئاب ما بعد الولادة
هناك الكثير من قصص النساء اللواتي يحكين التجارب التي مروا بها مع الحمل والولادة، وتوصف شعور كل مرحلة تمر بها من زواج وحمل وولادة وشعورها ما بعد الولادة أيضًا.
تتعرض غالبية النساء لاضطراب نفسي وبدني بالتالي يدخلها في شعور سيء للغاية وتصل نسبتهم إلى 80%، كما أن الأم قد لا تستطيع التعامل مع الاكتئاب بطريقة صحيحة لجهلها بهذا الشعور.
لا يقتصر الأمر عليها وحدها بل يجب على من يشاركها هذه الفترة أن يستوعبها ويتفهمها جيدًا، خاصة إذا كان الزوج يعلم بهذه الاضطرابات وأسبابها وكيفية تخطي الأمر.
لأن من حولها سيكون أكبر داعم لها يمكنها من تخطي الأمر سريعًا دون أن تتعمق داخل هذا الشعور السيء ويتحول فيما بعد لاكتئاب.
من أهم أسباب هذه الاضطرابات هي تغير الهرمونات والآلام التي تعرضت لها خلال فترة الحمل، وينبغي الحرص على اتباع العلاج المناسب حتى لا تتكرر قصص اكتئاب ما بعد الولادة الآتية.
قصة طفلة تنجب طفلة
كانت إنجي شابة مدللة بين أبويها ولا تتحمل المسؤولية كل ما تحتاجه يأتي إليها بلمح البصر، ثم تعرفت على حب حياتها بالجامعة وبعد قصة حب دامت سنتين قرروا الزواج.
كانت تحاول الهروب من فكرة الحمل وشكل جسمها ما بعد الحمل وكانت تحاول الضغط على زوجها بإلغاء فكرة إنجاب طفل الآن، ولكنه رفض بشدة وهي استسلمت للأمر وبدأت في تناول أدوية لمنع الحمل ولكن أمر الله نفذ وحملت بالفعل.
بدأ جسمها النحيف يتغير ويأخذ منحنيات، وتتغير ملامحها، مما سبب لها صدمة كلما ترى نفسها بالمرآة، بالتالي سبب لها ألمًا كبيرًا في نفسيتها، لازمها البكاء طوال الليل، وبدأت تكره الطفلة من قبل مجيئها ظنًّا منها أنها السبب في كل ما يحدث خاصة في الشهور الأخيرة من حملها.
قبل الولادة بأيام تعرضت لحادث أوقعها من على الدرج، ولم تشعر بأي شيء إلا بعد فترة عندما أفاقت من الوعي بعد العملية، وبدأت تستوعب ما حدث.
بدأت تشعر بآلام ما بعد الولادة، وكدمات الوقعة وكانت لا تفكر في مولودها أين هو الآن؟ وكيف هي صحته؟ وبعدما استعادت صحتها، قامت الممرضة بإحضار الطفلة لها ولكن عندما رأت إنجي طفلها بدأت بالصراخ وطلبت إبعاد مولودها عنها.
كما حاولت الممرضة أن تعطيها الطفلة مرة أخرى لترضعها بشكل طبيعي رفضت بشدة، مما أدى إلى جفاف الحليب في صدرها، كما أنها كانت تبكي بشدة عندما تراها، وتخرج عندما تسمع صوت بكائها.
مما أصاب الجميع بالدهشة وخيبة الأمل فيها وهناك أشخاص زعموا بأنها مجنونة، والبعض الآخر قالوا بأن هناك طفلة تنجب طفلة، كما أنها تعد من أقوى القصص المؤثرة في قصص اكتئاب ما بعد الولادة.
قصة الجنين الوحشي
كانت هناك فتاة تُدعى سعاد في الثلاثينات من عُمرها، وكانت تحلم بالإنجاب وأن تكون أمًّا منذ سنوات ولكن تأخر بها الوقت وكان يراودها شعور أنها لن تتزوج والعمر يتقدم بها، ولكن تغير كل شيء عندما جاء الجار الجديد الذي انجذب إليها وكان يتتبعها بعينه.
قرر الزواج منها وبالفعل حدث الزواج، وعاشوا خمس سنين في سعادة لم يتحدث فيها عن مسألة الزواج، ولكنها كانت تخشى أن يستمر الزواج دون إنجاب فبدأت تحاول مع طبيب آخر ليتابع حالتها، وبالفعل حدث الحمل.
عند اقتراب موعد الولادة في فصل الشتاء وفي ليلة دافئة حلمت سعاد بأنها تستيقظ من نومها وتمشي ليلًا في المطر، وحدث لها المخاض أي الطلق، وسقطت على الأرض وهي تصرخ.
ثم بدأت مياه الجنين في النزول فرفعت فستانها، ثم جدت وحشًا صغيرًا وقتها، واستيقظت من نومها مفزوعة من الكابوس المزعج.
كانت دقات قلبها سريعة ولا تستطيع التقاط أنفاسها، وكان وجهها مليئًا بالعرق كأنها كانت تحمل بالفعل، كما أن هذا الكابوس سبب لها انهيارًا عصبيًا دام ليومين.
بالإضافة إلى إصابتها بهيستريا البكاء لعدة ليالي متواصلة، حتى جاء موعد الولادة الحقيقي وولدت ولادة قيصرية، وعندما فاقت من تأثير البنج ونظرت لطفلها بدأ في الصراخ.
تذكرت هذا الوحش الصغير والذعر الذي انتباها بالكابوس انتابها مرة أخرى، وكانت تتهرب من طفلها ولا تريد رؤيته أبدًا.
قصة الفتاة الأخيرة
كانت هبة تعمل مدرسة موسيقى ومصابة بالعمى، ولكنها اعتادت على الأمر وأصبحت تتعامل في حياتها بتلقائية وسعادة بسبب حبها للحياة وللموسيقى، ولهذا السبب أحبها زميلها بالعمل، والذي كان يعمل مدرس رياضيات وطلب منها الزواج أكثر من مرة، ولكنها رفضت بسبب أنها عمياء.
لكنه أصر على الزواج منها واستطاع الزواج منها، وحملت بعد ثلاثة أشهر من زواجهم، واستطاعت التغلب على أي شعور سيء مثل نظرات النساء إلى زوجها خارج المنزل، وهل ينظرون لها بشفقة؟
فهي تريد معرفة شكل زوجها وشكل طفلها القادم، ولكنها لم تستطع التغلب على شعور الوحدة، فبعد الحمل كان الأمر قاسيًا وصعبًا عليها؛ حيث إنها لا تستطيع خدمة نفسها ولا طفلها، وكانت تشعر بالوحدة.
عندما يأتي زوجها من عمله فإنه ينام باقي اليوم ولا أحد يهتم به مما جعلها تقرر العودة لمنزل أهلها، وبدأ زوجها في البحث عنها وبدأت تتلقى العلاج من اكتئاب ما بعد الحمل وقالت لطبيبها النفسي أنها الفتاة الأخيرة ولا ترغب في الإنجاب مرة أخرى.
كل هذه قصص اكتئاب ما بعد الولادة، قد يعتبرها البعض قصص منجية وعبرة ودرس مستفاد لهم في المستقبل.
أقسام اكتئاب ما بعد الولادة
اكتئاب ما بعد الولادة ينقسم إلى قسمين كما يلي:
- الاكتئاب النفسي: هو متعلق بالضغط العصبي والنفسي الشديد.
- الاكتئاب الوجداني: هو الناتج عن تطور الأمر للوجدان الذي قد يتسبب في قتل الطفل وقتل النفس، وفي هذه الحالة يعاقبها القانون على ما فعلت.
الأمراض النفسية واكتئاب ما بعد الولادة
هناك بعض المجتمعات لا يعترفون بالأمراض النفسية ويتهاونون في علاج المرض ولا يأخذونه على محمل الجد خاصة اكتئاب ما بعد الولادة الحاد، والذي قد يحدث نتيجة الابتعاد عن التجمعات وصعوبة الارتباط بالطفل أو النوم كثيرًا أو الأرق وعدم القدرة على التركيز.
بالإضافة إلى الإصابة بفقدان الشهية والخوف من الفشل حول فكرة التربية السليمة، وكل هذه الأشياء تتسبب في زيادة الاكتئاب مما يؤدي في النهاية إلى فكرة الانتحار أو ترك الطفل أو وضعه ف ملجأ، وتصبح هذه الحالات في النهاية فصول في قصص اكتئاب ما بعد الولادة.
إذا تم التأكد من أن الأم تعاني من مرض نفسي فقد تتلقى الحد الأدنى من العقاب مراعاة لحالتها وما مرت به، ويأمرها القانون بتلقي العلاج داخل السجن وعند التوقف عنه لتجنب حدوث انتكاسات.
الدعم النفسي للأم
يجب على الأم أن تكون هي الداعم الأول والأساسي لنفسها ولا تحتاج لدعم خارجي ولا تذهب لطبيب نفسي إلا قبل أن تجرب هذه الحيل التي قد تساعدها في تخطي الأمر مع نفسها أولًا.
يجب عليها وضع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية، كما عليها أن تخصص وقتًا لنفسها لتمارس هواية مفضلة لها أو تعتني بجمالها ونظافتها كما عليها أن تخصص وقتًا تقضيه مع طفلها وزوجها وعليها التفكير بشكل إيجابي والتخطيط للمستقبل.
لذا فإن الطريقة الإيجابية للتعامل مع الاكتئاب هي قضاء وقت مع العائلة، والتقاط صور للذكرى، فالاعتياد على التجمعات فكل ذلك سيقضي على الحزن والاكتئاب تدريجيًا.
بالتالي عليها تجربة كل الحلول لتتخلص من هذا الشعور، لأنه إذا لم يتم علاجه، فإن ذلك سيجعلها عرضة لخطر الإصابة بالاكتئاب الذي يلازم الأم لسنوات ويؤثر على أطفالها وعلاقتها بهم.
العلاج الدوائي
يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي في الحالات المستعصية، حيث يتم عرض الأم على طبيب مختص، ويصف الطبيب الدواء الخاص تبعًا للحالة، إلى جانب الجلسات التي تحد من تكرار قصص اكتئاب ما بعد الولادة، ومن الأمور المتعلقة بالعلاج ما يلي:
- ممارسة الأنشطة الرياضية.
- مساندة الزوج والأهل والأصدقاء للأم.
- تناول المكملات الغذائية والفيتامينات التي تتغلب على الضغط النفسي والعصبي والسهر.
- الخروج في الأماكن المفتوحة، مما يساعد على طرد الطاقة والمشاعر السلبية.
- متابعة سلوكيات الأم مع طفلها في فترة العلاج.
العلاج المعرفي السلوكي
يعتمد هذا العلاج على الأفكار والمشاعر التي تتعرض لها الأم مع محاولة اكتشاف الخلل وعلاجه ويتم العلاج من خلال جلسات جماعية وثنائية.
يتعلق به العلاج الجماعي الذي يتم من خلال اجتماع يضم عددًا من الأشخاص الذين يعانون من المشكلة، ويطلق عليهم مجموعة الدعم.
كما يتبادلون الحديث وتحكي كل أم قصتها والحالة التي تمر بها تحت إشراف معالج مختص، وهذه القصص تعد من أهم قصص اكتئاب ما بعد الولادة.
هناك حالات تحتاج فقط لشخص يستمع إليها، لذلك يجب على الطبيب النفسي مراعاة الدقة في ذلك، ومحاولة التعرف على ما يجول في الخاطر حتى يتمكن من وضع خطة للعلاج.
يمكن التغلب على الاكتئاب رغم أنه من أصعب الأمراض النفسية التي تمر بها الأم في حياتها ولكن يتم العلاج بالوعي الكافي والمثابرة على العلاج والثقافة والعلم والتحكم خاصة إذا توافرت هذه العوامل، ويمكن تخطي الأمر والعبور منه بسهولة.
أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
حالة الاكتئاب التي تصيب كل أم تختلف في حدتها، كما تختلف الأعراض أيضًا، وفي بعض الحالات يكون البكاء هو العرض الأساسي، وعدم الاهتمام بالنفس، والشجار مع الزوج، والتفكير الانتحاري.
بالإضافة إلى عدة حالات أخرى تعاني من الشعور بالندم وتوقف الحياة وفقدان الشغف وعدم الرغبة في العيش، ومن الحالات ما تتشكل في عدم الشعور بالفرحة والحساسية المفرطة والبكاء بشدة طوال الوقت، والإحساس بالذنب والخوف والقلق المستمر.
أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
هناك الكثير من الأشياء التي تعرضت لها الأم قبل وبعد الولادة، والتي أدت إلى الاكتئاب وحدوث قصص اكتئاب ما بعد الولادة، وهذه الأسباب ترجع إلى:
- فقدها لأمها عندما كانت طفلة وحرمان الشعور بحنية الأم.
- التعرض لحالة اكتئاب من قبل.
- ولادة طفل مريض أو ولادته قبل موعده الطبيعي.
- عدم احتواء الأم أو امتلاكها شريك قادر على تخطي الأمر معها ومساندتها.
- التعرض للمشاكل الأسرية والضغوطات أو المرور بمرحلة طلاق أثناء الولادة، كما يمكن أن تتعرض الأم للاكتئاب الشديد دون التعرض لأي سبب من هذه الأسباب.
دور الهرمونات في الإصابة بالاكتئاب
تتعرض الأم للتغيرات البيولوجية والجسدية، وهي تغيرات سريعة تؤثر في مستوى الهرمون بعشرة أضعاف، ثم ينخفض خلال 72 ساعة من بعد الولادة ثم يعود لمستواه الطبيعي كما كان قبل الحمل.
كما أنها تعاني من قصور في الغدة بعد الولادة ويرتفع مستوى مواد الإندروفينات الموجودة بالجسم، وتعمل على تحسين الحالة المزاجية والعصبية ويحدث لها انخفاض مفاجئ بعد الولادة مما يزيد من فرصة الإصابة بالاكتئاب.
كيفية السيطرة على الاكتئاب
إذا واجه الأم شعور بالخوف أو عدم الفرح بقدوم الطفل والإحباط يجب إخبار الزوج ومناقشة الأمر معه، وعدم مناقشة الأمر مع أي شخص غريب أو من العائلة، فإن عدم السيطرة ينتج عنها قصص اكتئاب ما بعد الولادة.
كما ينبغي التوجه للطبيب النفسي ويتم تحديد الخطة العلاجية في أي حالة اكتئاب تمر بها، ويترتب عليها التوجه للطبيب إذا تعرضت لهذه الحالات:
- زيادة الأعراض في السوء والتدهور.
- عدم رعاية الأم لطفلها.
- سيطرة الأفكار السلبية على الأم وهي إيذاء النفس وإيذاء الطفل.
- صعوبة إنجاز المهام اليومية.
- بقاء الأعراض وعدم اختفائها لأكثر من أسبوعين.
تمر الأم بالكثير من الضغوطات النفسية لذا فإن عليها التوجه إلى عيادة الطبيب النفسي إذا زاد الأمر سوءًا وعليها تناول الدواء حتى تتحسن صحتها من أجل نفسها وطفلها.