هل شهادة المدرسة العليا للأساتذة معترف بها دوليًا
هل شهادة المدرسة العليا للأساتذة معترف بها دوليًا؟ وما هو الفرق بين شهادة المدرسة العليا والشهادات الجامعية؟ حيث ينتشر مصطلح المدرسة العليا في دول المغرب العربي، تونس، الجزائر والمغرب، فالمدارس العليا مأخوذة بشكل أساسي من الأسلوب الدراسي الفرنسي، وهناك من يقول إن جودة التعليم فيه أعلى منها في التعليم الجامعي العادي، فما صحة هذا الأمر؟ نُجيبكم عن كل هذه الأسئلة عبر موقع البلد.
هل شهادة المدرسة العليا للأساتذة معترف بها دوليًا؟
المدرسة العليا بشكل عام تعتمد على التكوين والتخصيص، فالفرق الرئيسي بينها وبين الجامعات هو كون العلوم التجارية، الاقتصادية وغيرها من صور العلوم يتم تدريسها بجودة مرتفعة مقارنة بالجامعات، فوظيفة الجامعات في الأساس استقبال عدد كبير من الطلاب وتوزيعهم على عدة كليات.
أما المدارس العليا فتختص بتكوين الطلاب، وهو ما يعني أن الطالب في الجامعة يجهل مستقبله إذا صح القول، ولكن طالب المدراس العليا يتم من العام الأول له تهيئته ليكون معلم أو أستاذ مثلا في حال ما كان يدرس في المدرسة العليا للأساتذة، أما الطالب الجامعي فيكون غير محدد التخصص إلا بعد سنوات من الدراسة العامة.
تعتمد الدراسة في المدارس العليا على تقديم جودة عالية للتعليم تتسبب في نهاية المطاف بتكوين خريجين على أعلى مستوى، ونتيجة لذلك يكون خريجي المدارس العليا أكثر طلبًا في سوق العمل، فعلى الرغم من صعوبة المناهج التعليمية مقارنة ببعض الجامعات وارتفاع سعر الدراسة داخل هذه المدارس إلا أن الخريج يضمن في غالب الأحيان فرص عمل بشكل سريع بعد التخرج.
في الواقع وصف المناهج الدراسية في هذه المدارس بالصعوبة لا يعد الوصف الدقيق، ولكن جودة التعليم تكون أعلى، وكلما ازدادت الجودة كانت المادة العلمية أغنى وأعمق، وهو سبب اعتبار المناهج صعبة في هذا النظام الدراسي الفريد من نوعه.
كل هذه التفاصيل والمفارقات بالإضافة إلى أوجه الاختلاف بين الجامعات العادية وبين المدارس العليا يقودنا في نهاية المطاف للإجابة عن سؤال هل شهادة المدرسة العليا للأساتذة معترف بها دوليًا أم لا؟
الإجابة عن هذا السؤال هي نعم بكل تأكيد، فشهادة المدارس العليا للأساتذة وغيرها من المجالات الدراسية الأخرى هي شهادات معتمدة ومعترف بها في العديد من دول العالم، ومن أشهر هذه الدول بعد دول المغرب العربي بلا شك تأتي فرنسا، كندا بالإضافة إلى دول الخليج العربي، ولكن من الضروري التأكد من المدرسة، والخبرة تلعب دور كبير أيضًا.
فيما يلي من سطور مقالنا هذا وبعد الإجابة بالإيجاب عن سؤال هل شهادة المدرسة العليا للأساتذة معترف بها دوليًا، نتناول بعض أكثر الأسئلة والاستفسارات شيوعًا في هذا الصدد، مثل لغة الدراسة، وشروط النجاح والانتقال إلى السنوات التالية، وشروط شهادة الليسانس والدكتوراه وغيرها من المواضيع التي تشغل أذهان من يفكرون في ارتياد مثل هذه المدارس.
المدرسة العليا بين شروط الانتساب بها وشروط النجاح فيها
قمنا أعلاه بالإجابة عن السؤال الأكثر طرحًا فيما يخص المدارس العليا بلا منازع، فسؤال هل شهادة المدرسة العليا للأساتذة معترف بها دوليًا دائمًا ما يأتي في المركز الأول ضمن أقرانه من الأسئلة، ولا يعد هذا غريبًا في الواقع، فالتفكير المنطقي بعد انتهاء الدراسة هو العمل، والسوق الدولي والخارجي يعد غني للغاية بالفرص.
الجدير بالذكر أن شروط الالتحاق بالمدارس العليا والانتساب بها للدراسة تختلف بشكل كبير في الواقع عن شروط الالتحاق بالجامعات، وفي واقع الأمر لا غرابة في ذلك، فالنظام التعليمي يختلف بشدة وجودة التعليم تتفاوت، وتشتمل شروط الالتحاق بالمدارس العليا على كل ما يلي:
- الحصول على معدل يفوق 12 على 20 في الثانوية العامة أو مرحلة البكالوريا.
- هناك بعض المدارس التي تطلب وتشترط الحصول على حد أدنى من الدرجات في مادة معينة، فالمدرسة العليا لإدارة الأعمال مثلًا تشترط اجتياز درجة الطالب في مادة الرياضات 12 من 20
- هناك بعض المدارس التي يتطلب الالتحاق بها اجتياز بعض المسابقات التي تهدف إلى تحديد المستوى، وعلى الجانب الآخر تجد مدارس تهتم بالمعدل الدراسي في فترة الثانوية العامة والبكلوريا فقط.
يمكننا القول إن شروط الانتساب والالتحاق في المدرسة العليا للأساتذة وغيرها من المدارس العليا تتفاوت وتختلف باختلاف المدرسة، فللمدرسة الحق في فرض شروطها التي تراها مناسبة ومُلائمة لاختيار الطلاب بالمعايير التي تُنساب نظام المدرسة.
أما في حال ما التحقت بالمدرسة فهناك بعض الشروط التي يجب تحقيقها للالتحاق بالمراحل الدراسية الأعلى واجتياز المرحلة الحالية، ومن صور هذه الشروط كل ما يلي ذكره أدناه:
- للانتقال إلى سنة أخرى من الضروري أن يفوق المعدل السنوي الخاص بك 10.00
- بعض المدارس العليا تضع شروط تختص بتحقيق حد أدنى للمعدل في كافة الوحدات، ولكن الغالبية العظمى من المدارس تكتفي بشرط المعدل السنوي واجتيازه للنسبة المذكورة والمحددة.
يتم احتساب المعدل السنوي عن طريق جمع معدل السداسي الأول مع معدل السداسي الثاني، ومن ثم تقسيم هذا الرقم على 2، فيمكنك القول إن المتوسط الخاص بمعدلات السداسيين الأول والثاني يجب أن يتخطى حاجز 10.00
طالب المدرسة العليا.. بين الليسانس والدكتوراه
من الأسئلة الشائعة التي تُطرح بجانب سؤال هل شهادة المدرسة العليا للأساتذة معترف بها دوليًا هي الأسئلة التي تختص بإمكانية الحصول على شهادتي الليسانس والدكتوراه بعد الدراسة في المدارس العليا للأساتذة وغيرها من المدارس.
الجدير بالذكر أن المدارس العليا نفسها لا تقوم بمنح خريجيها شهادة الليسانس، والسبب في ذلك يرجع إلى التكوين في مثل هذه النظم الدراسية هو تكوين يختص بتطوير القدرات في الميادين العملية على أرض الواقع، ولكن على الرغم من ذلك بإمكان طلاب المدارس العليا الحصول على الليسانس عن طريق الجامعة، فكيف يتم ذلك؟
بعد اجتياز الطالب للسنة الدراسية الثانية في المدرسة ونجاحه فيها يمكنه التقدم إلى المسابقة الوطنية واجتيازها، وحينها يمكن للطالب مواصلة المسيرة التعليمية في المدرسة والحصول على شهادة الليسانس في الوقت ذاته.
وجب التنويه إلى كون الشائعات التي يتم طرحها حول مدى صعوبة اجتياز المسابقة الوطنية بعد السنة الثانية لا أساس لها من الصحة، فالتكوين الجيد يضمن لك الاجتياز بكل سهولة، وهناك بعض المدارس العليا التي يقترب معدل نجاح طلابها في اجتياز المسابقة الوطنية 100%
أما فيما يخص الحديث عن الدكتوراه فالجدير بالذكر أن خريج المدارس العليا له الحق في المشاركة في مسابقات الدكتوراه الوطنية، والاشتراك في هذه المسابقة واجتيازها يضمن للخريج تحضير ودراسة الدكتوراه وتسهيل باقي الشروط التي على الطلاب الجامعيين الآخرين تحقيقها.
يتم وصف الدراسة في المدارس العليا بكونها فوق المعتمدة، فالاعتراف بها دوليًا لا شك فيه، ولكن كما ذكرنا التأكد من المدرسة نفسها واجب، ويمكن طرح الأسئلة من شاكلة هل شهادة المدرسة العليا للأساتذة معترف بها دوليًا على أشخاص خاضوا التجربة وتخرجوا في نفس المدرسة.