شعر حلو وقصير
شعر حلو وقصير يُعدّ من الفنون الأدبيّة، والتي أبدع الكثير من الشّعراء في إتقانها؛ فهذا الفنّ يحتاج إلى موهبةٍ حقيقيّة وإحساس عالٍ جداً، وذلك لكي يعبّر الشّاعر عمّا يدور في نفسه، واختلف علماء اللّغة العربية في تحديد معنىً محدّداً للشّعر، فقال كلّ منهم رأيه الخاصّ به، لكن يتّفق الجميع على أنّ الشّعر هي عواطف مترجمة بلغه سهلة وبسيطة وقريبة من النّفس ومُحبّبة، وتختلف مواضيع الشّعر بناء على رغبة الشّاعر وما يراه مناسباً للتّعبير عمّا يدور في داخله، فتراه يكتب في الغزل أحياناً، وفي الهجاء أحياناً أخرى، إلى جانب الوصف، والرّثاء، والحماسة، وغيرها تابعنالا من خلال موقعنا البلد .
إقرأ أيضًا: ابيات شعر قويه وفي الصميم عن الأخلاق وعن مدح الرسول
شعر حلو وقصير
يا زهرة تفتحت في الربيع
ويا وردة رائحتها كالنسيم
ويا عصفورة زقزقت في الصباح
بصوتها العذب ذو الأفراح
عَطِّرْ مِدَادَك َ باسم الله _ يا قلمُ
واكتبْ فِداؤك ما خَطُّوا وما رسموا وارْقُمْ على جبهةِ التاريخ قافيةً
أنا بها بين كلّ الشاعراتِ فَمُ
أَسْمِعْ صَرِيْرَكَ آفاقَ المدى جَذَلاً
وَتِهْ على الشِّعر أنت الصَّادِحُ الرَّنِمُ
عانِقْ بِحرفك هاماتِ العُلا شرفاً
بسيِّدٍ الخلق مَنْ يسمو به الكَلِمُ
اللهُ يا فرحةَ الأكوان ِ مُذْ بَزَغَتْ
أنوارُهُ بات ثغرُ الدَّهْرِ يَبْتَسِمُ
الحقُّ والعدلُ بعد الموت قد بُعِثا
بمبعثِ النور وانزاحت به الظُّلَمُ
مَنْ مِثْلُهُ طاهرٌ عَفٌّ وذو خُلُقٍ
مِنْ بَعْضِهِ تُسْتَقى الأخلاقُ والشِّيَمُ
الحلمُ والفضلُ من أنواره اقتُبِسا
وَمِنْ بقايا نَداهُ يَنْبُتُ الكرمُ
مَنْ حرَّر الناس من أغلالِ داهيةٍ
دهياءَ منها صروح العدل تنهدمُ
مَنْ شَجَّ بالعلم رأسَ الجهلِ فانحسـمَتْ
أذيالُهُ فَهْوَ مبتورٌ ومُنْحَسِمُ
مَنْ أَصْدَقُ الناسِ قولاً غيرَ ذي هَزَلٍ
مَنْ أَفْصَحُ الناسِ لا عِيٌّ ولا فَدَمُ
أبو اليتامى ومَن ضاقت معيشتــهُ
غِنَى الفقيرِ به يُسْتَبْرَأُ السَّقَمُ
مشى على الأرض قرآنا ً مُصَوَّرةً
آياتُهُ منهجاً أسوارُهُ حَرَمُ
للهِ تلك الوصايا البيضُ ساطعةً
تكسو القواريرَ مجداً ليس ينثلمُ
مَن مِثْلُهُ أَنْصَفَ الأنثى وأَنْزَلهَا
منازلاً دونها الأعلامُ والقِمَمُ
جناتُ عدنٍ لدى أقدامهنّ فَلا
يُلَمْنَ إنْ نالهنّ العُجْبُ والشَّمَمُ
يا سيدي هاكَ حُبًّا لا حدود لهُ
لك المحبّة في الأجواف تضطرم
إقرأ أيضًا: ابيات شعر عن القمر لأقوى الشعراء وأجمل العبارات عن القمر
شعر عن الحب
- نزار بن توفيق القباني ولد وتوفي عام (1923-1998م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923م من أسرة دمشقية عريقة، إذ يعتبر جده أبو خليل القباني رائد المسرح العربي، أصدر أولى دواوينه عام 1944م بعنوان “قالت لي السمراء”، ودفن في مسقط رأسه دمشق، وقام نزار بتصنيف هذه القصيدة على أنّها قصيدة رومنسية:
أحبك جداً
وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل
وأعرف أنك ست النساء
وليس لدي بديـل
وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى
ومات الكلام الجميل
لست النساء ماذا نقول
أحبك جدا أحبك جداً
وأعرف أني أعيش بمنفى
وأنتِ بمنفى وبيني وبينك
ريحٌ
وغيمٌ
وبرقٌ
ورعدٌ
وثلجٌ ونـار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ
وأعرف أن الوصول إليك
انتحـار
ويسعدني
أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية
ولو خيروني
لكررت حبك للمرة الثانية
أيا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبك جداً
وأعرف أني أسافر في بحر عينيك
دون يقين
وأترك عقلي ورائي وأركض
أركض
أركض خلف جنونـي
أيا امرأة تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله لا تتركيني
لا تتركيني
فماذا أكون أنا إذا لم تكوني
أحبك جداً
وجداً وجداً
وأرفض من نــار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيلا
وما همني
إن خرجت من الحب حيا
وما همني إن خرجت قتيلا
إقرأ أيضًا: ابيات شعر للمتنبي أشعر شعراء العرب
شعر رومانسي
أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة ولد في 16 أكتوبر 1868م، لأب شركسي وأم يونانية تركية، وهو كاتب وشاعر مصري يُعدّ من أعظم شعراء العربية في العصور الحديثة، يلقب بـ “أمير الشعراء”، ظل شوقي محل تقدير الناس، حتى فاجأه الموت بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، وتوفي في 14 أكتوبر 1932م، ومن قصائده بالحب والرومنسية:
أَريدُ سُلوَّكم والقلبُ يأْبَى
وعتبكُم وملءُ النفس عُتْبى
وأَهجركم فيهجرني رُقادي
ويُضوِيني الظلامُ أَسًى وكرْبا
واذكركم برؤية ِ كلِّ حُسْنٍ
فيصبو ناظري والقلب أصبى
وأَشكو من عذابي في هواكم
وأَجزيكم عن التعذيبِ حُبّا
وأَعلمُ أَن دَأْبكُمُ جَفَائي
فما بالي جعلتُ الحبَّ دأْبا
ورُبَّ مُعاتِبٍ كالعيش ، يشكى
وملءُ النفس منه هَوًى وعُتْبى
أتَجزيني عن الزُّلْفَى نِفاراً
عَتَبَتكَ بالهوى وكفاك عَتبا
فكلّ ملاحة ٍ في الناس ذنبٌ
إذا عُدّ النِّفارُ عليكَ ذنبا
أخذتُ هواك عن عيني وقلبي
فعيني قد دَعَتْ والقلبُ لَبّى
وأَنتَ من المحاسن في مِثال
فديتكَ قالَباً فيه وقَلْبا
أُحِبُّكَ حين تثني الجيدَ تِيهاً
وأَخشى أَن يصيرَ التِّيهُ دَأْبا
وقالوا : في البديل رضاً ورووحٌ
لقد رُمتُ البديلَ، فرمتُ صَعبا
وراجعتُ الرشادَ عَساي أَسلو
فما بالي مع السُّلوانِ أَصْبى
إذا ما الكأْسُ لم تُذْهِبْ همومي
فقد تَبَّتْ يدُ الساقي وتَبّا
على أَني أَعَفُّ من احتساها
وأَكرمُ مِنْ عَذَارَى الدير شربا
ولي نفسٌ أُورَيها فتزهو
كزهر الورد نَدَّوْهُ فهبَّا
إقرأ أيضًا: ابيات شعر عن الصداقة والاخوة
أبيات شعرية قصيرة
- هذه القصيدة للشافعي وهو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ، وهو أحد الأئمة الأربعة، ولد في عام 767 م، وتوفي في عام 820م، ومن أجمل قصائده هذه القصيدة والتي هي عمودية من البحر الوافر:
دع الأيام تفعـل مـا تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلاً على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفـاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسرك أن يكـون لهـا غطاء
تستر بالسخاء فكـل عيـب
يغطيه كمـا قيـل السخاء
ولا ترى للأعادي قـط ذلاً
فإن شماتة الأعــداء بـلاء
ولا ترج السماحة من بخيـل
فما في النار للظمآن مــاء
ورزقك ليس ينقصه التأنـي
وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سـرور
ولا بؤس عليـك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلـب قنـوع
فأنت ومالك الدنيـا سـواء
ومن نزلت بساحته المنايـا
فلا أرض تقيه ولا سمــاء
وأرض الله واسعة ولكـن
إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
دع الأيام تغـدر كـل حيـن
فما يغني عن الموت الـدواء
إقرأ أيضًا: ابيات شعر عن الام
- أبو علاء المعري ولد في عام 973م وتوفي في عام 1057 م، ويُعد أحد أهم شعراء وفلاسفة العصر العباسي ومن قصائده:
يا راعيَ الوُدّ الذي أفعالُهُ
تُغني بظاهرِ أمرِها عن نَعتِها
لو كنتَ حيّاً ما قَطعتُك فاعتذِر
عني إليكَ لخُلّةٍ بأمتّها
فالأرْضُ تَعلَمُ أنّني مُتَصرّفٌ
من فوْقِها وكأنّني من تَحتِها
غَدَرَتْ بيَ الدّنيا وكلُّ مصاحبٍ
صاحبتُهُ غَدْرَ الشّمالِ بأُختِها
شُغفتْ بوامقِها الحَريصِ وأظهرَتْ
مَقتي لِما أظهَرْتُهُ من مَقتِها
لا بُدّ للحَسناءِ من ذامٍ ولا
ذامٌ لنَفسِي غَيرَ سَيّئِ بَخْتِها
ولقد شرِكتُكَ في أساكَ مُشاطِراً
وحَللتُ في وادي الهمومِ وخَبتِها
وكرِهتُ من بعدِ الثلاثِ تجَشُّمي
طُرُقَ العزاءِ على تغيّرِ سَمتِها
وعليّ أنْ أقضِي صَلاتي بَعدما
فاتَتْ إذا لم آتِها في وَقْتِها
إنّ الصّروفَ كما علِمتَ صَوَامتٌ
عَنّا وكل عبارَةٍ في صَمتِها
مُتَفَقّهٌ للدّهرِ إنْ تَسْتَفْتِهِ
نَفسُ امرئ عن جُرمه لا يُفْتِها
وتكونُ كالوَرَقِ الذّنوب على الفتى
ومُصابُهُ ريح تهُبّ لِحَتّها
جازاكَ رَبّكَ بالجِنانِ فهَذِهِ
دارٌوإن حَسُنَت تغرّ بسُحتِها
ضلّ الذي قال البلادُ قديمةٌ
بالطّبعِ كانتْ والأنام كنَبتِها
وأمامنا يوْمٌ تقُومُ هُجُودُهُ
من بَعدِ إبلاءِ العِظامِ ورَفْتِها
لا بُدّ للزّمَنِ المُسيءِ بنا إذا
قَوِيَتْ حبالُ أُخوّةٍ من بتّها
فاللّهُ يَرْحَمُ مَن مضَى مُتَفَضِّلاً
ويقيك من جَزل الخطوب وشَختِها
ويُطيلُ عمركَ للصّديق فطولُهُ
سبَبٌ إلى غَيظِ العُداةِ وكَبتِها
إقرأ أيضًا: اجمل ابيات المتنبي الشاعر الذي قتله شعره والذي وصفه غازي القصيبي بشاعر الأفلاك
وفي النهاية وجدنا أن شعر حلو وقصير هو من افضل الاشعار التي يفضلها القراء للتنوع فيه من نوع الى نوع آخر دون ملل من قراءة قصيدة واحدة طويلة.