اسلامياتتفاسير قرآنية

تفسير سورة الماعون وسبب نزولها

تفسير سورة الماعون وسبب نزولها يعرفنا على فضل تلك السورة وإسهامها في قضاء الحاجة، والأحداث التي نزلت بها، والدروس المستفادة منها، ونظرًا لعظم كل تلك الفوائد فها نحن من خلال موقع البلد سنعرض لكم تفسير سورة الماعون وسبب نزولها.

تفسير سورة الماعون وسبب نزولها

نزلت سورة الماعون للتبغيض من البخل والتحذير من النفاق واللهو عن الصلاة ورد المساكين والأيتام، فإن أردت تفسيرًا مبسطًا لها فإليك من خلال النقاط التالية:

  • الآية الأولى بها والتي تنص على قوله تعالى:” أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ“، تأتى على هيئة سؤال لنبي الله محمد قائلًا هل رأيت أحوال الذين كذبوا البعث والجزاء يوم القيامة؟، حيث اشارت الآية الكريمة إلى العاصي السهمي والذي كان يعرف بأنه يكذب حقيقة يوم القيامة، بالإضافة إلى قيامه بالمعاصي والأفعال البغيضة.
  • الآية الثانية:” فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ“، تشير إلى أبا سفيان، حيث إنه كان أسبوعيا يقوم بذبح اثنين من الإبل، وجاءه يتيم يطلب منه اللحم، فقام أبا سفيان بضرب، وتعني الآية الكرية بشكل عام بأن هل رأيت الشخص الذي يقوم بإبعاد اليتيم بالشدة والعنف عن حقه، فيا له من شخص قاسي القلب.
  • الآية الثالثة:” وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ“، تشير إلى أن كيف للشخص الذي يمنع إطعام المسكين بان يأكل من ذلك الطعام الذي منعه عن غيره من المساكين.
  • “فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ﴿٤﴾، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴿٥﴾” يقول الله سبحانه وتعالى بأن هناك هلاك عظيم للذين يلهون عن صلاتهم، ولا يؤدونها في أوقاتها، ولا يؤدونها بخشوع في أحسن حال.
  • “الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴿٦﴾، وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴿٧﴾” تشير تلك الآيات إلى الذين يتظاهرون بأعمالهم الحسنة أمام الناس، ويقوموا بمنع إعارة الناس ما لم يضرهم، فهم لم يحسنوا عبادة الله عز وجل، ولم يقوموا بمعاملة خلق الله تعالى بإحسان.

أسباب نزول سورة الماعون

نزلت سورة الماعون للتأكيد على أن الإسلام هو دين العطف واللين والرحمة على عباده، وتحذير من هم في غفلة عن يوم القيامة ولا يؤمنون بذلك اليوم، ويتركون صلاتهم ويلهون عنها فحذرهم الله تعالى بالهلاك، ومن انتزعت الرحمة من قلوبهم حيث يقومون بمعاملة الأيتام والمساكين بكل قسوة وبأبشع صورة.

كما أنه من أسباب نزول سورة الماعون هو موقف أبي جهل حين جاء إليه يتيمًا وهو لا يمتلك أي ملابس ليرتديها، فنهره ابي جهل ولم يهتم به، ولما رأى سادة قريش ذلك اليتيم أشاروا إليه مستهزئين به، وقالوا له بأن يذهب إلى (الرسول صلى الله عليه وسلم).

بالفعل توجه اليتيم إلى الرسول عليه السلام، وحكى له ما حدث مع أبي جهل، فأخذه إليه حتى يعطيه من ماله وبالفعل حدث ذلك، حيث قام أبي جهل بإكرام الطفل وإجابة طلبه.

سورة الماعون وسبب تسميتها بذلك الاسم

سورة الماعون هي من السور المكية، ولم يذكر فيها آياتها لفظ الجلالة، ويبلغ عدد آياتها سبة آيات، وتوجد في الجزء الثلاثون من المصحف الشريف، وترتيبها في المصحف الشريف رقم 107 ونزلت على الرسول (صلى الله عليه وسلم) قبل سورة الكافرون وبعد سورة التكاثر.

سميت السورة بذلك الاسم بسبب ذكر كلمة الماعون بالآية الأخيرة في السورة، وتشير كلمة الماعون إلى الأشياء التي تعود بالنفع على الناس، ومن أسمائها ما يلي:

  • سورة أرأيت وذلك للإشارة الى بداية السورة.
  • سورة اليتيم، إشارة على اليتيم الذي قام أبو سفيان بنهره.
  • سورة الدين، إشارة إلى أن الآيات تدل على تكذيب بعض الناس إلى يوم القيامة.
  • سورة التكذيب وذلك إشارة إلى صفات الذين يقومون بتكذيب يوم البعث.
  • اختلف العلماء في تفسير كلمة الماعون حيث يرى البعض أنها الزكاة التي يمتنع الناس عن إخراجها، وفي تفسير آخر هي العارية، أي أنها أي شيء يقوم الناس باستعارته من الجار مثل الماء، والملح، وأدوات الطهي، والقدر، والميزان، والدلو، وأي شيء يتم أخذه لقضاء حاجة الإنسان.
  • في رواية أخرى جاء قوم إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) وطلبوا منه أن ينصحهم بنصيحه، فقال لهم عليه السلام بآلا يقوموا بمنع الماعون، فسألوه ما هو الماعون، فقال لهم بأنه الحديدة والحدر والماء، فسألوه ماذا يقصد الحديدة، فأشار عليه السلام إلى النحاس، وحديد الفأس، والحجارة هي القدور المصنوعة من الحجارة.

مضمون سورة الماعون

تحتوي السورة على عدد من العظات، فعلى الرغم من عدد آياتها القليل، إلا أنها تتحدث عن نوعين من الناس، النوع الأول هم الكفار الذين يكذبون بيوم القيامة والبعث والجزاء، ووصفهم الله تعالى بأنهم لا يعطون الأيتام حقوقهم كاملة، ولا يعطون الطعام للمحتاجين.

تضمنت آيات السورة الحديث عن الأشخاص الساهين عن صلاتهم، ولا يخافون من عقاب الله عن ذلك الإهمال للصلاة، ويعرف هؤلاء الناس بالمنافقين الذين يتركون صلاتهم في الخفاء ويؤدونها فقط في العلن.

مناسبة نزول سورة الماعون

نزلت السورة كتكملة لما قبلها وهي سورة قريش، والتي قامت بالإنهاء عن الأمن بعد الشعور بالخوف وبالشبع بعد الجوع، للدليل على أن الحياة لا تكون صالحة بالخوف والجوع فقط.

لذلك أنزل الله سورة الماعون لتشير إلى نفس الأوامر، حيث تحريك مشاعر الناس، وتوجيههم إلى الطريق الصحيح، والتأكيد على ضرورة إطعام الأيتام والمساكين وإعطائهم ما يريدونه وعدم منع ذلك نهائيا.

فضل سورة الماعون

تفسير سورة الماعون وسبب نزولها يأخذنا إلى عدة تعاليم للمسلمين يمكن أن يأخذوا بها في حياتهم، ومنها ما يلي:

  • البعد عن صفة النفاق
  • العمل على إطعام المساكين والأيتام.
  • النهي عن رد سؤال اليتيم.
  • إقامة الصلاة في وقتها، والمواظبة على أدائها في أوقاتها وبخشوع.
  • إقامة المعروف، وإعطاء الماعون لسائله، في الخفاء كما يعطيه في العلن.
  • أهمية إخلاص الإنسان في عمله، ابتغاء لمرضاة الله، وليس فقط لتكون سمعته حسنه بين الناس.

الدروس المستفادة من سورة الماعون

تفسير سورة الماعون وسبب نزولها نعرف منه عدة دروس تم الاستفادة منها، ومنها تلك الدروس ما يلي:

  • توضح سورة الماعون نتيجة استقرار الأمان في القلب، حيث دفعه لقيام الإنسان بالعمل الصالح، وعدم تحرك الانسان نحو الاعمال الصالحة يشير إلى أن أمان الإنسان لم يعد بالقلب وعليه أن يقوم بإصلاح نفسه.
  • تشير سورة الماعون إلى ضرورة إطعام المساكين، وعد رد سؤال الأيتام، وأن من قام بنهر اليتيم فسيلقي عذابًا أليمًا.
  • تشير سورة الماعون إلى أهمية تأدية الصلاة في أوقاتها، وعدم التهاون بها.
  • ترشد سورة الماعون الانسان إلى القيام بالمعروف، وإعطاءه لمن يحتاجه، مثل الدلو، والقدر، والفأس والكتاب وكلمة الماعون هي كلمة تجمع كل ما يحتاجه الناس من أشياء في حيلاتهم اليومية.
  • تحث سورة الماعون الإنسان على الإخلاص في عمله، وعدم الرياء.
  • تقي سورة الماعون الانسان المسلم من الهلاك، وعلى المسلم تجنب جميع الصفات السيئة التي تتناولها السورة.
  • نزلت السورة لتعالج مشكلة رئيسية وهي تغير التصور المنتشر عن الإيمان وعدم الايمان، وذكر موضوعات عدة تخص الشريعة الإسلامية.
  • تعطي سورة الماعون للمسلمين عددا من الحكم التي يجب عليه المعرفة بها جيدا والعمل بيها في حيلاته، حيث تذكرنا نحن المسلمون على جحود الكافرين الناكرين ليوم البعث، وما سيحدث من جزاء وحساب وعقاب.

فائدة سورة الماعون لقضاء الحاجة

في إطار حديثنا حول تفسير سورة الماعون وسبب نزولها فجدير بالذكر أن قراءة سورة الماعون لقضاء حاجة الإنسان من خلال ما يلي:

  • يتم قراءة سورة الماعون لمدة ليلتان إلى أحد عشر ليلة.
  • تقرأ سورة الماعون خمسة عشر مرة كل ليلة.
  • بعد كل مرة من قراءة سورة الماعون يقوم الشخص بقراءة الآية الكريمة:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ“.
  • بعد ذلك تتم الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) خمسة عشر مرة ثم يسجد العبد لربه ويطلب منه حاجته.

سورة الماعون من السور التي تعرفنا نتيجة رد أوامر الله تعالى وعدم الإيمان بيوم القيامة، ومن ذلك عرفنا تفسير سورة الماعون وسبب نزولها، للابتعاد عن المعاصي ابتغاء لمرضاة الله عز وجل
وأخذ ثوابه العظيم يوم القيامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى