تجربتي مع اكتئاب ما بعد الولادة
تجربتي مع اكتئاب ما بعد الولادة قد تساعد النساء اللواتي يتعرضن لهذه التجربة الصعبة على عدم الاستسلام لهذه المشاعر السلبية الناتجة عن هذه الحالة، والعمل على مساعدة المرأة لنفسها بكافة الطرق التي تقدر عليها؛ لذا سوف أعرض لكم تجربتي مع اكتئاب ما بعد الولادة من خلال موقع البلد عبر الاطلاع على السطور التالية.
تجربتي مع اكتئاب ما بعد الولادة
لقد أصابني اكتئاب ما بعد الولادة بعد حوالي ثلاثة أشهر من ولادتي لطفلي، ولم أكن أعرف أنني قد أصبت بهذا النوع من الاكتئاب أو يمكن أنني كنت لا أصدق بوجود هذا النوع من الاكتئاب، حيث إني بدأت أشعر بحدوث شيء غير طبيعي، ولقد عانيت كثيرًا ومهما فعلت فلا أشعر الراحة إطلاقًا.
حيث إن طبيعتي كانت كثيرًا ما اتأثر بأي تفصيل جديد يطرأ على حياتي، وكانت تمر الأيام بشكل بسيط وطبيعي، ولكن إذا طرأ علي أي تغيير في العادات اليومية الخاصة بي، أو أي مشكلة واجهتني في العمل، كانت هذه الأمور تسبب لي توتر كبير، فكيف يكون الحال إذا كان هذا التغير هو ولادة طفل جديد.
فقد بذلت جهدي كثيرًا في المحاولة حتى اتجاهل ما أشعر به من مشاعر سيئة وسلبية، ولكن كان من النادر نجاحي في تجاهل هذا الشعور، فقد ساءت حالتي للغاية في إحدى الأيام حتى طلب زوجي الدعم من أحد الجارات المجاورة لي في أن تأتي لتطمئن علي خلال وجوده في العمل.
بعد ذلك لجأت إلى طبيب نفسي، حيث كان هو مثل النور الذي أضاء عتمة حياتي، وهذا بسبب استيعابه لما أشعر به من القلق والتوتر، كما قام بشرح حالتي وتفسير الخوف الذي كان يتملكني بشكل مستمر هو أمر طبيعي يحدث بسبب بعض التغيرات الكيميائية في رأسي.
أشعر الآن بأنني الشخصية التي تقدر على التحكم بهذه التغييرات، فقد قام الطبيب بوصف بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي عملت على مساعدتي في العيش بشكل طبيعي إلى حدٍ ما، وبدأت في العودة التدريجية إلى ممارسة حياتي الطبيعية.
كما قام الطبيب بتوصيتي بزيارة مستشارة اجتماعية، والتي ساعدتني كثيرًا بدورها هي أيضًا، حيث قامت بتعليمي لبعض الطرق التي تساعدني على التعامل الجيد مع الأعراض التي أشعر بها، كما ساعدتني أيضًا على التعامل مع الضغوطات.
هكذا أكون ذكرت لكم تجربتي مع اكتئاب ما بعد الولادة وكيف تغلبت على هذه التجربة المريرة التي تحتاج إلى القوة والمثابرة.
أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
ضمن إطار عرض تجربتي مع اكتئاب ما بعد الولادة سوف نعرض لكم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة؛ فعلى الرغم من عدم وجود سبب محدد وخاص بعينه بحدوث مشكلة اكتئاب ما بعد الولادة، لكن هنالك بعض الأسباب التي لها دور كبير في الإصابة بالاكتئاب، وسوف نتعرف على المشاكل التي تؤدي إلى حدوث اكتئاب بعد الولادة فيما يلي:
1- حدوث بعض التغيرات البدنية
هناك العديد من التغيرات التي تطرأ على جسم في مرحلة ما بعد الولادة، حيث إن الانخفاض الكبير في هرموني (الاستروجين والبروجيسترون) في الجسم يتسبب في الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وأيضًا من الممكن تعرض المرأة لانخفاض شديد في بعض الهرمونات التي تقوم بإفرازها الغدة الدرقية، الأمر الذي يؤدي إلى شعور المرأة بالتعب والإعياء والخمول والاكتئاب.
2- الإصابة بالضغوطات النفسية
عادةً ما تكون فترة بعد الولادة من أصعب المراحل التي تمر بها المرأة في حياتها وذلك بسبب الحرمان من النوم، وكثرة المهام المطلوبة من المرأة في ذلك الوقت؛ فمن الممكن أن تشعر المرأة بالمعاناة الشديدة في التعامل مع أبسط المشكلات.
كما يمكن أيضًا أن تشعر الأم بالقلق والتوتر المتعلق بمدى قدرتها على العناية بالمولود الجديد، ليس ذلك وحسب بل قد يصل بها الأمر أحيانًا إلى أن تشعر بقلة الجاذبية، فتجد نفسها تحاول الإحساس بهويتها، من خلال الصراع القوي مع الذات.
كما تشعر المرأة أيضًا بعد الولادة بفقدان التحكم في مجريات الحياة، حيث إن جميع الضغوطات التي سبق ذكرها من الممكن أن تسهم في الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
تظهر أعراض إصابة المرأة باكتئاب ما بعد الولادة عادةً في خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة مباشرةً، وتتشابه أعراضه مع أعراض حالات الاكتئاب الأخرى التي ليس لها علاقة بالحمل ولا بالولادة، وتكون أعراض الاكتئاب بعد الولادة على النحو التالي:
- تقلبات في الحالة المزاجية
- الشعور باللامبالاة وعدم الاستمتاع وفقدان الشغف
- الإصابة باضطرابات في الشهية وتقلبات في النوم
- الانفعال الزائد في أبسط الأمور
- الكسل و التعب والأعياء والبطء في أداء المهام
- فقدان التقدير الذاتي، والإحساس الدائم بالذنب وتأنيب الضمير بدون سبب محدد
- صعوبة التركيز في اتخاذ القرارات
كيفية تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة
إن الطبيب يعتمد في تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة على إجراء محادثة مع المرأة واستنتاج ما تشعر به ناحية نفسها ومولودها، وقد يلجأ الطبيب إلى الاستعانة بعمل استبيان لتوضيح بعض المعلومات حول الآتي:
- وجود أفكار عند المريضة بشأن إيذاء النفس
- الإصابة السابقة بالاكتئاب
- إصابة المرأة بحالة من اللامبالاة
- عدم قدرة المرأة على الاستمتاع بأداء أنشطتها المفضلة اليومية
- الشعور بالضيق
- اضطراب في الاداء اليومي في البيت
- إيجاد صعوبة في التواصل مع الأشخاص والبيئة المحيطة
معالجة اكتئاب ما بعد الولادة
بعد تشخيص حالة المريضة يقوم الطبيب النفسي بوصف الأدوية العلاجية لحالة اكتئاب ما بعد الولادة، حيث يقوم الطبيب المعالج باختيار الدواء تبعًا لمدى أمان استعمالها في فترة الرضاعة، وذلك كي تقدر الأم على إرضاع المولود، ويُفضل البدء بنصف الجرعة المعتادة من الدواء، بعد ذلك يقوم بزيادتها بالتدريج، كما يجب الاستمرار في تناول الدواء لمدة ستة أشهر كي لا تصاب بالاكتئاب مرة ثانية.
أما في حالة لم تستجب جسم المريضة للعلاج خلال ستة أشهر، يجب التوجه إلى الطبيب النفسي المعالج للاستشارة مرة ثانية.
متى يجب على الأم زيارة الطبيب؟
في حالة شعور المرأة بأعراض اكتئاب ما بعد الولادة، فقد تشعر أيضًا بالنفور من حمل طفلها، ولكن لا تقدر على التعبير عن هذا، وقد تشعر أيضًا بالأعراض السابقة لاكتئاب ما بعد الولادة، ويجب على المرأة حينها التواصل مع طبيب نفسي للزيارة، وخاصةً في حالة كانت أعراض الاكتئاب تتميز بهذه الخصائص المتمثلة في الآتي:
- استمرار تلك الأعراض السابق ذكرها بعد أسبوعين من الشعور بها.
- في حالة ازدادت الحالة سوءًا عن قبل.
- صعوبة المرأة في الاعتناء بطفلها.
- إيجاد صعوبة شديدة في أداء مهام المرأة اليومية.
- ظهور أفكار محرضة للمرأة على إيذاء نفسها أو إيذاء مولودها.
نصائح للوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة
إذا كان لدى المرأة تاريخ سابق في الإصابة بالاكتئاب، وخاصةً اكتئاب ما بعد الولادة؛ فيجب عليها حينها سرعة استشارة الطبيب المعالج، وذلك في حالة كانت المرأة ما تخطط للحمل أو في أقرب وقت علمت فيه بخبر حملها، ويتابع الطبيب الحالة خلال فترة الحمل وما بعد الولادة، وتكون هذه المتابعة كما يلي:
- خلال فترة الحمل: إن للطبيب النفسي دو هام في ملاحظة ظهور أي أعراض للاكتئاب، حينها يبدأ الطبيب في استكمال الاستبيان الخاص بفحص الاكتئاب خلال فترة الحمل.
حيث يقوم الطبيب بالسيطرة في أغلب الأحيان على حالات الاكتئاب البسيطة، عن طريق تقديم الدعم والاستشارة، وأحيانًا في بعض الحالات، وتجدر الإشارة إلى أن الطبيب المعالج قد يصف بعض الأدوية المضادة للاكتئاب الآمنة خلال فترة الحمل.
- فترة ما بعد الولادة: قد يحتاج الطبيب لفحص الحالة الطبية للمرأة بعد الولادة، وذلك لاكتشاف وجود أي علامات وأعراض تدل على الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وهذا لأنه كلما تم اكتشاف المرض مبكرًا كلما كان تلقي العلاج أسهل وأسرع.
يكون ذلك في حالة كان للمرأة تاريخ إصابة باكتئاب ما بعد الولادة، ففي ذلك الحين ينصح الطبيب بتناول أدوية مضادة للاكتئاب أو بتطبيق العلاج النفسي بعد الولادة مباشرةً.
هكذا أكون قدمت لكم تجربتي مع اكتئاب ما بعد الولادة، كما تعرفنا على أعراض وأسباب اكتئاب الولادة، ليس ذلك وحسب بل ذكرنا أيضًا إجابة سؤال متى يجب على المرأة زيارة الطبيب، ونتمنى أن نكون قدمنا لكم الإفادة.