أجمل أحاديث قدسية عن التوبة مكتوبة
أجمل أحاديث قدسية عن التوبة مكتوبة في كتب الحديث الصحية وهي الأحاديث التي رواها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن رب العزة، تلك الأحاديث تؤكد أن باب التوبة مفتوح للعباد ما لم يحضره الموت، هذا بجانب العدد الكبير من الآيات القرآنية التي تحض على المسارعة بالتوبة وأن الله يقبل توبة التائبين، والعديد من الأحاديث المروية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فضل التوبة.
لذل في هذا الموضوع على موقع البلد نقدم لكم باقة بأجمل أحاديث قدسية عن التوبة مكتوبة.
أجمل أحاديث قدسية عن التوبة مكتوبة
الأحاديث القدسية هي الأحاديث التي تُنسب إلى الله عز وجل، وأنها من كلامه بالنص، يرويها النبي صلى الله عليه وسلم عن الله.. لكنها ليست من جنس القرآن الكريم، فالقرآن معجز يتعبد بقراءته وفي الصلاة.. بينما وردت أحاديث قدسية عن التوبة مكتوبة في كتب الحديث منها:
عن أنس ابن مالك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال أن الله -تعالى- قال:
“قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً” أخرجه الترمذي (3540) في صحيحه
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أجمل أحاديث قدسية عن حب الله للعبد مكتوبة
شرح الحديث
الله تعالى هو أرحم الراحمين يغفر ذنوب ومعاصي عباده معهما بلغت، بشرط وحيد هو أن يكون هذا العبد مؤمن بالله، وموحد لا يشرك به شيء، تحت مشيئة الله تعالى يغفر الذنب لمن يشاء إلا الشرك فلا يغفره الله تعالى إذا مات الإنسان على الشرك ولقيه به.
في هذا الحديث القدسي الذي رواه لنا النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة يقول تعالى:
- “يا ابن آدم” النداء للناس أجمعين، فكلنا ولد آدم عليه السلام.
- “إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني” أي ما دمت تدعوني وترجوا رحمتي ولم يقنط العبد من رحمة الله.
- “غفَرتُ لَكَ” أي يمحو الله تعالى الذنب عن العبد الذي استغفر ولم يقنط من رحمة الله.
- “على ما كانَ فيكَ” أي الذنوب والمعاصي التي ارتكبتها.
- “ولا أبالي” أي لا أهتم بتلك الذنوب والمعاصي التي ارتكبها الإنسان ما دام استغفر وأتى، الله لا يشرك به شيء، وهو من قال عن نفسه في محمك التنزيل: “لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (الأنبياء 23)”.
- “يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ” نداء إلى الإنسان بأنه لو بلغت الذنوب التي ارتكبها واكتسبها قاصدًا.
- “عَنانَ السَّماءِ” قال المفسرون أنها السحاب أو صفائح السماء وما يدور فيها من أفلاك، وقال بعضهم أنه إذا وصلت الذنوب إلى السماء التي يراها بنو البشر، وهذا التعبير كناية عن كثرتها وضخامتها.
- “ثمَّ استغفرتَني” بعد ذلك طلب العبد المغفرة من الله.
- “غفرتُ لَكَ” أي غفر الله تعالى هذه الذنوب عن عباده الذين استغفروه.
- “ولا أبالي” قال المفسرون أن الله لا يبالي بهذا المعاصي الذي استغفر عنها العبد، وغفر له مهما كانت من الكبائر.
المعنى العام للفقرة أنه إذا كثر ذنوب العبد، حتى ولو أصبحت تملأ المسافة التي بين السماء والأرض وتبلغ أقطار الأرض، ومن ثم استغفر العبد ربه وطلب منه العفو؛ يغفر الله تعالى له كل تلك الذنوب ولا يبالي بعددها وكثرتها وضخامتها، فكما قال الفقهاء “استدعاء المغفرة يتساوى فيه الكثير والقليل”.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أحاديث قدسية عن الموت مكتوبة
شرح باقي الحديث
بعد ذلك يقول الله -تعالى-:
- “يا ابنَ آدمَ” نداء لبني الإنسان جميعهم، يتساوون فيه.
- “إنَّكَ لو أتيتَني” أي يوم الحساب بعد الموت.
- “بقرابِ الأرضِ خطايا” بملء الأرض خطايا وذنوب.
- “ثمَّ لقيتَني” أي يوم الحساب بعد الموت.
- “لا تشرِكُ بي شيئًا” أي لا يشرك العبد بالله “الشرك العام” لا في الربوبية، ولا في الألوهية، ولا في الأسماء والصفات.
- “لأتيتُكَ” أي يقابل الله تعالى الذنوب والمعاصي التي اقترفها العبد.
- بقرابِها مغفرةً” بملئها/ مثلها مغفرة، لأن الله تعالى هو واسع المغفرة، يغفر كل شيء عدا أن يشرك به، فهو من قال عن نفسه في القرآن الكريم:
“إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (النساء 48)
التعقيب على الحديث الأول
يقول الفقهاء إن غفران الذنوب والمعاصي بيد الله -تعالى-، إذا شاء عفا عنها وإذا شاء عاقب عبده عليها، أما حقوق الخلق فلا بد للتائب أن يردها، أو أن الله -تعالى- يجازي بفضله صاحب الحق، ليرضى ويعفو عن المذنب فيها.
كما ورد في الحديث فضل التوحيد، وسعة الله -تعالى- في غفرانه للذنوب وفضله على عباده، وخطورة الشرك بكافة أشكاله والتحذير من هذا الجرم.
يمكنك الاضطلاع أيضًا على: أجمل 6 أحاديث قدسية عن الصيام مكتوبة ومفسرة
حديث عبدًا أصاب ذنب
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حكى عن رب العزة وقال:
“إنَّ عَبْدًا أصابَ ذَنْبًا – ورُبَّما قالَ أذْنَبَ ذَنْبًا – فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ – ورُبَّما قالَ: أصَبْتُ – فاغْفِرْ لِي، فقالَ رَبُّهُ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ ثُمَّ أصابَ ذَنْبًا، أوْ أذْنَبَ ذَنْبًا، فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ – أوْ أصَبْتُ – آخَرَ، فاغْفِرْهُ؟ فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أذْنَبَ ذَنْبًا، ورُبَّما قالَ: أصابَ ذَنْبًا، قالَ: قالَ: رَبِّ أصَبْتُ – أوْ قالَ أذْنَبْتُ – آخَرَ، فاغْفِرْهُ لِي، فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا، فَلْيَعْمَلْ ما شاءَ” (صحيح البخاري 7507)
شرح الحديث القدسي
هذا الحديث يوضح جانب طفيف من رحمة الرحمن الرحيم التي وسعت كل شيء؛ فهو يقبل توبة العبد كلما عاد إليه تائبًا مستغفرًا، ولو كرر العبد نفس الذنب لكنه يتوب عنه.
فيقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن لو عبد من أمتنا أو من أي أمة سابقة وقال يا رب أنا اذنبت واستغفر الله فيقول الله له: “أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي” أي الله يغفر الذنب للعبد لأنه يعلم أن ربه الله يفر الذنوب ويعاقب عليها إن يشاء.
ثم يكرر العبد الثلاث مرات عل كل فترة ويستغفر الله ويغفر الله له… فيقول الله تعالى: ” غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا” أي أن الله غفر لعبده ثلاث مرات، لأنه كان يستغفر فليعمل ما دام كلما أذنب استغفر من الذنب الذي اقترفه.
ففي الحديث الشريف عظيم قدر الاستغفار بالنسبة للعباد وفضل الله تعالى عليهم وسعة رحمته وكرمه الكبير وحلمه على العبد التائب.
إلا أن الفقهاء أكدوا أن التوبة المذكورة في الحديث هي التوبة الصحيحة التي يتوب فيها العبد بقلبه قبل جوارحه ويحزن على ما اقترفه بصدق ويؤنب نفسه ويحاول التكفير عنه، هذا بجانب العزم الجاد الصادق على عدم العودة للذنب مرة أخرى.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: باقة من أجمل أحاديث قدسية عن القلوب مكتوبة
بذلك نكون قد نقلنا لكم من أجمل الأحاديث القدسية عن التوبة مكتوبة ومشكولة، مع النقل الموجز في قول المفسرين في كل حديث، ندعو الله أن يتجاوز عن أخطائنا وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه والصلاة والسلام على سيد المرسلين