قصة سيدنا إبراهيم للأطفال
قصة سيدنا إبراهيم للأطفال
- لقد ولد خليل الله إبراهيم عليه السلام في قوم كافرين، يعبدون العديد من الأشياء التي لا تضر ولا تنفع مثل الحجارة والأوثان وأيضا الأشخاص، ولا يعبدون الله سبحانه وتعالى.
- وكان والد سيدنا إبراهيم عليه السلام أحد الأشخاص الذين يقومون بصناعة الأصنام وبيعها للقوم، فيختار كل شخص منهم صنم ليتخذه له إلها يعبده.
- ومن البداية كان موقف خليل الله إبراهيم عليه السلام في غاية الوضوح، فقد ينتابه شعور كبير بالغرابة حول هذا الموضوع، فكيف يمكن لأبيه أن يقوم بصناعة تماثيل من الحجارة.
- ومن ثم يتخذها الناس من قومه آلهة، وهذه الأصنام والتماثيل التي يدعونها آلهة أين هي قدرتهم وعظمتهم، فهي لا تضر ولا تنفع علي الإطلاق.
- فأخذ سيدنا إبراهيم يفكر كثيرا، أين الإله الحق الذي ينبغي علينا أن نعبده وحده، أين الله، وفي خلال ليلة من الليالي التي قد جلس فيها إبراهيم عليه السلام وعقله يفكر ويسأل عن الله.
- كان قد رأى في السماء وهو ناظر إليها كوكب مضيئ، فقد ارتفع صوته وصاح بأنه قد وجد الإله الحقيقي، حيث أن ذلك الكوكب الجميل للغاية ناتج عن إبداع عظيم وقدرة كبيرة.
- ومنذ تلك اللحظة بات يسجد سيدنا إبراهيم للكوكب اعتقادا منه أنه الله، ولكن عندما حل الصباح واختفي الكوكب المضيء، فتخلي عن عبادة هذا الكوكب وقال أنه ليس الله، لأن الإله لا يختفي.
- وفي الليلة التالية، نظر خليل الله إبراهيم عليه السلام إلي القمر، وصاح وقال أن هذا هو الإله الحقيقي، لكن عندما حل الصباح أيضا كان له نفس المصير فقد ذهب القمر واختفي، وأصيب بحيرة بالغة.
- وبعد ذلك فقد وجه فكره ونظره إلي الشمس الكبيرة التي تنير جميع جوانب الأرض، ولكن عندما حل الغروب وذهبت الشمس، اقتنع أيضا أنها ليست الله، فالله لا يختفي.
- وفي نهاية الأمر قد أستوعب سيدنا إبراهيم عليه السلام وأدرك أن كل هذه المخلوقات ليست هي الآلهة، والإله الحقيقي هو الذي قام بخلقها ووضعها في السماء لإنارة الكون وتصنع هذه العظمة التي لا يوجد مثلها.
- فقد آمن خليل الله إبراهيم عليه السلام بخالق جميع هذه المعجزات، وأسلم وجهه إليه.
قصة سيدنا إبراهيم مع أبيه
- حيث عندما أدرك وعرف إبراهيم عليه السلام بحقيقة الله سبحانه وتعالى فكر في أن يذهب إلى أبيه.
- ويتحدث معه عن الله عز وجل، ويدعوه بأن يرجع ويترك عما يقوم به، فحين ذهب إليه ودخل عليه كان قد وجده يسجد للأوثان والحجارة فلم يزجره ويعنفه، فقد انتظر انتهائه من عبادته تماما.
- وبعدها بدأ سيدنا إبراهيم عليه السلام بالتحدث مع أبيه بكل حنان وهدوء واحترام، وقام بسؤاله لماذا تعبد هذه الأصنام المصنوعة من الحجارة، والتي لا يكون بإمكانها أن تسمعك أو تقدم لك النفع أو حتى الضرر.
- وكما حدث أبيه أيضا عن مخلوقات الله سبحانه وتعالى وقدرته وعظمته، فقد دعاه ونصحه بالتفكير بخلق الله عز وجل، وسوف يجد أن يوجد إله يستحق أن يعبد عوضا عن هذه عبادة هذه الأصنام.
- ولكن كانت ردة فعل والد سيدنا إبراهيم عليه السلام قاسية للغاية، حيث لم يستجيب لدعوة ابنه إبراهيم وظل متمسك بعبادة الأصنام والتماثيل المصنوعة من الحجارة.
- وكما قد قام بتهديد ووعيد ابنه إبراهيم بالعذاب الشديد، في حالة ما إذا لم يرجع عن أفكاره ودعوته لترك عبادة الأصنام والأوثان والتي تعد بمثابة آلهة مقدسة بالنسبة لوالد سيدنا إبراهيم.
- وقد قام والد سيدنا إبراهيم عليه السلام بطرد ابنه من المنزل، وأمره ألا يعود إليه مرة أخري إلا بعد أن يرجع عن خطئه بالأصنام التي يتخذها آلهة.
- وعندما قام سيدنا إبراهيم عليه السلام بالخروج من بيته، كان قد رأي أن الأمر ليس بهذه السهولة وأن أباه لن يقتنع بكلامه بسهولة، ويرجع عن ما وجد عليه هو وآبائه منذ أعوام وأعوام.
للمزيد من المعرفة اضغط هنا: من هم ابناء سيدنا ابراهيم وعددهم وقومه
رفض قوم النبي إبراهيم دعوته
تعرض سيدنا إبراهيم عليه السلام لعدد من المشكلات والتي نذكرها فيما يلي:
- لقد بعث المولى عز وجل نبيه إبراهيم عليه السلام إلي قومه في العراق، وكان في ذلك الوقت يعبدون الأصنام والكثير من الأشياء التي لا تضر ولا تنفع.
- وعندما بدأ نبي الله إبراهيم في دعوتهم إلى عبادة الله الواحد القهار الذي لا يوجد إله غيره، ولكن قد قبل خليل الله إبراهيم بالاستهزاء والسخرية والرفض من قومه.
- وأخذ قومه يرددون عليه هل أنك حقا نبي أم أن تقوله مجرد مزحة تمزحها معنا، ويسخرون منه بالضحكات بين بعضهم البعض، ولكن خليل الله إبراهيم يقابل كل ذلك بالصبر، ويستمر في دعوتهم إلى عبادة الله الواحد ولكن لا يوجد مستجيب.
- وأحد الأيام رغب قوم سيدنا إبراهيم عليه السلام في الخروج من المدينة للقيام بعيد من الأعياد الخاصة بهم، وبالفعل كان كل أهل المدينة قد خرجوا إلا إبراهيم عليه السلام ظل في المدينة.
- وكان خليل الله إبراهيم عليه السلام قد فكر أنه عندما يخرجون من المدنية سوف يقوم بتدمير وهدم الأصنام والتماثيل المصنوعة من الحجارة التي يعبدونها، حتى يعرفوا أن ليس لها أي قيمة أو فائدة.
حكاية سيدنا إبراهيم وتحطيم الأصنام
حكاية سيدنا إبراهيم مع تحطيم الأصنام هي حكاية نتعلم منها الذكاء وهي:
- وعندما خرج قوم إبراهيم عليه السلام إلى ذلك العيد، فقد توجه سيدنا إبراهيم إلي المعبد الخاص بقومه والذي يوجد بها الأصنام والتماثيل التي يعبدونها.
- وقد قام بتحطيم وتكسير كافة الأصنام والتماثيل، وقد ترك أكبر صنم بينهم، وقام بتعليق وترك الفأس التي استخدمها في تحطيم الأصنام على رقبته.
- وعند عودة القوم من عيدهم وشاهدوا الأصنام والتماثيل وهي محطمة قد جن جنونهم وغضبوا غضبا شديدا للغاية، وأخذوا يرددون ويتساءلون من فعل هذا بآلهتنا.
- فقد شهد أحد منهم وقال أنه سمع سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو يقول أنه عند ذهاب قومه للاحتفال بالعيد سوف يقوم بإلحاق الأذى بالأصنام.
- وعندما أتوا بإبراهيم عليه السلام، وسألوه هل أنت من قمت بتحطيم وتكسير هذه الأصنام يا إبراهيم.
- فرد عليه نبي الله إبراهيم بأن الذي حطمهم هو كبيرهم إشارة إلى الصنم الكبير الذي ترك إبراهيم.
- وأكمل سيدنا إبراهيم جوابه قائلا لقومه لو رغبتم أن تعرفوا الحقيقة بإمكانكم سؤالهم وإن استطاعوا أن يردوا عليكم ويجيبونكم.
إلقاء النبي إبراهيم في النار
لا يوجد مسلم لا يعرف حكاية إلقاء سيدنا إبراهيم عليه السلام في النار والتي:
- عندما أثبت للكافرين من قوم سيدنا إبراهيم عليه السلام أن ما يقومون بعبادته من أصنام وأوثان وتماثيل ما هي إلا مجرد حجارة، لا يكون بمقدورها أن تقدم نفع أو تمنع ضرر حتى عن نفسها.
- وتأكدوا أن ما كان يقوله سيدنا إبراهيم عليه السلام صحيح وكلامه صواب، ولكنهم لم يتعظوا ولم يؤمنوا بما يدعو إليه النبي إبراهيم، وقد ازدادوا تكبرا، حيث أن لا يرغبون في الاعتراف بأن الكون كله له إله واحد.
- وأخذوا يرددون لابد من أن نقوم بحرق إبراهيم بالنار، لكي لا يتشجع أي أحد ويقوم بعمل ما فعله مرة أخري، وبالفعل قد قام قوم إبراهيم عليه السلام بتجميع الحطب لإشعال النار وإلقاء إبراهيم بداخلها.
- وباتوا يجمعون العديد والعديد من الحطب، ومن ثم أشعلوا نارا كبيرة جدا وعظيمة للغاية، وقد أخذوا يفكرون في الوسيلة التي ينبغي أن يدخلوا بها إبراهيم إلى هذه النار.
- حيث لا يكون بإمكانهم أن يقتربوا منها لشدة لهيبها، فلو اقتربوا منها لاحترقوا، فأت لهم الشيطان بفكرة صناعة المنجنيق، وكان ذلك أول مرة يصنع فيها المنجنيق.
- حيث أنه عبارة عن أداة يتم صناعتها من الخشب، يتم فيها وضع أي شيء ومن ثم يتم قذفه من بعيد.
نجاة خليل الله إبراهيم من النار
نجاة سيدنا إبراهيم تعتبر معجزة بكل المقاييس، ويمكن سردها بهذا الشكل:
- لقد بدأ قوم سيدنا إبراهيم بالإعداد والتجهيز لرميه في النار، كان يردد خليل الله إبراهيم عليه السلام حسبي الله ونعم الوكيل.
- وكان لدي نبي الله إبراهيم عليه السلام ثقة تامة ويقين كامل بأن الله سبحانه وتعالى لن يتركه ويتخلى عنه في هذا الموقف الصعب، وسلم الأمر كله لربه تعالى.
- ورغب كل شيء خلقه الله عز وجل علي الأرض أن يدافع عن خليل الله إبراهيم عليه السلام، فملائكة المطر ترغب في أن تهطل المطر.
- وكذلك الملائكة ما بين السماء والأرض ترغب في نجدة وإنقاذ إبراهيم عليه السلام.
- وجميع الدواب علي الأرض ترغب أيضا في مساعدته، ولكن خليل الله إبراهيم عليه السلام لم يطلب العون والنجدة إلا من الله سبحانه وتعالى.
- ولكن لحكمة من المولي عز وجل أن جعل سبب نجاة خليله إبراهيم عليه السلام هو نفسه من ما قام به قومه، حيث أمر الله تعالى النار بأن لا تحرق أبدا وأن تكون بردا وسلاما على إبراهيم.
- وهذه كانت معجزة من الله جل علاه لنبيه وخليله إبراهيم عليه السلام، فالله تعالى هو الذي يدبر الطرق والأسباب لحماية أنبيائه وأوليائه الصالحين.
- فأصبحت النار العظمية الشديدة التي أشعلها قوم سيدنا إبراهيم حوله بمثابة البستان الأخضر الرائع، وعندما خرج نبي الله أبراهيم من النار دون أن يصاب بأي أذى، قد قال له والده آزر نعم الرب ربك يا إبراهيم.
استمرار قوم نبي الله إبراهيم عليه السلام بكفرهم
على الرغم من معجزات سيدنا إبراهيم أمام قومه إلا أنهم ما زالوا في الكفر
- حيث ظل قوم سيدنا إبراهيم معاندين له ولم يؤمنوا بما يدعو به حتى بعد أن حدثت معجزة خروجه سليما من النار، واستمروا في كفرهم، ولم يعبدوا الله الواحد الأحد الذي لا يوجد إله غيره.
- وبسبب ذلك أمر الله عز وجل نبيه إبراهيم عليه السلام بأن يهاجر من العراق إلى الشام التي بارك الله تعالى فيها من عنده.
هجرة نبي الله إبراهيم والسيدة سارة
- لقد هاجر سيدنا إبراهيم عليه السلام مع زوجته السيدة سارة، وابن أخيه لوط عليه السلام، حيث هم فقط من قوم إبراهيم من أمنوا ووحدوا بالله الواحد الأحد.
- فقد أخذ سيدنا إبراهيم يطوف في الكثير من بلاد الله في رحلة هجرته، وفي كل مكان يذهب إليه يقوم بدعوة أهلها إلى عبادة الله الواحد الاحد.
- وعندما وصل خليل الله إبراهيم عليه السلام إلى فلسطين وظل مستقرا فيها هو وزوجته السيدة سارة، ولكن قد وقعت وجاءت مجاعة في فلسطين، فقام بالذهاب والتوجه إلي مصر حتي يأتي بالطعام والماء.
- وفي مصر تعرض نبي الله إبراهيم عليه السلام للكثير من أنواع الابتلاءات، حتى أن ملك مصر في ذلك الوقت كان يريد أن يأخذ السيدة سارة ويتزوجها، وكان هذا الملك الظالم يأخذ نساء الرجال غصبا.
- وكلما أراد هذا الملك أن يأخذ السيدة سارة غصبا، تتحجر يداه ويبتليه الله تعالى، وتكرر ذلك الأمر كل مرة حتى ظن هذا الملك أن السيدة سارة ساحرة.
- ولكنها ليست ساحرة فهي تدعو الله أن يبعد أذي هذا الملك الظالم عنها، وقد قام ملك مصر بتقديم جارية للسيدة سارة لكي تخدمها.
- وقد أخذت السيدة سارة هاجر، وذهبت هي ونبي الله إبراهيم في طريقها، ولم يشأ الله تعالي في قرابة 20 عام أن يهب خليل الله إبراهيم عليه السلام زيجة من السيدة سارة.
- فأحبت السيدة سارة أن ترى لنبي الله ولدا، فقد قامت بإهدائه هاجر ليتزوجها، وبالفعل قد تزوج سيدنا إبراهيم ومن السيدة هاجر، وأنعم الله أن تحمل السيدة هاجر من سيدنا إبراهيم ولدا.
- فقد ولدت السيدة هاجر ذكر اسمه سيدنا إبراهيم إسماعيل.
الأمر بذبح إسماعيل
ومن الابتلاءات التي أنزلها الله تعالى على نبيه إبراهيم عليه السلام أن أراه في المنام أنه يقوم بذبح ابنه إسماعيل حيث:
- أدرك سيدنا إبراهيم عليه السلام أن ذلك أمر من الله عز وجل ولابد أن ينفذ.
- وبالفعل لم يتردد خليل الله إبراهيم عليه السلام بتنفيذ هذا الأمر طاعة لله وابتغاء رضاه، وقام بإخباره ابنه عن الرؤيا التي رآها في منامه.
- والابن مثل أبيه، لم يجزع أو يغضب، وكان يستقبل كلامه أبيه بكل رضا وقبول وراحة، لأنه يعلم أيضا أن هذا أمر من الله تعالى ولابد من تنفيذه.
- وعندما أقبل سيدنا إبراهيم على ذبح ابنه سيدنا إسماعيل عليهما السلام، أرسل الله عز وجل إليهما كبش الفداء، ولم يذبح سيدنا إسماعيل.
- وتخطي سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل عليهما هذا الابتلاء بالتسليم والرضا والقبول.
في نهاية مقالنا عن قصة سيدنا إبراهيم للأطفال، نكون قد قدمنا معلومات حول بداية تفكير سيدنا إبراهيم في خلق الله تعالى، وكذلك دعوته إلى الإيمان بالله، ومعجزة النار المعروفة على مر العصور، وفي النهاية ذبح سيدنا إسماعيل والتي أصبح نجاته عيد للمسلمين، ونتمنى أن ينال الموضوع إعجابكم.